طالبان تعتبر بقاء قادتها على القائمة السوداء الأميركية انتهاكا لاتفاق الدوحة وزعيم حزب الأمة ينتقد الحكومة الانتقالية

اعتبرت حركة طالبان أن موقف واشنطن الأخير بشأن القائمة السوداء التي تضم قياديين في الحركة انتهاك لاتفاق الدوحة، بينما قال زعيم حزب الوحدة إن التشكيل المعلن لحكومة طالبان أصاب الشعب الأفغاني بخيبة أمل.
واشنطن اعترضت على عدد من الوزراء في حكومة طالبان ورفضت إزالتهم من القوائم السوداء (وكالة الأنباء الأوروبية)

اعتبرت حركة طالبان أن موقف واشنطن الأخير بشأن القائمة السوداء التي تضم قياديين في الحركة انتهاكا لاتفاق الدوحة، في وقت قال فيه زعيم حزب الوحدة الإسلامية إن التشكيل المعلن لحكومة طالبان أصاب الشعب الأفغاني بخيبة أمل.

وقالت الحركة في بيان إن الموقف الأميركي من القائمة السوداء لا يخدم مصلحة واشنطن أو كابل، مشددة على أن موقف واشنطن ودول أخرى من قادة الحركة محاولة للتدخل في الشأن الأفغاني.

وجددت الحركة مطالبة واشنطن بشطب أسماء قادة طالبان من القائمة السوداء الأممية والأميركية.

واعتبرت أن عائلة حقاني جزء من حركة طالبان وليس لها هيكل تنظيمي منفصل عن الحركة.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال أمس الأربعاء إن حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها طالبان ليست شاملة، وإنها لا تفي بمتطلبات الحكومة الشاملة، وتضم أشخاصا يشكلون تحديا.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، عقب اجتماع دولي بخصوص أفغانستان، أنه ستتم متابعة التزام طالبان بتعهداتها.

وتباينت ردود الفعل الدولية إزاء الحكومة التي أعلنتها حركة طالبان، فبينما اعتبرت باريس أن أفعال الحركة غير متطابقة مع أقوالها، دعت إسلام آباد المجتمع الدولي إلى التعامل مع الأوضاع في أفغانستان بواقعية، وأعربت بكين عن استعدادها لاستمرار الاتصالات مع الحكومة الأفغانية، كما أكدت موسكو أنها تتواصل مع هذه الحكومة، ولكن عبر سفارتها في كابل.

خيبة أمل

وفي أول رد فعل محلي، قال زعيم حزب الوحدة الإسلامية (شيعي) كريم خليلي إن “التشكيل المعلن لحكومة طالبان أصاب الشعب الأفغاني مرة أخرى بخيبة أمل وحوّل توقعاته المشروعة إلى يأس”.

وأضاف أن الحكومة التي أعلنتها حركة طالبان هي إدارة من مجموعة واحدة وعرقية واحدة وجنس واحد، مشددا على أن الاستقرار والسلام الدائمين في أفغانستان غير ممكن من دون موافقة جميع الفصائل السياسية والاجتماعية على خارطة طريق للبلاد.

وأكد خليلي أن تشكيل حكومة طالبان يتعارض مع إعلان الحركة السابق عن رغبتها في تشكيل حكومة تضم كافة الأعراق وأتباع الديانات.

ومضى قائلا “يجب على العالم ألا يتسرع في الاعتراف بحكومة غير مقبولة لجميع الأفغان”.

عهد جديد

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال الأفغانية الملا محمد حسن آخوند أعلن الأربعاء أن “الإمارة الإسلامية” ستعمل على توفير الأمن للأفغان والعالم، مؤكدا أن عهد إراقة الدماء بأفغانستان قد ولى، في حين أكدت حركة طالبان عزمها تنظيم انتخابات واحترامها المواثيق الدولية.

وفي تصريحات حصرية للجزيرة، قال رئيس الوزراء الأفغاني الجديد إن الإمارة الإسلامية عادت من جديد إلى أفغانستان، وتسعى لتوفير الأمن للأفغان والعالم.

وأضاف أن قادة حركة طالبان أمام مسؤولية واختبار عظيمين تجاه شعبهم، وتابع “تكبدنا خسائر فادحة لأجل هذه اللحظة التاريخية، وانتهى عهد إراقة الدماء بأفغانستان”.

وفي السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء المسؤولين السابقين للعودة إلى البلاد، وقال “نضمن أمنهم وسلامتهم”.

من جهته، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد للجزيرة إن الحركة تسعى لضم شخصيات أفغانية ذات كفاءات عالية من خارج طالبان للحكومة الجديدة.

وأضاف خلال لقائه مع برنامج “بلا حدود”، أنه ستكون هناك انتخابات تشمل جميع الأطراف الأفغانية في المرحلة المقبلة.

وأكد مجاهد أن طالبان تريد إقامة علاقات مع جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة، وفق ضوابط محددة. وأشار إلى أن اتفاق الدوحة ما زال قائما، وأنه على الولايات المتحدة ألا تقلق، لأن طالبان لن تسمح بأي تهديد للمصالح الأميركية انطلاقا من الأراضي الأفغانية.

وأوضح أن حركة طالبان تسعى لإشراك كل أطياف المجتمع، خاصة أصحاب الكفاءات من خارج طالبان، وأضاف أن أفغانستان ستشهد تنظيم انتخابات تشمل كل الأطياف الأفغانية في المرحلة القادمة.

وأشار إلى أن “حكومة تصريف الأعمال الحالية تضم مسؤولين من الحكومة المنصرفة”، مشددا على أن الحركة لا تمنح المسؤوليات الرسمية استنادا للعرقيات، ولكن حسب الكفاءة. وأوضح أن طالبان رفضت التعددية السياسية لأن “الأحزاب مهدت لحرب الطوائف”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *