فيروس كورونا الجديد ومرضى القلب

منذ بداية الجائحة العالمية لفيروس كورونا الجديد (مرض كوفيد 19)، اتَّضَح أنه يسبب خطورة أكثر للمصابين بأمراض سابقة في القلب

Share your love

فيروس كورونا الجديد ومرضى القلب

منذ بداية الجائحة العالمية لفيروس كورونا الجديد (مرض كوفيد 19)، اتَّضَح أنه يسبب خطورة أكثر للمصابين بأمراض سابقة في القلب أو في الرئة. وذَكَرتْ أولى الدراسات من الصين، التي نُشِرَتْ، عن أكثر من 40 ألف مصابٍ بهذا الوباء، أنّ نسبة الوفيات من داء كوفيد 19 كانت الأعلى بين الذين كانت لديهم حالات مَرَضية سابقة في القلب والرئة.

كانت نسبة الوفاة بشكل عام لدى مَن تأكد عندهم وجود فيروس كورونا الجديد هي 4.2%، بينما بلغتْ نسبة الوفاة لدى مرضى القلب 10.5% بسبب إصابتهم بهذا الفيروس. وظهَرتْ أعراض اضطرابات نظم دقات القلب لدى 16.7% من المرضى، ووجود أذية قلبية حادة (أزمة قلبية) لدى 7.2%، بالإضافة إلى علامات قصور القلب، والتهاب عضلة القلب، وتوقف القلب.

​عند مقارنة نسبة الوفيات لدى المصابين بمرض كوفيد 19 وبين الذين لديهم أمراض سابقة، اتَّضَح أن أعلى نسبة للوفيات كانت لدى المصابين بأمراض القلب (10.5%)، بينما كانت 7.3% لدى المصابين بداء السكري، وكانت 6.3% لدى المصابين بأمراض رئوية- تنفسية سابقة، وبلغتْ 6% عند المصابين بارتفاع ضغط الدم، وحوالي 5.6% عند المصابين بحالات سرطان.

وارتفعتْ كذلك نسبة الوفيات مع التقدم بالعمر نتيجة وجود حالات مرضية متعدّدة، فكانت 8% لدى مَن كانت أعمارهم بين السبعين والثمانين، وبلغت 14.8 % لدى من كانت أعمارهم فوق الثمانين سنة.

وتسببُ الإصابة بفيروس كورونا الجديد أعراضا تشبه أحيانا أعراضَ أزمة قلبية حادة، مثل ألم الصدر وضيق التنفس والخَفَقان والشعور العام بالتعب والإرهاق وتَسرّع أو اضطراب دقات القلب.

كما أن تخطيط القلب الكهربائي قد يُظهِر علامات تُشبه علامات الأزمة القلبية الحادة. وكذلك قد يُظهِر الفحص بالإيكو القلبي وجود ضَعف عام في قوة انقباض عضلة القلب، ووصِفتْ حالات حَدَثَ فيها التهابٌ في غشاء التامور الذي يحيط بالقلب… وحتى تحليل الدم قد يُظهِر ارتفاعاً في مادة التروبونين التي تُعتَبر أحد المؤشرات المخبرية على وجود أزمة قلبية حادة.

توؤدي جميع هذه الأمور إلى اختلاط التشخيص أحيانا وصعوبة التمييز في غرفة الإسعاف بين الأزمة القلبية الحادة والإصابة بمرض كوفيد 19. كان من نتائج هذا التشابه أن تَعرَّضَ كثيرٌ من العاملين في علاج أمراض القلب إلى العدوى بفيروس كورونا الجديد قبل أن تُنشَر هذه المعلومات في المجلات العلمية.

وقامتْ جمعياتُ القلب الأوروبية والأميركية بنَشرِ تنبيهات عامة لأطباء القلب، بضرورة اتخاذ احتياطات خاصة لحماية العاملين في وحدات العناية القلبية المشدّدة ومختبرات قثطرة القلب، وعند القيام بفحص الإيكو القلبي لمَن يُشتَبه بإصابتهم بهذا الفيروس.

من الجدير بالملاحظة، أنّ نسبة الوفيات كانت عالية أيضاً لدى مرضى القلب والرئة عند إصابتهم بمرض سارس SARS ومرض ميرس MERS، اللَّذَين انتشَرا سنة 2002 و2012، وكان العامِلُ المُمرِضُ فيهما من أنواع فيروسات كورونا أيضا.

ومن الجَدير بالذّكر، أنّ عدد مرضى الإنفلونزا الذين أُدخِلوا إلى المستشفيات في أميركا خلال شهر فبراير من هذا العام، حسب إحصائيات مركز CDC، بَلَغَ حوالي 440 ألفا، وكانت نسبة الوفاة لديهم 8.2% (أي 36080 مريضا).

ومن المعروف عن فيروسات الإنفلونزا كذلك، أنّ أغلب أسباب الوفاة في مثل هذه الحالات هي أمراض القلب والرئتين والتقدم في العمر. ولذلك توصي جمعيات القلب الأوروبية والأميركية بضرورة إعطاء لقاح الإنفلونزا للمرضى المصابين بأمراض القلب والرئتين، خاصة إذا كانت أعمارهم تزيد عن الستين سنة، وذلك لحمايتهم من الاختلاطات الخطيرة التي قد يتعرضون لها نتيجة لإصابتهم بالإنفلونزا.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!