‘);
}
الأدب العربي
كان الأدب في اللغة العربيّة الرائد منذ زمن طويل، وقد عكف الكثير من المولعين بهذه اللغة على دراسة الأدب بكلّ أشكاله وأنواعه؛ سواء الشعر، أو النثر، أو أدب الخطابة، أو أدب الرواية، أو المسرح. وقد كان لكلّ فن من هذه الفنون روّاده الذين استطاعوا بنجاح أن يرفعوا من قيمة هذا الفنّ ليظلّ خالداً على مرّ العصور. وفي مقالنا هذا سنتعرّف على أحد أهمّ أنواع هذه الفنون، ألا وهو المسرح العربيّ.
تأسيس المسرح العربي
إنّ أصل الأدب المسرحيّ كان من الحضارة الإغريقيّة وأدبها، والجذور الأولى لهذا الأدب تعود إلى طقوس رقصات الساتير الّتي تطوّرت إلى هيئة مسرحيات تراجيديّة، وكوميديّة في ذاك العصر، وذلك في القرن السادس والخامس قبل الميلاد.
‘);
}
إنّ كلّ الشعائر الدينيّة والطقوس الإغريقيّة كانت البذرة التي نمت من المسرح حتى انتقلت إلى أوروبا، حيث كان شكسبير وكالديرون الروّاد الأوائل في هذا الأدب ليتركوا بصمتهم الخاصّة والمميّزة.
المسرح العربيّ بدايةً شهد صعوبات كثيرة من ناحية الموضوع والشكل، نتيجة العادات والتقاليد الّتي كان محكوماً بها المجتمع، وقد اختلف الكثير من النقّاد والباحثين في أمر نشأة المسرح العربيّ، حيث إنّ بعضهم رأى أنّ المسرح الفنيّ بدأ في منتصف القرن التاسع عشر الميلاديّ، وذلك لأنّ طبيعة النشاطات المسرحيّة السابقة كانت مختلفة بعض الشيء عن طبيعة العمل المسرحيّ الحاليّ. وبناءً على ذلك، فإنّ معظم الباحثين وجدوا أنّ المسرح فنٌّ وافد للأدب العربيّ، وجاء نتيجة تأثره بالأدب الأوروبيّ والأجنبيّ.
ريادته
يُعتبر الأديب “مارون النقّاش” اللبنانيّ والذي ولد في صيدا في عام ألف وثمانمئة وسبعة عشر ميلادي، أوّل رائد لهذا النوع من الأدب، وقد استطاع أن يترك أعمالاً مسرحيّة ناجحة نتيجة اطلاعة على الثقافات الغربيّة، واحتكاكه بمواهب غربيّة متعدّدة، وكان ذلك له الأثر الكبير في بداية المسرح، وقد حاول أن يدمج الطابع الاجتماعيّ والفكريّ في مسرحياته وفنّه، ليثبت أنّ المسرح قادر على التأثير والتغيير بشكل جديّ في الناس والمجتمع، وأوّل مسرحية للنقاش كانت مسرحية البخيل.
كما أنّ للأديب السوريّ أحمد أبو خليل القبّاني دوراً كبيراً أيضاً في ريادة المسرح العربيّ ونشأته، حيث استطاع أن يدمج المسرح بأنواع أخرى من الفنون كالموسيقى، والغناء، والرقص، ونظم الأغاني، وقد اعتمد بشكل أساسيّ على حكايات ألف ليلة وليلة في كتابة معظم مسرحياته، واعتمد أيضاً على القصص الشعبيّة المنتشرة بين الناس.
أمّا الأديب المسرحيّ يعقوب صنّوع فيعزى إليه الفضل الأوّل في كتابة العمل المسرحيّ بالشكل الذي نعرفه في يومنا هذا، وقد نجح في توظيف المسرح لتحصيل التأثير الفكريّ والاجتماعيّ، والنهوض بالمجتمع والتغيير فيه للأفضل، وقد كان مع القبّاني والنقّاش ثالوث الريادة المسرحيّة.
صنّوع استطاع وضع ملامح وسمات مسرحيّة عامّة لكلّ عمل مسرحي – يضمّ هيكلة المسرحيّة أي فصولها وعدد مشاهدها – وكذلك وضع فكرة الصراع الذي تقوم على أساسه فكرة العمل المسرحيّ، واللغة الدراميّة، وطبعاً شخوص المسرحيّة.