والغالب ان مرض هشاشة العظام هو نتيجة للظروف الصحية والغذائية خلال العقود الثلاثة الاولى من الحياة والعظم كأي نسيج حي يتجدد مما يتطلب هدما وبناء مستمرين، وتتأثر تلك العمليتان بمدى توفر الكالسيوم في الغذاء المتناول فتنشط او تثبط عملية التجديد. ويساعد الكالسيوم الموجود في الاغذية وبالذات الالبان ومنتجاتها في نمو العظام وخصوصاً عند المراهقين مما يوجد حاجة لبرامج توعية بهشاشة العظام تستهدف المراهقين في محاولة للحد من الاصابات المستقبلية . ويمكن للنساء اللاتي انقطع عنهن الطمث الاستفادة من الكالسيوم سواء في شكله الطبيعي الموجود في الاغذية او المصنع وذلك لتحسين كتلة العظم لديهن وتقليل امكانية الاصابة بالكسور . والمرأة التي انقطع عنها الطمث من الممكن ان تفقد من 10-40% من كتلة عظمها مابين العمر 50- 60سنة. ويمكن علاج ذلك باستخدام بعض الهرمونات التي يصفها الطبيب التي يجب ان تدعم بالغذاء الغني بالكالسيوم والرياضة حتى يمكن معالجة فقدان كتلة العظم . ان استخدام منتجات الالبان قليلة الدسم تعتبر الطريقة المثلى في زيادة مستوى الكالسيوم في الجسم دون زيادة الدهون . عندما لايتمكن الفرد من تناول الالبان المثلى في زيادة مستوى الكالسيوم في الجسم دون زيادة الدهون. عندما لايتمكن الفرد من تناول الالبان ومنتجاتها، يصبح ضرورياً تناول الكالسيوم في صورة كبسولات لتعويض النقص المتوقع .
خمسة من الأمراض المسببة للوفاة
ويلعب فيتامين (د) دوراً مهماً في امتصاص الكالسيوم وفي تجديد نسيج العظم، ويؤدي تناول اللحوم والملح بكميات كبيرة في فقدان الكالسيوم من خلال البول وبالتالي نقص مخزون الجسم من الكالسيوم كذلك الكافيين يؤدي لفقدان الكالسيوم وتقليل امتصاصه في الامعاء. كل ماذكر سابقاً يحتم زيادة المتناول من الكالسيوم في الوجبات الغذائية حتى يمكن تقليل الضرر الناجم عن تلك الاطعمة (الكافيين، اللحوم والملح(
وتشير بعض الدراسات الاولية الى امكانية الاستفادة من الفلورايد في الوقاية من هشاشة العظام بينما اتضح تأثير الفسفور السلبي وذلك ناتج عن استخدامه بكميات كبيرة وذلك غالباً في صورة مشروبات غازية. فاذا اجتمعا تناول كميات كبيرة من الفسفور مع كميات قليلة من الكالسيوم وذلك في سن المراهقة فان ذلك يؤدي الى هشاشة العظام في المستقبل، بينما يسبب نقص المغنيسيوم خللاً في تنظيم الجسم للكالسيوم . ويعتبر النشاط الرياضي من الاهمية بمكان توجب الحرص عليه للحفاظ على صحة العظام وللكالسيوم. ويعتبر النشاط الرياضي من الاهمية بمكان توجب الحرص عليه للحفاظ على صحة العظام وتجنب هشاشتها بالنسبة للمراهقات والبالغات واللاتي توقف عنهن الطمث ومن نتائج النشاط البدني تقوية العضلات مما يدعم التوازن ويقلل احتمالية السقوط الذي يسبب الكسر .
امراض شرايين القلب :
تعتبر امراض القلب والشرايين والجلطة من المسببات الرئيسية للوفاة لدى النساء والتي ترتبط بعوامل من ضمنها ارتفاع نسبة ا لكوليسترول والسمنة وتركز السمنة في وسط الجسم والسكر وضغط الدم وانعدام النشاط البدني بالاضافة الى التدخين. ويعتبر تعديل النظام الغذائي المتبع (اذا كان غير صحي) الى نظام صحي من العوامل الاساسية المساهمة في خفض نسبة الاصابة بامراض القلب ومن اهم التعديلات تقليل تناول الدهون المشبعة (جميع الدهون الحيوانية) واستبدالها بالدهون غير المشبعة (زيت الزيتون) والذي يساهم في خفض نسبة الكوليسترول المضر ورفع نسبة الكوليسترول النافع ويوجد في زيت الزيتون احماض دهنية مفيدة في خفض نسبة الاصابة بامراض القلب مثل حمض الاولييك وحمض بولي فينولز. اما الدهون المهدرجة (مارجرين) فتتسبب في زيادة نسبة الاصابة بامراض القلب وارتفاع نسبة الدهون في الدم بما فيها الكوليسترول الضار. والاسماك المتميزة بحمض اوميجا – 3تفيد مرضى القلب ويقوم حمض اوميجا – 3بتخليص الجسم من الكوليسترول الضار مما يعطيه تأثيراً وقائياً من امراض القلب والشرايين وبناء على ذلك ينصح بتناول السمك من مرة الى مرتين في الاسبوع. ويساعد فيتامين ب – 6وحمض الفوليك
على خفض نسبة الاصابة بامراض القلب. وتوجد تلك الفيتامينات في الخضروات والفواكه. كذلك ينخفض مستوى الدهون في الدم عند تناول الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل. وبشكل عام لخفض نسبة الاصابة بامراض القلب والشرايين عند النساء ينصح بالمحافظة على الوزن الطبيعي والمحافظة على مستوى ضغط الدم عند الحد الطبيعي. وينصح بخفض نسب الدهون المتناولة وتقليل ذات المصدر الحيواني منها، والاكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة كذلك الاسماك مرة واحدة على الاقل في الاسبوع، ويشكل النشاط الجسماني اهمية كبيرة في الوقاية من امراض القلب.
السرطان :
يعتبر ا لسرطان من امراض العصر التي تسارع انتشارها في الدول النامية ويعتبر من الاسباب الرئيسية للوفاة في الدول المتقدمة. وتلعب العوامل مثل الوراثة والتدخين وسوء التغذية والسمنة وقلة النشاط البدني دوراً اساسياً في حدوث السرطان. و يعتبر سرطان الثدي والجهاز التناسلي من اكثر انواع السرطانات انتشاراً بين النساء .
سرطان الثدي :
ان من العوامل التي تساعد في الاصابة بسرطان الثدي وجود اصابات في العائلة، البلوغ المبكر، وانجاب الطفل الاول في سن متقدمة وكذلك تأخر انقطاع الطمث واستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة متواصلة (5-10) سنوات ووجود سرطان الثدي الحميد .
وتشير البحوث الى ان للتغذية دوراً في كل من نشأة او الوقاية من سرطان الثدي. فزيادة استهلاك الدهون قد تكون سبباً في الاصابة بينما مضادات الاكسدة مثل الفلافونيد الموجود في الشاي قد يساهم في خفض نسبة الاصابة. علماً بان بعض البحوث العلمية توصلت الى نتائج تدل على وجود علاقة بين ارتفاع استهلاك الدهون وسرطان الثدي بينما لم تجد البحوث الاخرى نفس النتائج. وتشير نتائج بعض الدراسات الى ان الحمية النباتية والتي تحتوي على كميات كافية من الخضروات والفواكه والزيوت الجيدة مثل زيت الزيتون يكون لها اثر في الوقاية من الاصابة. وتتميز الحمية النباتية بكثرة الالياف التي ترتبط اثناء الهضم ببعض المواد الضارة والتي تساعد في حدوث سرطان الثدي. وتساهم الالياف في اخراج تلك المواد من الجسم مما يقلل من فرصة الاصابة. وتؤكد الدراسات ان ا لرضاعة الطبيعية تقدم بعض الحماية من سرطان الثدي للامهات .
اما لدى النساء اللاتي في سن انقطاع الطمث يمكن ان تكون السمنة مرتبطة بعلاقة طردية مع سرطان الثدي. وبالنسبة للعلاقة بين النشاط البدني وارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الثدي فان الدراسات لم تتوحد في توصياتها ولكنها بشكل عام تؤكد على ان النشاط الجسمي عامل وقاية من الاصابة. وتسبب ادوية بديلات الاستروجين عند النساء اللاتي انقطع عنهن الطمث ارتفاعاً في نسبة حدوث سرطان الثدي ولذلك يجب عند استخدامه ان يكون تحت اشراف طبي لموازنة المنافع والاضرار لتلك الادوية. وفي المجتمعات الغربية ينصح المختصون النساء بعدم الافراط في تناول المشروبات الكحولية وذلك لارتباطها بسرطان الثدي. ومن اهم عوامل الوقاية الفحص المبكر والدوري للثدي بواسطة المختصين وكذلك الفحص الذاتي المتكرر والذي يمكن تعلم طريقته عند المختص، كل تلك العوامل الوقائية تساهم باذن الله في تجنب حدوث سرطان الثدي .
سرطان القولون :
تشير الدراسات ان الغذاء والعوامل البينية على قدر كبير من الاهمية في نشأة سرطان القولون. ان استهلاك الدهون بكميات كبيره وبالاخض الدهون المشبعة (الحيوانية) وانخفاض استهلاك الالياف والخضار والفواكه قد يكون عاملاً لزيادة الاصابة بسرطان القولون. على الرغم من ذلك بعض الابحاث لا تشير الى علاقة بين الاصابة بسرطان القولون وكمية الالياف المستهلكة، وهذا لايعني الدعوة الى عدم استهلاك الالياف اذ ان لها فوائد اخرى عديدة.
ومن المواد الغذائية التي تعم فيها الفائدة بهذا الخصوص الثايواستر الموجود في الثوم والبصل، والتربينز الموجود في الحمضيات، والفينوللز الموجود في العنب والتفاح، والكريتينويز الموجود في الجزر والبطيخ. ويخفض نسبة الاصابة بسرطان القولون تناول زيت السمك وحمض الفوليك. اما العوامل التي تزيد نسبة الاصابة بسرطان القولون تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية والسمنة وانعدام النشاط البدني والتدخين، كذلك الاصابة بمرض السكري وحدوث الامساك المتكرر. وتساعد ممارسة الرياضة الخفيفة المنتظمة على تجنب الامساك وبالتالي خفض نسبة الاصابة بسرطان القولون .
سرطان الجهاز التناسلي :
هناك تنامٍ في الابحاث التي تربط الاصابة بسرطانات الجهاز التناسلي بالغذاء فعلى سبيل المثال تنخفض الاصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء اللاتي يتناولن كميات من حمض الفوليك وفيتامين (ج) وفيتامين (أ)، كذلك توجد علاقة ايجابية على الاقل نظرياً بين زيادة الوزن، السمنة، توزيع الدهون في الجسم وبين سرطان غشاء الرحم وسرطان المبايض .
ومما يخفض تلك ا لاصابة تناول حمية قليلة الدهون عالية الالياف والبقول وكذلك تناول الحبوب الكاملة والخضروات. بالاضافة الى ماتقدم يجب ان لايغفل دور الفحص المنتظم واخذ مسحة من عنق الرحم لدى الطبيب للتأكد من سلامة الاعضاء وكذلك الاقلال من الاطعمة المدخنة والمخللة ويعتبر ايقاف التدخين او ايقاف التدخين السلبي من العوامل الوقائية بالاضةف الى زيادة النشاط البدني .
د / علي محمد المنصور
المصدر : موقع البيطرة العربيه
Source: Annajah.net