هذا ماتوصلت إليه مجموعة من الباحثين في كلية كينج ومعهد ستافورد في بريطانيا في دراسة لخمسة عشر ألف طفل تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة
ووجد الباحثون أن نسبة الإصابة بين المجموعة وصلت إلى نحو سبع عشرة حالة في كل عشرة آلاف طفل، بينما تقدر الدراسات السابقة النسبة بست حالات لنفس العدد من الأطفال .
ووجد الأطباء الأخصائيون بمرض التوحد، حتى الذي كان منهم يعتقد بأن الدراسات السابقة تميل إلى إعطاء تقديرات غير عالية، أن التقديرات الجديدة عالية إلى درجة غير متوقعة .
ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابين إقامة علاقات ذات مغزى مع الآخرين ويعجزون أيضا عن فهم العالم حولهم .
وبينت الدراسة الجديدة أيضا أن عدد حالات مرضية مشابهة، التي لا تخضع لنفس عملية التشخيص الصارمة المتبعة في تشخيص مرضى التوحد، قد وصلت إلى نسبة ستة وأربعين في كل عشرة آلاف طفل .
ومن بين هذه الحالات حالة آسبيرجيس التي يظهر المصابين بها تصرفات شبيهة بمرضى التوحد، لكن يملكون قدرات لغوية متطورة، وحالة رييت التي يفقد المصابون بها قدرات على المشي والكلام تدريجيا .
ويعترف تقرير نشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن قصورا في المنهج الذي اتبعته الدراسة حال دون التوصل إلى نتيجة مفادها أن الحالات المذكورة التي تم بحثها قد ازدادت فعلا، ولكنه أضاف أنه من الضروري إجراء اختبارات دقيقة أخرى .
غياب مركز معلومات :
وقال ديفيد بوتر، الناطق باسم جمعية مرضى التوحد البريطانية إنه من الصعب تسجيل إحصائيات دقيقة لمرضى التوحد لعدم وجود مركز معلومات مركزي .
وأضاف أن الاعتقاد السائد حاليا هو أن حالات مرض التوحد في زيادة والسبب وراء ذلك قد يكون تحسن طرق التشخيص ، وقال إنه في حالة ثبوت الزيادة فسيتعين على السلطات المحلية أخذها بنظر الاعتبار عندما تضع خططها المستقبلية في العناية بمرضى التوحد .
وقالت سوزان هايمان، العالمة الأمريكية في جامعة روتشيستر للطب في نيويورك، إن نتائج الدراسة الجديدة تسلط الضوء على ضرورة تحسين طرق التشخيص المبكر عند الأطفال .
وقالت هايمان إن الدلائل تشير إلى أن إخضاع الأطفال الصغار المصابين بالمرض للتدريبات تعليمية وسلوكية يمكن أن يحسن من تطورهم وتصرفاتهم .
المصدر: مجلة المقالات
Source: Annajah.net