يعتبر ماء البطن أو الإستسقاء هذا الاسم المتداول بين الناس من الأمراض التي ذاع إنتشارها بالفترة الأخيرة بين مرضى الكبد، حيث تتجمع السوائل بداخل التجويف البطني البريتوني الذd يقع في المنطقة الفاصلة بين الحجاب الحاجز والصدر، ويطلقون على الإستسقاء أو ماء البطن العديد من الأسماء مثل الإستسقاء الزفي والخزب البطني والإستسقاء الكيسي، وعادة ما يكون ماء البطن عباة عن سائل صافي يميل لونه قليلاً إلى الإصفرار الباهت.
ويعتبر أكثر الأسباب شيوعاً لماء البطن هو تشمع الكبد ولكن يوجد العديد من الأمراض الأخرى التي تتسبب في ماء البطن مثل الفشل الكلوي والسرطانات ومشاكل القلب، وعلى الرغم من كون آلية حدوث الإحتباس للماء بداخل البطن غير معروفة إلا أن العديد من الفرضيات العلمية تُرجح أن السبب هو إرتفاع ضغط الدم بالوريد البابي الذي يقوم بحمل الدم إلى جهاز الكبد، وفرضيات أخرى ترجح السبب إلى خلل بعملية الأيض.
مضاعفات ماء البطن :
تتراكم السوائل بتجويف البطن فينجم عنها عدد من الأعراض والتي منها فقدان الشهية نتيجة للضغط الواقع على المعدة وإنتفاخ البطن، ومواجهة صعوبة في عملية التنفس نتيجة للضغط على الرئتين، ويوجد العديد من الأمراض التي من شأنها التأثير سلباً على مختلف أجهزة وأنظمة الجسم متسببة في استسقاء البطن، لذا فإن أهداف العلاج تستوجب إتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل راحة المرضى بعد تحديد السبب الرئيسي لماء البطن، والذي قد يكون سببه مرض خفيف سهل علاجه أو مرض خطير قاتل.
أسباب الإصابة بمرض ماء البطن :
-
فشل القلب :
ويعتبر من الحالات المزمنة لأن القلب يصبح عاجزاً عن ضخ الكمية الكافية للدم بالجسم، والذي قد يؤثر على أحد جانبي القلب أو كلاهما، وقد يكون سبب فشل القلب هو عدم إنتظام ضربات القلب والأمراض القلبية الخلقية وأمراض القلب والصمامات وكذلك النوبات القلبية، وتشتمل أعراض قصور القلب على تراكم الماء بالأمعاء والرئتين وجهاز الكبد فتتسبب في إنتفاخ البطن، ويزيد من وزن الجسم نتيجة لإحتباس السوائل والشعور بالسعال والتعب وضيق التنفس، لذا فإن علاج فشل القلب بحاجة إلى تقليل الوزن ومنع تناول الأملاح والصوديوم، وقد يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي لإستبدال صمامات القلب ووضع جهاز لتنظيم ضربات القلب أو القيام بعمليات جراحية للأوعية الدموية والشرايين التاجية.
- تليف الكبد :
ويعتبر تليف الكبد هو السبب الرئيسي لماء البطن، حيث أن ما يزيد عن 75% من مصابي إستسقاء البطن مصابين بتليف الكبد، ويتسبب تليف الكبد في إحتقان الدم بالدورة الدموية للأحشاء مما يتسبب في إنخفاض الدم بالدورة الدموية فيؤدي هذا الأمر إلى تنبيه بعض الخلايا في الكلى إفراز بعض الهرمونات، متسببة في إحتجاز نسب عالية من الصوديوم والماء بهدف زيادة حجم الدم لتعويض النقص هذا، ومن الجانب الأخر نجد أن تليف الكبد يتسبب في نقص الكفاءة لجهاز الكبد متسبباً في إنتاج الأليبيومين أو الزلال، فينجم عنه إنخفاض معدل الزلال بالدم فينجم عنه رشح كميات أكبر من الماء بداخل تجويف البطن.
-
ماء البطن وسرطان المعدة :
وتشكل الأورام الغدية ما يقارب من الـ95% من كافة أنواع سرطانات المعدة، والتي تصيب أكثر من 21 ألف شخص سنوياً بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشبه أعراض سرطان المعدة نفس الأعراض المصاحبة لمرض قرحة المعدة، حيث يشعر المريض بآلام في منطقة البطن والإحساس بالإمتلاء، بالإضافة للإصابة بفقر الدم وخسارة الوزن ويميل البراز للون الأسود والقيء المستمر، كما أن إنتشار سرطان المعدة قد يشتمل على بعض الأعراض الأخرى مثل الإستسقاء واليرقان، لذا يعتبر الحل الأمثل للشفاء من سرطان المعدة هو إجراء عملية جراحية لإزالة الورم قبل إنتشاره وتغلغله بجدار المعدة، وبحسب دراسات وأبحاث مكتبة ميرك فإن حوالي 15% من الأشخاص المصابين بسرطان المعدة هم فقط من يعيشون لأكثر من خمسة أعوام.
-
ماء البطن وسرطان الكبد :
ويعتبر سرطان الكبد من الأمراض عديمة الأعراض بصورة كلية، حيث أنها قد تظهر فقط بالمراحل المبكرة وفي حال وجود هذه الأعراض تكون مزمنة أو حادة، حيث يشعر المريض بآلام شديدة في البطن بخاصة في الربع الأعلى الأيمن منه، كما يواجه المريض فقدان ملحوظ في الوزن، فضلا عن الشعور بالوهن والضعف والإرهاق وتراكم السوائل بجوف البطن فيشعر المريض بالشبع دائما وإنتفاخ في البطن.



