إليكم قصة سيدنا لوط كاملة مكتوبة نُقدمها لكم من خلال مقال اليوم من موسوعة. فقصص الأنبياء من أفضل الحكايات التي يُمكن من خلالها أن تحصل على الحكمة والموعظة الحسنة، فبها تتعرف على الأمم السابقة، وتتمكن من فهم العديد من الآيات الواردة في القرآن الكريم، كما تقتضي بأنبياء الله وتتعلم منهم الكثير. لذا حرصنا على أن توفر لكم سلسلة من المقالات عن سير الأنبياء، ونخص بالذكر قصة سيدنا لوط في السطور التالية، فتابعونا.
قصة سيدنا لوط كاملة مكتوبة
من المؤكد أنك مررت على قصة سيدنا لوط ابن هاران بن تارخ عليه السلام في القرآن الكريم، فهو من أنبياء الله الصالحين الذين حاربوا كثيرًا في سبيل نشر الدعوة، وهداية الناس إلى طريق الله الحق. وعلى الرغم من تلك الجهود التي بذلها في سبيل هداية قومه إلا أنهم لم يستجيبوا له، فعذبهم الله عز وجل ليكونوا عبرة لغيرهم.
عاش نبي الله لوط ما يقرب من قرنين إلا خمسة وعشرين عامًا من الزمان، ولم يقتصر ذكره على على القرآن الكريم فقط، بل وُرد اسمه في التوراة وبالإنجيل. يرجع السر في تسميته بهذا الاسم إلى أن نبي الله إبراهيم كان يُحبه حبًا جمًا، فقيل أن حبه لاط قلبه أي التصق به. فهو ابن أخيه الذي خرج معه من بابل، وهاجر بصحبته إلى الشام، وآمن به وصدق بنبوته.
أرسل الله عز وجل نبيه لوط إلى أهل سدوم بالأردن، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأوثان، ومن المتعارف عليه وأخبرنا به القرآن الكريم أنهم كانوا أهل فاحشة يأتون الرجال من دون النساء، وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة الأعراف “إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ“. فدعاهم لوط إلى التوبة والبُعد عن تلك المعصية الشنيعة فما استجاب قومه وما ترفعوا عن تلك الذنوب التي يقترفوها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أنهم حاربوا لوط، وهددوه بالطرد من مدينتهم إن واصل الدعوة، وسخروا منه ولم يؤمنوا بأن غضب الله شديد. إلا أنه لم يكل ولم يتأثر بتهديدهم ومن جانبهم استمروا في الشرك، والمعصية حتى أتاهم الله بعذاب شديد.
الكفر والفسوق سمات قوم لوط
بعد استمرار قوم لوط عليه السلام في رفض الدعوة، ومع تهديداتهم المستمرة له أرسل الله عز وجل الملائكة “ضيوف نبي الله لوط” الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم بالآية الثامنة والسبعين من سورة هود “وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ“، فذهبوا إلى نبي الله إبراهيم في بادئ الأمر لتبشيره بهلاك أهل القرية التي يسكنها لوط عليه السلام، فخشي سيدنا إبراهيم على ابن أخيه إلا أن الملائكة طمأنوه أنه من الناجين، إلا أن زوجته ستكون من المُهلكين فقال عنها المولى عز وجل “فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ“، لأنها لم تتبع رسالة زوجها.
اتجه الملائكة إلى منزل لوط، وتجسدوا في شكل بشر على درجة عالية من الوسامة والجمال، فما كان من زوجته إلا أن أذاعت الأمر في القوم، فبدأت المساومة من أجل إتيان الفاحشة مع ضيوفه، وعلى الرغم من أنه منعهم عن ذلك إلا أن الشيطان تمكن من أن يستحوذ على عقولهم، ويجعل الإصرار على الفاحشة سبيلهم، فما كان من الملائكة إلا أنهم أخبروا لوطًا بحقيقة الأمر فعلم أنه لن يتمكن بشر من إلحاق الأذى بهم.
هلاك القرى الظالمة
ألقت الملائكة الرسالة إلى نبي الله لوط، وأخبروه بضرورة الخروج من القرية ليلاً مع من آمن معه من قومه، وذلك لأن الله سيُرسل عذاب شديد على هؤلاء الكفار، ومن بينهم زوجته. وبمجرد ما خرج القوم أرسل الله عز وجل سيلاً من الحجارة على الكافرين فسمع أهل السماء صياحهم وعويلهم، فلم يُبقي عليها من أحد أبدًا. فجعل عاليها سافلها، وهذا هو مصير القرى الظالمة.



