تغريد العزاوي-بغداد
يُقبل العراقيون والبغداديون خاصة في شهر رمضان المبارك على شراء الحلويات أو صنعها منزليا، إذ تعتبر أحد أهم الطقوس الرمضانية المتعارف عليها، فلا تكاد تخلو الموائد الرمضانية للعوائل من وجود الحلوى بمختلف أصنافها، ولا سيما الزلابية والبقلاوة والداطلي “بلح الشام”، فضلا عن “زنود الست” الشهيرة “عجيبة بقلاوة محشوة بالقشطة”، حيث تعتبر طبقا أساسيا عند إفطار الصائم.
يعود أصل تلك الحلويات في معظمها، إلى المطبخ العربي، إذ تنتشر في العراق ودول عربية أخرى، مع اختلاف التسميات.
تقول السيدة هبة ماجد “أم رحمة” إنها تفضل التنوع في طبق الإفطار في رمضان خاصة طبق الحلوى، مشيرة إلى أن أفراد أسرتها ينتظرون طبق الحلوى بفارغ الصبر، فتعمل لهم البسبوسة، والكنافة، والشكرلمة “الغُرَيّبة”، وزنود الست، وأنواع الكيك، بالإضافة إلى توفر التمر، مع طبق الشوربة الذي يعد أساسيا على سُفرة رمضان.
وعن الأحوال في ظل تفشي فيروس كورونا، توضح أم رحمة أنه قد تم تغير النظام العائلي لمعظم الأسر العراقية، حيث قلت الزيارات بين الجيران، وانقطعت بين الأهل الذين يقطنون في مناطق أخرى، نتيجة فرض حظر الحجر الصحي.
وتذكر أم رحمة أن الكثير من العوائل العراقية حاليا تعيش على قوتها اليومي، وباتت تعاني من ضيق العيش في هذه الأيام، ولا سيما موظفي القطاع الخاص بسبب انقطاع العمل، ما يجعل رمضان صعبا هذا العام، فضلا عن غياب التنوع الذي كانت تمتاز به مائدته كل عام.
أضرار كورونا
أصحاب محال “حلويات القند” في بغداد أكدوا للجزيرة نت، أن فيروس كورونا ألحق أضرارا جسيمة ليس على الأشخاص فقط وإنما على الأسواق وعلى الاقتصاد في العراق كذلك، حيث إن إجراءات مواجهة الفيروس أثرت بشكل كبير، ولم يشهد التجار أي خطوات حكومية لدعمهم.
ومن الإجراءات التي باتت تتبعها “حلويات القند”، خدمة التوصيل للمنازل معتمدين شعار “حافظ على نفسك وعائلتك – حتى نشوفك من جديد”.
وتشير القند إلى إن الحلويات في العراق، لا تزال تحظى باهتمام كبير من قبل العائلات ولم تتراجع، مبينة أنها تعتمد صنع الحلويات المحلية العراقية كالزلابية، والبقلاوة، وزنود الست، ولقمة القاضي، والكنافة العراقية، وكذلك الداطلي، والبرمة، والدهينة، والكعك بالسمسم، وغيرها من أصناف الحلويات العراقية المشهورة التي يتميز بها المطبخ العراقي.
من جانبها، أكدت إدارة حلويات الحمداني في بغداد، انخفاض نسبة مبيعاتها للحلويات خلال الشهر الجاري، عازية السبب إلى الأوضاع الحالية بسبب تفشي كورونا التي حدت من حركة المواطنين وإجراءات وزارة الصحة العراقية على المطاعم والمقاهي.
ويقول الباحث في الشأن الاجتماعي وأستاذ علم النفس في جامعة بغداد أحمد عباس الذهبي، إن شهر رمضان في العراق يمتاز بأجواء المحبة والسعادة والفرح منذ القدم، حيث تسود المجتمع والعائلة أجواء الألفة والمودة، والتراحم والتواصل خلال الشهر الفضيل، وتتكرس تلك الأجواء عبر تبادل المأكولات الرمضانية بين الجيران، والدعوات للإفطار معا، أو للسهر بعد الصلاة وهي ما تسمى بـ “التعلولة الليلية”، وتناول الحلويات.
وعن ما يميز المائدة العراقية في رمضان، يبين الذهبي أنها تشتمل على شوربة العدس، والدولمة “محاشي وورق عنب ودبس الرمان”، والبرياني، والسمك المسكوف، والباميا، إلى جانب أطباق الحلويات مثل الزلابية، والبقلاوة، وزنود الست، وحلاوة التمر، وغيرها.
ويشيد الذهبي بدور المرأة العراقية في شهر رمضان، مؤكدا أنها سيدة المطبخ الرمضاني، لما تضفيه من لمسات رائعة، تمتاز بالطيبة والكرم، في صناعة ألذ وأشهى الأطباق، وما تقدمه من الحب والاهتمام الكبير لأسرتها، رغم حرارة المطبخ والمتاعب اليومية.