نادية سعد الدين
عمان- قال السفير الفلسطيني في عمّان، عطا الله خيري، لـ”الغد”، إن “القيادة الفلسطينية تنسّق مع الأردن بشأن تحركهما المشترك النشط في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ضدّ انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية عموماً، في الأراضي المحتلة”.
وأضاف خيري في حديث لـ”الغد”، إن الأردن وفلسطين “ينسقان جهودهما الكثيفة، مع الدول العربية والدول الأعضاء، داخل “اليونسكو” لجهة وقف عدوان الاحتلال ضدّ المسجد الإبراهيمي، وإلغاء تنفيذ مخططه الخطير لإحكام السيطرة الكاملة عليه”.
ونوه إلى أن “التحرك الفلسطيني- الأردني النشط داخل “اليونسكو”، يأتي في إطار التنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين الجانبين”، مشيراً إلى “تواصله الكثيف حتى اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة الأمميّة المقرر نهاية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل”.
ولفت إلى وجود بند متعلق بالقضية الفلسطينية حول القدس والخليل وبيت لحم وقطاع غزة مدرج للبحث على جدول الاجتماع المقبل.
من جانبه؛ قال المندوب الفلسطيني لدى “اليونسكو”، منير انسطاس، في تصريح له، إن التحرك “في المنظمة الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي الشريف متواصل على كافة المستويات”.
وبين أن وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، وجه رسالة “شديدة اللهجة” إلى المديرة العامة للمنظمة الدولية بشأن ما يجري في الحرم من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأضاف أن “البعثة الفلسطينية وجهت رسالة أخرى إلى لجنة التراث العالمي المسؤولة عن تلك المواقع التي كانت مقرراً أن تجتمع في شهر حزيران (يونيو) الماضي، ولكنه تأجل بسبب مرض فيروس “كورونا” المستجِد إلى العام القادم، ما يعني عدم استصدار أي قرار في هذا الشأن.”
وكشف انسطاس أن المديرة العامة لليونسكو وجهت رسائل لسلطات الاحتلال الإسرائيلي “لكن الأخيرة تضرب بعرض الحائط المراسلات والقرارات الدولية”.
واتهم الدبلوماسي الفلسطيني “سلطات الاحتلال باستغلال انشغال العالم بمرض فيروس “كورونا” وتسابق الزمن من أجل العمل على وضع رؤيتها على كامل الحرم الإبراهيمي”، مشيراً إلى أن “الموقع مدرج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2017.”
يأتي ذلك في أعقاب صدور قرار قضائي إسرائيلي قبل أيام يقضي بسحب صلاحيات الإشراف على الحرم الإبراهيمي في الخليل من بلدية المدينة، بحسب ما قال مسؤولون فلسطينيون.
وقال رئيس البلدية تيسير أبو سنينة في حينه، إن “المحكمة الإسرائيلية في القدس المحتلة رفضت التماساً تقدمت به بلدية الخليل لمنع المستوطنين من إقامة مصعد كهربائي في الحرم الإبراهيمي، ومنحت الصلاحيات لمجلس التخطيط الأعلى الاستيطاني (الحكومي) بدلا من البلدية لاتخاذ قرارات تخص الحرم”.
واعتبر أبو سنينة، أن القرار الإسرائيلي “باطل ولا ينشئ أي حق، مثلما يعدّ اعتداءً سافراً على حرية الأديان والعبادة”، داعياً “اليونسكو” إلى “التدخل لوقف تغيير معالم الحرم الابراهيمي كونه مسجلا على لائحة الأماكن التراثية والتاريخية لديها.”
يُشار إلى أن القرار الإسرائيلي يتضمن مصادرة أراض فلسطينية في الخليل لإقامة طريق لمرور المقتحمين من المستوطنين المتطرفين إلى الحرم الإبراهيمي، فضلًا عن إقامة مصعد لهم.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، أعطى، في شهر شباط (فبراير) الماضي، الضوء الأخضر لإنشاء مشروع مصعد ضخم بالمسجد الإبراهيمي، على حساب أراض يمتلكها فلسطينيون.
ولم تعقب المصادر الإسرائيلية الرسمية على ذلك، علما أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي ماندلبليت صادق نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، على قرار مصادرة أراض من الحرم الإبراهيمي والتي تديرها دائرة الأوقاف الإسلامية، من أجل ملاءمة المكان للمستوطنين واليهود والسياح الأجانب.
وكانت حركة “حماس” نددت بالإجراءات الإسرائيلية تجاه الحرم الإبراهيمي، معتبرة إياها “تعدياً على المقدسات الإسلامية”.
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة في بيان له، إن “القرارات الأخيرة التي اتخذها الاحتلال الصهيوني لتغيير معالم المسجد الإبراهيمي الشريف، يمثل تعدياً جديداً على المقدسات الإسلامية، وخرقاً سافراً للقانون الدولي”.
وأضاف القانوع إن “إجراءات الاحتلال الجديدة لتغيير معالم المسجد الإبراهيمي الشريف والتي تتزايد يوما بعد يوم، دليل على إصرار الاحتلال الصهيوني على تنفيذ مخططاته العنصرية بحق المقدسات الإسلامية وتهويدها، وهو ما يستلزم مواجهة ذلك، وعدم الاستخفاف بتلك الإجراءات”.
وشدد على أن “محاولات الاحتلال الصهيوني إضفاء شرعية مزيفة على المسجد الإبراهيمي، وتغيير وقائع مدينة الخليل، وتزوير التاريخ فيها، لن تنجح في تغيير هوية المسجد الإبراهيمي، أو قلب الحقائق الثابتة في المدينة”.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لـ”اليونسكو”، قد أعلنت في يوليو (تموز) 2017، الحرم الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً.
ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك؛ بل تمارس عدوانها يومياً ضد المواطنين الفلسطينيين في الخليل، التي يستوطن فيها نحو 400 مستعمر تحت حراسة زهاء 1500 جندي إسرائيلي، حيث داهمت أمس عدداً من منازل المواطنين في بلدتي السموع وبني نعيم بالمدينة، وفتشتها، ونصبت عدة حواجز على مداخل المحافظة.
وأفادت الأنباء الفلسطينية أن “قوات الاحتلال نصّبت عدة حواجز عسكرية عند مداخل مخيم الفوار جنوباً، وبيت عنون شرقاً، وآخر عند مدخل مدينة الخليل الغربي، كما قامت بتفتيش مركبات المواطنين وعرقلة تحركهم”.
ومنذ نحو شهر، تشن قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقال شبه يومية في مناطق متعددة من الضفة الغربية المحتلة، وقد طالت الاعتقالات الأخيرة أسرى محررين، ونواباً في المجلس التشريعي الفلسطيني، وغيرهم من الناشطين.
إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين أمس، باحات المسجد الأقصى.
وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الأقصى بالقدس الشيخ عزام الخطيب إن الاقتحامات نفذت تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح.
وأوضح أن 57 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى، في الفترة الصباحية للاقتحامات اليومية، بينهم ضباط في مخابرات الاحتلال وطلاب معاهد دينية يهودية متطرفة من جهة باب المغاربة وسط اغلاق سلطات الاحتلال لبوابات الاقصى الخارجية المختلفة لتأمين اقتحامات المستوطنين الذين قاموا بجولات مشبوهة وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته وسط حالة من الغضب والغليان سادت في المكان.
وأجبرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس مواطنا من سكان مدينة الطيرة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، على هدم منزله قيد الإنشاء.
وأفادت بلدية الطيرة في بيان، بأن المواطن ساري مصاروة أقدم على هدم منزله، بعد تلقيه قرارا بالهدم من قبل الشرطة الإسرائيلية، وذلك تجنبا لدفع غرامة مالية بقيمة 340 ألف شيكل (100 الف دولار) .
وشهدت الطيرة في الآونة الأخيرة عمليات هدم لمنازل ومكاتب وقاعات أفراح؛ بحجة عدم الترخيص والبناء بشكل “غير قانوني”.
وقصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس نقطة رصد شرق بلدة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال قصفت بعدد من القذائف المدفعية وبالرشاشات الثقيلة نقطة رصد للمقاومة الفلسطينية شرق دير البلح دون الابلاغ عن وقوع إصابات.
وادعت وسائل اعلام اسرائيلية ان إطلاق نار من قطاع غزة استهدف وحدات الهندسة التي تعمل على بناء الجدار في منطقة كيسوفيم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، دون وقوع إصابات، مشيرة الى ان الجيش الاسرائيلي قرر وقف أعمال بناء الجدار على حدود القطاع. – (وكالات)