حذر رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي من خطر تزايد عدد السكان الفلسطينيين المستمر مقارنة بعدد اليهود في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا إن ذلك يهدد وجود دولة إسرائيل، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد لصنع التاريخ وتجنب كارثة الدولة الواحدة.
وأوضح لودر في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية أن لدى لبيد فرصة لا تتكرر في العمر ليصنع التاريخ، وأن يبحث مع الولايات المتحدة والعالم السنّي والفلسطينيين “المعتدلين” طريقة إبداعية لمواجهة هذا التحدي بإقرار حل الدولتين.
كارثة الدولة الواحدة
وأضاف أنه حتى لو بدا أن من المستحيل التوصل إلى حل الدولتين، فيجب على لبيد أن يفعل كل ما في وسعه لتجنب كارثة الدولة الواحدة، مشيرا إلى أنه لا توجد مهمة أخرى أكثر أهمية من هذا الأمر، قائلا إن مستقبل إسرائيل في الميزان.
وأشار إلى أن إسرائيل تنعم بعصر اقتصادي ذهبي منذ حرب لبنان الثانية عام 2006؛ فمتوسط معدل النمو السنوي أكثر من 3.5% وتسارع إلى 8% في عام 2021، ومعدل الدين القومي (بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي) أقل بكثير من مثيله في الولايات المتحدة؛ فمعدل البطالة قريب من الصفر، ومستوى المعيشة يرتفع باضطراد.
وأضاف أن إسرائيل وقعت على اتفاقيات سلام مع 6 دول عربية، وأصبح يُنظر إليها من دول غير أميركا، منها الصين واليابان والهند وأوروبا والبرازيل، كشريك إستراتيجي، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها يفوق نظيره في بريطانيا.
تهديد وجودي خطير
ومع ذلك، يقول لودر إن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا خطيرا، ليس فقط من القدرات النووية الإيرانية ولكن من التركيبة السكانية الخاصة بها. ففي عام 2020، وللمرة الأولى منذ عقود، ارتفع عدد السكان العرب الذين يعيشون بين البحر ونهر الأردن ارتفاعا طفيفا فوق عدد السكان اليهود.
واستمر يقول إنه على الرغم من بعض التغييرات في اتجاهات معدل المواليد، فإن هذه الأغلبية الفلسطينية الصغيرة ستصبح كبيرة في غضون عقد أو عقدين، وهذا يعني أن الوضع الراهن إذا استمر واستمرت إسرائيل في السيطرة على الضفة الغربية، فسوف تواجه في وقت قصير نسبيا معضلة قاسية، إذا أعطت الفلسطينيين الجنسية الكاملة؛ ومن ثم الحقوق الكاملة، ولن تعود إسرائيل دولة يهودية، وإذا لم تفعل ذلك فلن تكون ديمقراطية. وفي كلتا الحالتين، فإن إسرائيل، بوصفها دولة يهودية ديمقراطية، سوف تتوقف عن الوجود.
كل يوم يمر يقرّب إسرائيل من الهاوية
وأضاف أنه لا يوجد تهديد خارجي على المشروع الصهيوني مثل هذا التهديد الداخلي، مشيرا إلى أن الفرضية الأساسية للصهيونية هي أنه يجب أن يكون هناك مكان واحد على الأرض يشكل اليهود فيه الأغلبية حتى يتمكنوا من ممارسة حقهم في تقرير المصير في إطار ديمقراطي، وإذا لم يكن لليهود أغلبية قوية في أرضهم فسوف تنهار الصهيونية.
وقال إنه رغم الازدهار الاقتصادي والبراعة العسكرية والمكانة الدولية، فإن لامبالاة الجمهور الإسرائيلي والنظام السياسي المختل تمنع إسرائيل من مواجهة هذه المشكلة، وكل يوم يمر يقرّبها من الهاوية.