فقدان الشهية مرض لا يعرف سنا ويصيب الاطفال أيضا

وقالت اوتن (54 عاما) “كنت مضطربة تماما…أسوأ شيء في العالم أن تعلم أن ابنتك قد تلقى حتفها.”

وأضافت اوتن أن ابنتها في أسوأ مراحل المرض كانت تعيش على خمس رقائق من الحبوب المجففة تبتلعها بالم

ويقول خبراء في مجال الصحة ان الاطفال منذ سن السابعة قد يعانون من اضطرابات متصلة بالطعام. كما يصيب المرض النساء الاكبر سنا وأيضا الرجال والفتيان غير أنه أكثر شيوعا بين الشابات.

وفي بريطانيا يعاني ما بين خمسة وعشرة في المئة من الفتيات ممن تتراوح اعمارهن بين 14 و24 عاما من شكل من أشكال اضطرابات الطعام. وقالت جانيت تريجر الاستاذة الجامعية ورئيسة وحدة خدمات وأبحاث اضطرابات تناول الطعام في كينجز كوليدج بلندن ان هذه النسبة تنخفض الى واحد في المئة بالنسبة لاجمالي السكان من الاناث.

ومضت تقول ان الشراهة العصبية وهي الافراط في تناول الطعام ثم التقيؤ بعد ذلك هي أكثر شيوعا وتتراوح بين الضعف وخمسة أمثال فقدان الشهية المرضي وهو مرض يحد فيه الشخص بشدة من كميات الطعام والشراب التي يتناولها.

ويمكن أن يؤدي هذان الاضطرابان النفسيان الى الوفاة فقد توفيت عارضتا أزياء من امريكا اللاتينية هذا العام بعد اصابتهما بفقدان الشهية المرضي او يقودان الى الاصابة بمشاكل صحية مستديمة مثل هشاشة العظام والعقم.

وبالنسبة لابنة اوتن التي طلبت عدم نشر اسمها كانت الدوافع لامتناعها عن تناول الطعام الخوف من التغيرات التي طرأت على جسمها مع بلوغها سن المراهقة الى جانب تعرضها للمضايقات في المدرسة.

وانخفض وزنها بشدة وانتهى بها الامر في المستشفى الذي أقامت به للعلاج ثم سمح لها في نهاية المطاف بالعودة الى منزلها. وبعد ذلك بعامين أصيبت بالشراهة المرضية.

وقالت اوتن انه الان وبعد أن أصبحت ابنتها في الثانية والعشرين من عمرها خضعت لجراحة لعلاج سقوط الامعاء ولا زالت تجبر نفسها على التقيوء لكنها تحاول أن تتحسن. واستخدمت اوتن خبرتها مع اضطرابات تناول الطعام في انشاء مجموعة للدعم في هال بشمال انجلترا لمساعدة الاخرين.

وقال الدكتور جون جولدن استشاري طب نفس الاطفال والمراهقين في مستشفى جريت اورموند ستريت للاطفال في لندن “نرى هنا أطفالا في السابعة والثامنة من العمر مصابين بفقدان الشهية المرضي لكنها حالات شديدة الندرة.”

ولدى سؤاله عن السبب في الاصابة باضطراب في تناول الطعام في هذا السن المبكر أجاب قائلا “أحد العوامل التي تسهم في هذا هو أن الاطفال ربما يتعرضون حاليا لمزيد من الضغط أكثر مما كانوا يتعرضون له قبل عشرة او 20 عاما والى حد ما أصبحت فترة الطفولة تختصر قبل الآوان.”

ومن بين عوامل أخرى كثيرة تؤدي الى الاصابة بفقدان الشهية المرضي والشراهة المرضية الاعتقاد السائد في المجتمع بأن النحافة ساحرة ويزيد هذا الامر تعقيدا صور المشاهير الذين يتسمون بالنحافة الشديدة التي تنشرها المجلات.

 

لكن بعيدا عن اكتساب مظهر جذاب أو مثير فان حقيقة المرض تنطوي على الوحدة واليأس.

ويقول ضحايا انهم يقومون بتجويع أنفسهم سرا أو يفرطون في تناول الطعام ثم يتقيأون حتى لا يتبقى شيء سوى مذاق عصارة المعدة على شفاههم.

وقالت ريبيكا سلاك (23 عاما) التي أصيبت بفقدان الشهية المرضي حين كانت في الخامسة عشرة من العمر وانخفض وزنها الى 32 كيلوجراما “كرهت الجوع والبرد والتعب لكن الاحساس بالقدرة على السيطرة على ما اكله كان رائعا.”

 

وليس الشبان فقط هم الوحيدون المعرضون للخطر.

فتقول اليسون الدن وهي متزوجة وأم لثلاثة ابناء من جنوب شرق انجلترا ان تجويع نفسها أصبح أسلوب حياة حين كانت تبلغ من العمر 43 عاما وكان الدافع لهذا الرغبة في فقدان الوزن في وقت كانت واقعة فيه تحت وطأة ضغط عملها في ادارة نزل.

وعلى مدار ثلاثة أعوام انخفض وزنها من 55 كيلوجراما الى اقل من 38 كيلوجراما لكنها تقول انها شعرت بأن “هذا لا يمكن أن يكون فقدان شهية مرضيا لانني لم أمرض قط بهذه الطريقة كما أنني كنت كبيرة في السن.”

وقررت الدن طلب المساعدة من أجل أسرتها والا ستموت. فذهبت الى طبيب شخص حالتها بأنها مصابة بفقدان شهية مرضي يفاقم منه الاكتئاب. فوصف لها بعض مضادات الاكتئاب التي ساعدت على تقوية عزيمتها من أجل الشفاء.

وبالنسبة لمعظم المصابين يكون باب الطبيب أول باب يطرقونه والذي قد يحيلهم بدوره الى احدى وحدات اضطرابات الطعام بأحد المستشفيات كمرضى من الخارج لتلقي المشورة بشأن تناول الطعام الصحي الى جانب الاستشارات النفسية لفهم السبب في بدء المشكلة.

وتقول تريجر الاستاذة الجامعية ورئيسة وحدة خدمات وأبحاث اضطرابات الطعام في كينجز كوليدج بلندن انه ليست هناك اجابة مباشرة لكن الابحاث كشفت عن جانب وراثي يؤدي الى الاصابة بهذه الاضطرابات حين يتزامن مع عوامل مثل بدء فترة البلوغ والضغوط من قبل المجتمع لتحقيق النجاح والتعرض للمضايقات وتقليل المرء من شأن نفسه.

وذكر جولدن أن من بين اشارات التحذير المتعددة الرغبة الى حد الهوس في اتباع حمية غذائية والاحجام عن تناول الطعام في وجود الاخرين.

وقال الخبيران ان الامر قد يستغرق عدة أعوام لكن اضطرابات تناول الطعام يمكن شفاؤها وكلما رصدت مبكرا زادت فرصة الشفاء للمرضى من مختلف الاعمار.

وتقول الدن (47 عاما) والتي الفت كتابا بعنوان “التنين النائم وبذور الخشخاش” عن صراعها مع المرض “يتعلق الامر بالكامل بأن يكون لدى المرء سبب للتحسن ووضع استراتيجية للتغلب على المشكلة.”

 

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *