‘);
}
دعاء انتظار الفرج من الله
يقول المولى -سبحانه-: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)،[١] هذه الآية الكريمة وغيرها تبثّ الطمأنينة وتدعو للتفاؤل والاستبشار بالفرج القريب من الله مهما عظُمت على العبد المِحنة والابتلاء، وأدعية انتظار الفرج منها ما هو مأثور، ومنها بالعموم ما يُمكن للمسلم أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- بها، فباب الدعاء واسع، ورحمة الله واستجابته أوسع.
أدعية الفرج
يُستحبّ الدعاء بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهناك العديد من الأدعية الثابتة في السنة للفرج، ومنها ما يأتي:
- دعاء انتظار الفرج من ضيق الهم والحزن
‘);
}
يقول -صلى الله عليه وسلم -: (ما أصابَ أحدًا قَطُّ هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمتِكَ، ناصيَتي بيَدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عَدلٌ فيَّ قَضاؤكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفْسَكَ، أو علَّمتَه أحدًا مِن خلْقِكَ، أو أنزَلتَه في كتابِكَ، أو استَأثَرتَ به في عِلمِ الغَيبِ عندَك، أنْ تجعَلَ القُرآنَ رَبيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجِلاءَ حُزني، وذَهابَ هَمِّي؛ إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّه وحُزنَه، وأبدَلَه مكانَه فَرحًا).[٢]
ومن أدعية رفع الهم والحزن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ)،[٣] ويقصد بغلبة الرجال: تسلط الرجال وقهرهم للمسلم،[٤] ويقصد بضلع الدين: ثقله وكثرته.[٥]
- دعاء انتظار الفرج من ضيق الدين
عن علِيٍّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن مكاتَبًا جاءَهُ فقال: “إِنَّي قد عجزْتُ عن مكاتبتي فأعِنِّي، قال: ألَا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ علَّمَنِيهِنَّ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لو كانَ عليكَ مثلَ جبلِ صِيرٍ دَيْنًا أدَّاهُ اللهُ عنكَ”، قال: قلْ: (اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ).[٦]
- أدعية انتظار الفرج من ضيق الكرب والشدة
كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ ويقولُ: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ)،[٧] والكرب هو ما كان سبباً في الغم والهم للإنسان،[٨] ومن الأدعية أيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم-: (دعَواتُ المكرُوبِ: اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[٩]
أدعية عامة مناسبة لانتظار الفرج
هناك العديد من الأذكار والأدعية التي يُمكن الاستعانة للدعاء بالفرج، ومنها ما يأتي:
- دعاء يونس عليه -الصلاة والسلام-
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ؛ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له).[١٠]
- الإكثار من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-
حيث بيّن النبيّ أن من فضائل الإكثار من الصلاة عليه: رفْع الهمّ ومغفرة الذنب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- لصحابي جعل كل دعائه فقط الصلاة على النبي، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (إذًا تُكفَى همُّك ويُغفرُ لك ذنبُك).[١١]
ويجدر بالتذكير إلى استحباب الالتزام بآداب الدعاء؛ حتى يكون ذلك أبلغ في الإجابة، من الإخلاص، والإلحاح، وعدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون مأكل من يدعو ومشربه من المال الحلال، وأن لا يستعجل الإجابة، وأن يكقر من الدعاء في مواطن وأوقات إجابة الدعاء.[١٢]
المراجع
- ↑سورة النمل، آية:62
- ↑رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:267، إسناده صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.
- ↑مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 212. بتصرّف.
- ↑الخطابي، أعلام الحديث شرح صحيح البخاري، صفحة 1394. بتصرّف.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3563، حسن غريب.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، صحيح.
- ↑ماهر بن عبد الحميد بن مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 331. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:3388، حسن.
- ↑رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:36، إسناده صحيح.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2457، حسن صحيح.
- ↑عبد الغني المقدسي، نهاية المراد من كلام خير العباد، صفحة 54. بتصرّف.