طرق الوصول إلى أعلى درجات الآخرة..

قصة وعبرة:

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: كان النبي (ص) إذا سُئل شيئاً فإذا أراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد ألا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت، ثمَّ سأله فسكت، فقال (ص) كهيئة المسترسل: ما شئت يا أعرابي؟

فقلنا: الآن يسأله الجَّنة.

فقال الأعرابي: أسألك ناقةً ورحلها وزاداً.

قال (ص): لك ذلك.

ثم قال (ص): كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل؟ ثم قال: إن موسى لما أُمر أن يقطع البحر فانتهى إليه وضربته وجوه الدَّوابّ رجعت، فقال موسى (ع): يا ربَّ ما لي؟

قال تعالى: يا موسى إنَّك عند قبر يوسف (ع)، فاحمل عظامه وقد استوى القبر بالأرض، فسأل موسى قومه: هل يدري أحد منكم أين هو؟

قالوا: عجوز لعلَّها تعلم.

فقال (ع) لها: هل تعلمين؟

قالت: نعم.

قال (ع): فدلَّينا عليه.

قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك.

قال (ع): ذلك لك.

قالت: فإنِّني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون في الجَّنة.

قال (ع): سلي الجَّنة.

قالت: لا والله إلا أن أكون معك.

فجعل موسى (ع) يراود، فأوحى الله تعالى إليه أن أعطها ذلك، فإنَّها لا تنقصك شيئاً، فأعطاها ودَّلته على القبر”.

أقول: قد نعيب على الأعرابي لأنه طلب الدُنيا من رسول الله (ص) والحال أنَّ الكثير منا يذهب لزيارة قبر الرسول (ص) ولكنَّه يطلب ما طلبه الأعرابي فيتوسَّل قائلاً: أريد المال أو الشفاء أو الزواج وغير ذلك من أمور الدُنيا وقلما يطلب الآخرة.

عن ربيعة بن كعب قال: قال لي رسول الله (ص) ذات يوم: يا ربيعة خدمتني سبع سنين، أفلا تسألني حاجة؟

فقلت: يا رسول الله أمهلني حتى أفكَّر.

فلما أصبحت ودخلت عليه، قال لي: ياربيعة هات حاجتك.

فقلت: تسأل الله أن يدخلني معك الجَّنة.

فقال لي: من علَّمك هذا؟

فقلت: يا رسول الله ما علَمني أحد، لكنّني فكَّرت في نفس وقلت: إن سألته مالاً كان إلى نفاد، وإن سألته عمراً طويلاً وأولاداً كان عاقبتهم الموت.

قال ربيعة: فنكَّس (ص) رأسه ساعة ثمَّ قال: أفعل ذلك, فأعنَّني بكثرة السُّجود.

المصدر:مكتوب

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *