‘);
}
شرح فوائد الذكر للأطفال
إن من أهم الأعمال التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية اهتماماً بالغاً، وحثت العبد على الإكثار منها هو ذكر الله -سبحانه وتعالى- على جميع الأحوال، وفي كل الأوقات؛ لما للذكر من أجورٍ عظيمة وفوائد تنعكس على إيمان المسلم وعلى حياته.
ومن الجميل شرح هذه الفوائد للأطفال؛ فيحرصون على ذكر المولى -عز وجل- في كل أوقاتهم؛ عند الاستيقاظ وعند النوم، عند البدء بالطعام وعند الانتهاء منه، ومن هذه الفوائد:
التحصين من الشيطان
إن ابتعد العبد عن الذكر وهجره، فسيكون أكثر عرضةً لأن يُلازمه الشيطان، قال -تعالى-: (ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)،[١] فلا يوجد أي وسيلة أخرى لتحصين العبد من الشيطان إلا بالذكر، فيحرص المرء عليه ويداوم عليه.[٢]
‘);
}
زيادة الحسنات وتكفير السيئات
يُعدُّ الذكر من أكثر الوسائل التي تزيد الحسنات، ويمحو الله به السيئات، حيث قال أبو الدرداء: “من داوم على ذكر الله دخل الجنة وهو يضحك”، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن ذكراً بسيطاً كان أجره عظيماً في موازين الحسنات.[٣]
حفظ الأوقات من الضياع واستغلالها
إن من استغلال الأوقات أن يشغل العبد وقته بالذكر؛ وذلك لسهولة هذه العبادة وتيسيرها، فتستطيع أن تقوم بها وأنت جالس، أو ماشياً، أو على جنبك، فهذه من نعم الله علينا أن سهل هذه العبادة، مع عظيم منزلتها وأجرها.[٤]
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أُنبِّئكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعها في درجاتِكم، وخير لكم من إنفاقِ الذهبِ والورق، وخيرٌ لكم من أن تلْقَوا عدوَّكم، فتضرِبوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ ذكرُ اللهِ).[٥]
ذكر الله للذاكر
إن من أعظم فوائد الذكر أنّ الله -جل جلاله- يذكر عبده الذي ذكره، فقد قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)،[٦] وذكر الله للعبد بأن يرحمه ويغفر له فهل هنالك أجمل وأعظم من هذا الذكر، وقد يباهي الله -تعالى- ملائكته بهذا العبد فيال هناه.[٧]
نور للعبد في حياته وبعد مماته
النور يكسو الذاكر ويكون هذا النور في جميع جوانب حياته؛ فبالذكر تذهب الهموم والأكدار، وينال المرء انشراح الصدر ويجلب لصاحبه السرور، وقوة البدن والروح، وبالذكر ينال المرء شرف عدم نسيان الله -تعالى-؛ فإن في نسيان العبد لله شقاء له وتعاسة في دينه ودنياه، ومحبته ومماته، والذكر نور له في حياته وبين الناس، ونور له بعد مماته في قبره، ونور له يوم القيامة.[٨]
وسيلة لصلاح للعبد
إن انشغال اللسان بذكر الله طوال الوقت وعلى جميع الهيئات والأحزاب؛ تُورث في العبد مراقبة الله ويقود الذكر صاحبه إلى أن يتقي الله في جوارحه وفي خطرات قلبه، فينشغل العبد عما لا ينفعه في آخرته، ويبتعد عن كل ما يغضب الله -تعالى-، فلا ينظر إلا لما يرضي الله، ولا يسمع إلا ما يحبه الله، ولا يمشي إلا لمرضاة الله، ولا يبطش بيديه إلا لله.[٩]
قوة في البدن والجسد
يُعطَى الذاكر قوةً في بدنه وفي جسده، فقد كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يفعلون طاعات وعبادات مع الذكر ما لا يقدرون على فعلها بدونه، ففيه الاستعانة وتحقيق المعية الإلهية، وحسن الاستعانة والتوكل.[١٠]
المراجع
- ↑سورة الزخرف، آية:36
- ↑عبد الرزاق البدر، فقه الأدعية والأذكار، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑رواه الترمذي ، في صحيح الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:3377، إسناده صحيح.
- ↑سورة البقرة ، آية:152
- ↑محمد حسين يعقوب، الأنس بذكر الله، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية المدينة المنورة، صفحة 241. بتصرّف.
- ↑عبد الرزاق البدر، الذكر والدعاء، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑محمد عزيز شمس ، كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون وتكملة الجامع، صفحة 426. بتصرّف.