علاج الأمراض العصبية ما بين التحليل النفسي العلاج السلوكي والدوائي

ما أسباب ذلك؟ وما معنى كل من العلاج بالتحليل النفسي والعلاج السلوكي والدوائي؟:

عن هذه التساؤلات أجاب الدكتور حنا الخوري أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق:
العلاج بالتحليل النفسي واختلاف تأثيره بين المجتمعات
بداية يعرف الدكتور حنا الخوري الطب العصبي النفسي فيقول: هو طب مجتمع فكل مجتمع له خصائصه التي تفرز أنواع معينة من الأمراض، فالمرض لا يظهر بنفس الصورة في جميع البلاد بل يختلف من بلد لآخر لاختلاف الثقافة والطباع والترتيب الاجتماعي والثقافي والديني، وبالتالي تختلف طريقة التشخيص والعلاج وتتنوع وترتبط بثقافة الفرد فبقدر ما يكون مثقفاً نفسيا بقدر ما تكون العلاجات المطروحة بالغرب قابلة للتطبيق على هذا الشخص. وهذا ما يوضح ندرة استخدامه في سورية وفي البلدان النامية.
التحليل النفسي والعلاج السلوكي
وللإجابة عن التساؤل حول ماهية التحليل النفسي ومدى استخدامه حالياً يقول الدكتور حنا: التحليل النفسي على مبدأ تداعي الأفكار أي أن يتكلم الشخص دون أن يفكر على مبدأ (تفريغ اللاوعي) للأفكار المخزّنة وهي تستنبط عن طريق الأحلام وزلاّت اللسان وتداعي الأفكار وليس من الضرورة أن يكون المحلل النفسي طبيباً بل يكفي أن يخضع لدورة تؤهلّه لذلك. والتحليل النفسي هو العلاج الذي طوره فرويد وانشقت عنه مدارس مختلفة وكان العلاج الأمثل والوحيد بالنسبة للأمراض النفسية أواخر القرن (19) وأوائل القرن (20) وفي الوقت الحاضر يعتبر التحليل النفسي لطريقة فرويد وسيلة للتثقيف النفسي وليست وسيلة علاجية، ولا يقصد من ذلك أنه ليس أسلوباً للعلاج ولكنه يعتبر من العوامل المتممة فما زالت هنالك بعض البلدان تعتبر التحليل النفسي الفرويدي على درجة من الأهمية وخاصة المجتمع الفرنسي والأمريكي. مع العلم أن أمريكا بدأت منذ حوالي (20) عاما تتجه إلى العلاج السلوكي كمنافس لعلاج التحليل النفسي، وبالوقت الحاضر بالنسبة لبعض الأمراض العصابية (كالوسواس والقلق وغيرهما) فالعلاج السلوكي يأتي بالمرتبة الأولى قبل التحليل النفسي ويعتمد العلاج السلوكي على مبدأ الإشراط أي التعلم ويرتكز على النظرية التعليمية التي تقول بأن ما حدث للمريض هو تجربة يجب علاجها بطريقة معاكسة. والعلاج المعرفي السلوكي من العلاجات الأساسية في مرض الاكتئاب النفسي كمتمم للعلاج الدوائي.
لا علاج دون دواء
يؤكد الدكتور أن مجمل الأمراض النفسية سببها خلل عضوي وعلاجها عضوي عن طريق الأدوية الكيميائية والعلاج الفيزيائي بأشكاله المختلفة. فطالما أن المرض سبه عضوي لا يمكن الاستغناء عن الدواء فبدون دواء لا علاج بالطب النفسي، فالعلاج بدون دواء يكون بالمشاكل النفسية وليست الأمراض النفسية العصبية وهذه تحت اسم (الاستشارات النفسية). ولا يوجد علاج نوعي أو دواء نوعي لأي مرض بالطب النفسي العصبي والدليل على ذلك كثرة العلاجات وتنوعها.
مفاهيم خاطئة
توجد مفاهيم عامة بين الناس ومتداولة رغم عدم صحتها يوضح الدكتور بعضاً منها فيقول إن الأمراض النفسية لا تنتقل بالوراثة وإنما بالتزاوج بين أشخاص فيها مرضى نفسيين فمثلاً: نسبة احتمال مرض الفصام هو (1%) أما إذا تزوجت أم فصامية من أب له أقرباء فصاميين تزداد هذه النسبة لذلك لا يجوز التزاوج بين عائلتين فيها أمراض نفسية.
ولا علاقة لترتيب الفرد بين اخوته بزيادة نسبة المرض بل الاستعداد لذلك له الدور في المرض كالبنية والظروف وغير ذلك.
يوجد خلل في تسمية الأمراض النفسية وهو خلل بالترجمة أصلاً لأن المفهوم الأقرب هو الطب العصبي فالمرض هو خلل بالجملة العصبية.
أخيراً
العمل بالطب النفسي يتطلّب السرية والكتمان وهذا شرط أساسي للعاملين في هذا المجال.
ويجب التنويه إلى أن الطبيب العصبي النفسي يحتاج إلى حمايته بسن التشريعات القانونية التي تحميه وترعاه قانونياً لكي يستطيع مزاولة هذه المهنة كما يجب وهذا ما نحتاجه في سورية.

المصدر:موقع نساء سوريا

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *