نتطرق من خلال موسوعة إلى الحديث عن شبه الله الحمار باليهود لأنهم إذ بلغت أسباطهم أثنى عشر، فيما مرت الديانة بالعديد من التطورات خلال التاريخ لا سيما عقب انهيار مملكة يهوذا في القرن الميلادي الأول.
نشأ اليهود بالشرق الأوسط وتحديدًا عام 2000 قبل الميلاد، واستهلوا رحلتهم بالانتشار عند حلول القرن الثاني من الميلاد، فيما توجد العديد من المعلومات التي تفيد بتواجد الكثير من الجاليات اليهودية بمختلف دول العالم.
في منتصف القرن الـ20 تركز اليهود في أمريكا الشمالية كما احتلوا بعض المناطق بالأراضي الفلسطينية واتخذوها ملجأ لهم، بالإضافة إلى تكوين بعض الحاليات الصغيرة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ومع حلول عام 2010 ميلاديًا اصبح عدد اليهود بالعالم 14 مليون نسمة أي ما يقارب 0.2% من تعداد سكان العالم.
شبه الله الحمار باليهود لأنهم
يعد هذا السؤال من اكثر الأسئلة شيوعًا بمادة التفسير لطلاب المملكة بالصف الثاني الموجه، نستعرض فيما يلي أجابه هذا السؤال:
- شبه المولى عز وجل الحمار باليهود في سورة الجمعة الآية الخامسة، حيث قال سبحانه (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- فيم يذكر الكريم ما انزله على نبيه موسى قبل نزول القران على نبينا محمد وهو التوراة، حيث شبههم بالحمار الذي يفهم شيئًا ولا يعقل لما يدور حوله.
- ذلك بسبب عدم علمهم لما يحتويه هذا الكتاب المنزل عليهم، ومدى غفلتهم عن ما ورد فيه.
- إذ لم يحصلوا على فائدة مما يقرأنه سوى المشقة والتعب، بسبب غبائهم المشابه للحمار.
- فسر علماء الفقه الآية الكريمة أن اليهود قد وصولوا إلى درجة عالية من الغباء وبلادة الحس، فلن يجنوا من قراءتهم للتوراة إلا ما يجنيه الحمار من حمله للأسفار.
لماذا لم يشبه الله اليهود بل الإبل
على الرغم من أن الإبل تحمل الأسفار ولا تعلم ما تحمله مثل الحمير، إلا أن المولى عز وجل كان له حكمه في تشبيه اليهود بالحمار، نوضح ذلك فيما يلي:
- دعانا الخالق إلى تأمل صنعه في خلق الإبل بسورة الغاشية الآية السابعة عشر (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
- بالإضافة إلى ما تضمنته الآية 36 من سورة الحج، اذ قال تعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- من الغير جائز تشبيه الإبل باليهود لأنهم ليسوا بهذا السوء، فالأحق أن يضرب المثل بمن هو اقرب لهم في صفاتهم.
- يدل الأمر على غضب الله عليهم ومدى السوء الذي وصلوا إليه حتى شبههم المصور بالحمار.
- بينما نلاحظ ذكر الخالق للحمار بالسوء في الآية التاسعة من سورة لقمان (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
نعم الله على بني إسرائيل
لم يأتي تشبيه المولى عز وجل لليهود بالحمار إلا بعد أن انعم عليهم بالكثير من الخير الذي لم يدركوا قيمته، نوضح فيما يلي بعض نعم الكريم على بني إسرائيل:
- نجاهم من عذاب فرعون بعد أن كان يقتل كل صبي يولد في بدلته، حيث أغرقة هو وجنوده بالبحر ونجا كل من امن به واتبع سيدنا موسى عليه السلام.
- هو التواب العليم، فقد قبل توبتهم بعد ما كنوا يعبدون فرعون الذي خلقه الخالق مثل ما خلقهم وخلق كل شئ.
- اتخذوا العجل ألهًا بعد ما امنوا برب موسى وظلموا انفسهم، إذ استغلوا خروج موسى من البلدة بسبب ميقات ربه وصام 40 يومًا.
- زادهم الكريم من نعمه، فيما انزل عليهم الماء والسمان.
- انزل الحافظ دين التوراة على سيدنا موسى غليه السلام حتى يتبعوه ويهتدوا ويتجنبوا طريق الضلال.
- أسقى ماشيتهم بعد أن طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام أن يدعو ربه من اجل أن يسقوا غنمهم، فأمره الله أن يضرب الأرض بعصاه فانفجرت منها الماء.
- حفظهم المولى عز وجل عند دخولهم إلى القدس بعد ما كانوا يتجولون ولا يوجد مأوى لهم، فاحتلوا القدس بقيادة جوشوا بن نون عليه السلام.
- ظلوا تحت حرارة الشمس أربعين عامًا، فغطاهم الرحيم بالسحب حتى لا تؤذيهم تلك الأشعة وحرارتها الشديدة.
- على الرغم من كل ذلك إلا انهم جهلوا ما انزله الرحمن في كتاب التوراة المنزل عليهم، وظلوا يقرئوا فيه دون أن يعلموا معنى كلمة واحدة.
في ختام مقالنا شبه الله الحمار باليهود لأنهم نكون قد استعرضنا سبب تشبيه المولى عز وجل لليهود بالحمار، بالإضافة إلى سبب اختصاص تشبيههم بالحمار فقط وليس الإبل، فضلا عن العديد من النعم التي انزلها سبحانه على بنى إسرائيل.