أنزل الله سبحانه وتعالى سورة القمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة فهي سورة مكية ، ويبلغ عدد ايات سورة القمر خمسة وخمسون أية وتأتي في الترتيب الرابع والخمسين من بين سور القران الكريم. وقد نزلت سورة القمر بعد سورة الطارق وهي من السور القليلة التي لم يذكر فيها لفظ الجلالة الله ، وتقع سورة القمر في الجزء السابع والعشرون وفي الحزب الثالث والخمسون وتقع سورة القمر في الربع الثالث والرابع.
• وتتكون سورة القمر من ثلاثمائة اثنان واربعون كلمة كما تتكون السورة من الف اربعمائة ثمانية وثلاثون حرف ، وتدور سورة القمر حول العقيدة الاسلامية وتتضمن سورة القمر بيان للكاذبين والمنافقين والكفار الذين يكذبون ايات القران الكريم بجزاء من عصي الله سبحانه وتعالى، كما تتضمن السورة التهديد والوعيد والانذار للكافرين المكذبين بايات الله سبحانه وتعالى وبيان لمشاهد العذاب والدمار في السورة الكريمة.
• وقد تناولت السورة الكريمة في البداية حدوث انشقاق القمر الذي فسره الكفار بانه سحر وبيان لموقف المشركين من انشقاق القمر في الايات من 1 الى 8 ، وقد تضمنت سورة القمر قصة نوح عليه السلام وقومه في الايات من 9 الى 17. وقد تناولت السورة قصة هود عليه السلام وقومه عاد في الايات من 18 الى 22 ،هذا وقد تضمنت الايات قصة صالح عليه السلام وقومه ثمود في الايات من 23 الى 32.
• كما تضمنت الايات قصة قوم لوط عليه السلام في الايات من 33 الى 40. وتناولت سورة القمر قصة ال فرعون في الايات من 41 الى 42 حتى تكون سورة القمر قد تضمنت القصص الخاصة بالامم التى كذبت الانبياء. وتناولت الاية بيان لعاقبة المشركين من قريش كما اظهرت جزاء المتقين الذين قد امنوا بالله وذلك في الايات من 43 الى 55.
سبب نزول سورة القمر:
• اما عن سبب نزول سورة القمر فقد روت الاحاديث الشريفة عن ذلك عند انشقاق القمر ايام الرسول صلى الله عليه وسلم {عن مسروق عن عبد الله قال انشق القمر على عهد رسول الله فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة .. سحركم فاسألوا السُحَّار فسألوهم فقالوا : نعم قد رأينا . فأنزل الله عز وجل اقتربت الساعة وانشق القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}.
• هذا وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم {عن إبن عباس قال جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي النبي بكلام شديد في القدر ، والنبي ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا فأنزل الله ( أَكُفَّارُكُمْ خَيرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) . الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم . ( أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ في الزُّبُرِ ) الكتاب الأول .. إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ )}. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم {عن ابن عباس في قوله ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُر ) قال كان ذلك يوم بدر قالوا ( نَحْنُ جمِيعٌ مُنْتَصِرْ ) فنزلت هذه الآية}.
فضل سورة القمر:
• اما عن فضل سورة القمر فقد روت الاحاديث الشريفة عن فضل سورة القمر عن عائشة مرفوعا من قرأ ( ألم تنزيل ) و ( يس ) و ( اقتربت الساعة ) ( تبارك الذي بيده الملك ) كُنَّ له نورًا وحرزًا من الشيطان والشرك ، ورُفِعَ له في الدرجات يوم القيامة. وقد روي في حديث اخر أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقدٍ الليثيِّ: ما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ به في الفطر، والأضحى؟ قال: كان يقرأُ ب ( ق والقرآنِ المجيدِ )و ( اقتربتِ الساعةُ وانشق القمرُ).
• هذا وقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنه قال : «من قرأ هذه السورة بعثه اللّه تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، مسفرا على وجه الخلائق ، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل ، ومن كتبها يوم الجمعة وقت صلاة الظهر وجعلها في عمامته أو تعلقها ، كان وجيها أينما قصد وطلب» وفي نص اخر من الحديث الشريف عن اسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة رفعه : من قرأ اقتربت الساعة في كل ليلتين ، بعثه اللّه يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر. وعن شيخ من همدان رفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : من قرأ اقتربت الساعة غبا ليلة وليلة حتى يموت لقي اللّه ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر.
• وفي ما قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من كتبها يوم الجمعة وقت الظهر وتركها في عمامته أو علقها عليه ، كان وجيها عند الناس محبوبا» كما تم تأكيد الحديث الشريف في قول الصادق عليه السّلام : «من كتبها يوم الجمعة عند صلاة الظهر وعلقها على عمامته كان عند الناس وجيها ومقبولا ، وسهلت عليه الأمور الصعبة بإذن اللّه تعالى».
• كما روي في الحديث الشريف عن ابن عباس قال : قارئ اقتربت يدعى في التوراة المبيضة ، تبيض وجه صاحبها يوم تبيض فيه الوجوه. وقد روي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : «من قرأ سورة : (اقتربت الساعة) ، أخرجه اللّه من قبره على ناقة من نوق الجنة.