المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة : كوفيد -١٩ ليس بطانة فضية إيجابية للبيئة

التحسن في جود الهواء، وانخفاض نسب انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا مؤشرات مؤقتة في ظل أزمة كورونا

ارتفاع كميات النفايات الطبية والخطرة المتولدة من الوباء تتطلب سرعة في الاستجابة البيئية الدولية

فرح عطيات

عمان ـ حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة إنغر أندرسون من “اعتبار التحسن في جود الهواء، وانخفاض نسب انبعاثات الغازات الدفيئة، نتيجة الاجراءات التي تتخذها الأردن والدول في مكافحة جائحة فيروس كورونا، على أنها بمثابة نعمة للبيئة”.

وبدلاً من ذلك، لا بد من وجهة نظرها أن “تسعى الأردن والدول الى البدء بالتحول العميق والمنهجي في القطاع الاقتصادي لديها ليصبح أكثر استدامة لكلا الأفراد والكوكب”.

“لقد أدى وباء الفيروس التاجي العالمي، الذي تسبب في الدمار والمعاناة بشكل لا يمكن تصوره وإلى توقف الحياة بشكل كامل تقريبا”، بحسبها.

ولفتت، في تصريحات إعلامية اليوم، الى أن “تفشي الوباء سيكون له عواقب اقتصادية واجتماعية عميقة ودائمة في كل جزء من العالم، اذ أن كوفد-١٩ يتطلب استجابة من الاردن والدول لا مثيل لها”.

وبينما ننتقل من استجابة، بما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق بـ”زمن الحرب” في التعامل مع كوفيد-١٩، إلى “إعادة البناء بشكل أفضل”، لا بد أن يتم الأخذ بعين الاعتبار المؤشرات البيئية وما تعانيه للمستقبل والازدهار، لأن كورونا ليس بأي حال من الأحوال “بطانة فضية” ” من أجل البيئة، بحسب اندرسون.

وأضافت أن ” الآثار الإيجابية والمرئية، سواء من خلال تحسين جودة الهواء أو تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي مؤقتة، لأنها تأتي على خلفية التباطؤ الاقتصادي المأساوي والمحنة البشرية”.

كما سيؤدي الوباء إلى زيادة كميات النفايات الطبية والخطرة المتولدة، والتي تعد واحدة من النماذج للاستجابة البيئية الضرورية من قبل الدول، تبعا لها..

الكوكب الصحي يعني أمراضًا أقل

ووفق بيان لبرنامج الامم المتحدة للبيئة فأن ” أي تأثير بيئي إيجابي في أعقاب هذا الوباء، يجب أن يكون في تغيير عادات الإنتاج والاستهلاك في العالم بشكل أكثر خضرة وأنظف، لأن التحولات النظامية طويلة الأجل فقط هي التي ستغير مسار مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي”

كما لا بد من “التفكير لدى تصميم حزم التحفيز الاقتصادي التي تتكون من البنية التحتية، هناك فرصة حقيقية للأردن والدول، لتلبية هذا الطلب بإرفاق الحزم الخضراء من استثمارات في الطاقة المتجددة، والمباني الذكية، والنقل العام الأخضر “.

فيما يتعلق بالوباء ذاته، فإن “جزءًا من التحدي أمامنا هو فهم مصدر هذه الأمراض، لأن صحة الكوكب تلعب دورًا مهمًا في انتشار الأمراض الحيوانية التي تنتقل إلى البشر”، وفق البيان ذاته.

وأكد على أن” الاستمرار في التعدي على النظم البيئية الهشة، فإن البشر يصبحون على اتصال دائم بالحياة البري، فيما أن التجارة غير القانونية في الحياة البرية والأسواق الرطبة ليست أسبابًا نادرة لمثل هذه الأمراض”.

كما أن يعني التوسع في الأنشطة البشرية قد غيّر اليوم ما يقارب من 75 ٪ من سطح الأرض، مما أدى إلى الضغط على الحياة البرية والطبيعة لتضعها ضمن مساحة صغيرة من الكوكب.

[email protected]