
نُقدم إليكم من موسوعة على قصه عن حسن التعامل مع الخدم ، فمن المهم أن تتعامل مع الجميع بأخلاق حسنة، ولا تتكبر على أي شخص، وتُساعد من حولك، وتقف بجانبهم، فهذه الصفات الرائعة تجعل الأشخاص من حولك يحبونك، وتجعل الله عز وجل يرضى عنك، وبكل تأكيد تُساعدنا أخلاقنا الحميدة في اكتساب ود و احترام من حولنا.
فالخدم هم بشر مثلنا يشعرون، ولابد من عدم جرح مشاعرهم، وأن نعاملهم بكل الأدب، والاحترام والتواضع، ولا نتسبب لهم في أي أذى نفسي أو جسدي، فالكثير يحتاجون للخدم لمُساعدتهم في شئون المنزل، وترتيبه، ولشراء المستلزمات والاحتياجات، وإعداد الطعام، فمن الضروري أن نتعامل معهم باللين والرأفة.
ويُمكننا أن ننشر هذه القيم ونُعلمها لأطفالنا من خلال القصص القصيرة فهي أسرع وسيلة تعليمية تُساهم في فهم وتوعية الأطفال، وتعلمهم الكثير من الصفات.
واليوم اختارنا لكم قصة رائعة عن التعامل بالحسنى مع الخدم، فعليك متابعتنا.
قصه عن حسن التعامل مع الخدم
الخادمة عائشة
يُحكى أن هناك سيدة بسيطة تعمل كخادمة بأحد البيوت، وكانت تتميز بحيويتها، ونشاطها، ولديها اثنين وثلاثين عام، ومتزوجة من عامل، وهي تحمل الجنسية الفلبينية، وفقيرة للغاية، ولذلك سافر زوجها للعمل بإحدى الدول، ومعه ابنه لكي يتعلم في المدرسة، ويذهب لدروسه يومياً، فهو مازال في الصف الثالث ابتدائي، وسافرت هي للبحث عن لقمة العيش، وقد تأثرت كثيراً بفراق ابنها، وزوجها وكانت تشعر بالحزن، ولكن لم يكن بيديها أي شئ.
وبعد مرور أسبوعين جاءت عائشة للقاهرة، وعملت بمنزل عائلة كبيرة ومرموقة، وكانت تتميز بالنظافة الشديدة، وتقوم بكل ما يُطلب منها، وكان أهل المنزل يعاملونها وكأنها أحد أفراد العائلة، وكانت تعمل كل ما بوسعها للحفاظ على المنزل وأسراره، ونظافته وتقوم بكافة الأعمال المنزلية من غسل وكي الملابس، وغسل الأواني، وترتيب الغرف، وغيرها على أكمل وجه، وتتميز بضميرها اليقظ دائمًا.
ارتاحت السيدة هدى صاحبة المنزل كثيراً بعد وجود عائشة، فكانت تعتمد عليها بالكثير من المهام، وكانت تُساعدها فيها، فهي طيبة القلب ولا تُحمل كافة المسئوليات على عائشة، فكانت تمنحها وقت كافي لرؤية والدتها المريضة، وزوجها، وابنها، وعائلتها.
بأحد الأيام اشتد المرض على أم عائشة، ولم تكن قادرة على الحركة، وكانت عائشة تشعر بالرضا والفرحة لوجودها بهذه العائلة الكريمة التي لا تطلب منها أي أحمال زائدة، وليس هذا وفقط بل كنت تمدح شغلها، وتطلب منها ما يحتاج المنزل بكل احترام وأدب، وكانت السيدة هدى تمنحها أموال إضافية، وهذا ساعدها على ادخار مبلغ من المال من أجل والدتها، وابنها الذي يحتاج للكثير من المصاريف.
خبر مرض والدة عائشة
وفي يوم من الأيام كانت عائشة تقف بالمطبخ ومعاها السيدة هدى، وهنا اتصل بها زوجها، وسألها عن أحوالها وبعد أن أطمئن عليها، قالت له أن معها مبلغ مناسب من الممكن استغلاله في فتح مشروع مربح، وكانت تُحدثه وهي سعيدة، وهنا رد عليها زوجها وصوته به بعض الحزن، والإحباط، فشعرت عائشة بالخوف والقلق، فطلبت من زوجها أن يقول لها ماذا حدث، فقال لها أن والدتها في حالة حرجة، وتم نقلها للمستشفى، ولابد من التواجد بأسرع وقت ممكن، وكانت عمر والدتها حين ذاك 65 سنة.
وهنا بدأت الدموع تنزل من عينيها، وشعرت بالآسي والحزن الشديد، ورأتها السيدة هدى، وشعرت بالقلق عليها وسألتها عن سبب دموعها فقالت أن والدتها تحتاج لعملية جراحية عاجلة، وأنها محجوزة بالمستشفى، ولابد من إرسال الأموال التي جمعتها للفلبين، وقالت أن هذا المبلغ الذي جمعته على مدار سبع سنوات سيكفي للعملية، ولكن لابد من إرساله بأسرع وقت.
ولكنها بذلك لن تُحقق الحلم وهو بناء مطعم كبير للمأكولات البحرية، وأيضاً لن تستطيع أن تشتري لابنها أي شئ يحتاج إليه، وهذا العام سيكون الأخير لها بعقد العمل ولابد من الرحيل لبلدها، قالت ذلك وهي حزينة، وهنا تشاورت السيدة هدى مع زوجها وأبناءها، وبالفعل تعاطفوا معها، وقبل سفر عائشة للخارج، أوقفها زوج السيدة هدى، وقال لها أنه سيتكفل بالعلاج، وهنا شعرت عائشة بالفرحة لما سمعته من أستاذ محمد زوج هدى، وأخذت تشكره على كرمه الكبير، وبالفعل أرسل المبلغ عبر البنك، وذهب للمستشفى، وتم إجراء العملية بنجاح لوالدتها، وكانت فرحة عائشة لا توصف، وأدركت أن مازال هناك أناس يُعاملون الخدم بكل احترام ورحمة وإنسانية.
