لسوء الحظ، قد يواجه بعض الناس صعوبةً في الاحتفاظ بالأمور لأنفسهم، فحتى عندما ينوون الحفاظ على وعدهم في التزام الصمت، فقد يزِلُّ لسانهم ويفشونها إلى شخصٍ آخر.
يمكنك التحدث مع صديقك بطريقةٍ مدروسةٍ فيما يخص هذا الأمر، بحيث لا تؤدي هذه المحادثة إلى أيِّ مشاعر سيئةٍ أخرى؛ كما يمكنك اتخاذ مزيدٍ من الاحتياطات في المرة القادمة للتأكد من أنَّ سرَّك في مأمن، وتذكر أنَّ كونك لطيفٌ أمرٌ ضروري، خاصةً إذا كانت الصداقة هامةً بالنسبة إليك.
يمكن لأيِّ شخصٍ فعل أو قول أشياء قد يندم عليها، وقد يشعر صديقك بالندم بالفعل؛ ونظراً إلى كونك تشعر بالندم أيضاً على ثقتك به، فضع ذلك في اعتبارك في المرة القادمة قبل إخباره سراً ما.
ما يجب القيام به عندما لا يحفظ صديقك الأسرار:
1. واجهه وأخبره عن ماهية شعورك حيال هذا:
بينما تواجه صديقك بشأن إفشاء أسرارك، لا تجعل من هذا المبرر الوحيد لهذه المحادثة؛ إذ إنَّه لمن الضروري ألَّا تصارحه بغضبك فحسب، بل وبحجم الأذية التي سببها لك أيضاً، حيث تمنع بهذا تفاقم المشاعر السلبية من خلال الحديث عن ذلك.
إذا سمحت للمشاعر السلبية بالتفاقم، فسوف تؤذي نفسك فقط، وقد يضرُّ ذلك بصحتك وعقليتك؛ لذا يجب أن تخبر صديقك كيف شعرت تماماً حيال إفشائه لسرك.
ضع في اعتبارك أنَّ صديقك قد لا يدرك مدى خطورة إفشائه سرك، ويمكن للحديث عن هذا أن يوضِّح ذلك، ويساعد صديقك على الفهم؛ فقد تكون هذه الدردشة هي كلُّ ما يلزم لجعله شخصاً أفضل في عدم إفشاء الأسرار مستقبلاً.
لن يساعدك الاحتفاظ بالمشاعر والأفكار لنفسك في هكذا موقف، والطريقة الوحيدة لتحسينه هي التحدث عنه. فقط تذكر أن تكون ودوداً في أثناء شرحك؛ ذلك لأنَّ صديقك رُبَّما لا يدرك الخطأ الذي ارتكبه.
2. سامحِه حتَّى لو لم يعتذر:
حين تغفر ذنب صديقك، فلا يعني ذلك أنَّ ما فعله مقبول، ولا يعني أنَّك تسمح للآخرينَ باستغلالك؛ لكنَّ الهدف من التسامح في هذهِ الحالة هدفٌ شخصي بحت.
مثلما يساعدك التحدث عن الأمرِ في تجنُّب العواطف السلبية، سيُساعدك الصَّفْحُ أيضاً؛ إذ سيستمر هذا الشعور دون التسامح بإيلامك، ويجعل الموقف أسوأ، ويؤثر في صحتك العقلية.
لذا، حتى لو لم يعتذر صديقك عن إفشاء سرك لشخصٍ ما، سامِحه على أيِّ حال؛ ليسَ من أجله، بل من أجلك أنت.
لسوء الحظ، إذا لم تُعالج الوضع مع الشخص الذي تسبب في حدوثه، فستستمر المشاعر السلبية الناتجة عنه لفترةٍ أطول من اللازم، وقد ينتهي الأمر بملازمتكَ إلى الأبد؛ ممَّا سيؤثر بشدةٍ في علاقتك مع هذا الصديق.
3. توقف عن إخباره أسرارك:
إذا كنت قد تحدثت بالفعل إلى صديقك عن الاحتفاظ بالأسرار التي تخبره بها ولم يتغير شيء، فقد حان الوقت لإعادة تقييم صداقتكما؛ ولا يعني هذا أنَّ عليك التوقف عن مصادقته بالكامل، بل أنَّك يجب أن تقرر ما إذا كانت هذه العلاقة يجب أن تتغير عمَّا هي عليه الآن.
حتى إذا كان هذا الشخص هو أفضل صديقٍ لك، فعليك التفكير في سلامتك عند اتخاذ القرار؛ وإذا كان من الصعب عليه الحفاظ على أسرارك رغم علمه أنَّ ذلك يؤذيك، فتوقف عن إخباره بها نهائياً.
لا تخبره أنَّك لن تشاركه أسرارك بعد الآن؛ وإذا كنت قلقاً بشأن إزعاجه، فقط توقف عن إخباره دون التحدث عن ذلك، فمن المحتمل أنَّه لن يكتشف الأمر حتى.
4. ابحث عن صديقٍ يحفظ الأسرار:
اختر صديقاً آخر يمكنك الوثوق به، ولا تخبر كلَّ التفاصيل والأسرار للصديق الذي تعرف بأنَّه سيخبر الآخرين بها، وابحث عن الأصدقاء الذين سيحتفظون بأيِّ سرٍّ تطلب منهم حفظه.
اختر صديقاً يمكنك الوثوق به، بدلاً من صديقك الذي لا يستطيع الاحتفاظ بالأسرار.
ستجدُّ راحةً كبيرة إذا وجدت صديقاً أهلاً لهذه الثقة؛ فلن يكون عليك الاحتفاظ بالأسرار لنفسك، ولن تضطر إلى التأكيد مراراً وتكراراً على عدم إفشائها.
5. اسأل نفسك إذا كانت الصداقة تستحق الإصلاح:
حتى لو قررت إنهاء الصداقة، فما يزال من الضروري مواجهة الصديق، وإخباره كيف جعلك تشعر بفعلته؛ وهذا أمرٌ أساسي، بغضِ النظر عن مستقبل علاقتكما.
يكون من المستحيل أحياناً إصلاح الصداقات بعد خيانة الثقة؛ فإذا وجدت أنَّ العلاقة لا يمكن إصلاحها، فعليك اتخاذ هذا القرار والتمسك به، وعدم التواصل معه سواءً هاتفياً أم عن طريق الرسائل النصية؛ إذ عليك جعل القطيعة نهائية، وإلَّا سيكون لديك دائماً مشاعر مختلطة حيال المواقف.
كما تسمح بذلك لنفسك بالخروج من العلاقة بضميرٍ مرتاح؛ فأنت قد غفرت وبيَّنت مشاعرك، وقرَّرت إنهاء العلاقة؛ وستمكِّنكَ هذه الخطوة من التعافي والمضي قدماً.
6. تذكر أنَّ الثقة هامة في الصداقة:
إنَّه لمن الضروري لك ولصديقك الذي كشف سرَّك أن تتذكَّرا بأنَّ الثقة هامة جداً، إذ لا يمكن أن تكون علاقتكما سويةً إذا لم تتوَّج بالثقة، فقد يكون هذا عبئاً دائماً على الصداقة؛ والذي يتسبَّب باستمرار المشاعر السلبية.
إذا كنتَ تعتقد أنَّه لا يمكنك استعادة الثقة بسرعة، فقد يكون الابتعاد أفضل؛ أمَّا إذا قررت الاستمرار في الصداقة، فلتوضِّح لصديقك أنَّ عليه استرجاع ثقتك به مرةً أخرى.
قد يستغرق الأمرُ وقتاً، أو قد يحدث في وقتٍ أقرب ممَّا تعتقد؛ ولكن الثقة هامة في كلتا الحالتين، ويجب اكتسابها في هذه المرحلة.
كيف تتأكد أنَّ أسراركَ آمنة دائماً:
1. احتفظ بها لنفسك:
قد يكون التحدُّث عمَّا يثقل كاهلك هاماً جداً؛ لكن من الأفضل تجاهلُ هذه المشاعر أحياناً، لأنَّك لا تعرف أبداً بمن يمكنك الوثوق؛ فإذا كان سرك خطيراً ولا تريد أن يُفشَى، أرغم نفسك على الاحتفاظ به لنفسك.
أنت لا تعرف أبداً متى تنتهي علاقتك مع صديق، وقد يبحث عندها عن طريقةٍ لإيذائك؛ بالإضافة إلى ذلك، فقد يبوح الشخص الذي وثقت بهِ بالسر إلى شخصٍ آخر أو فردٍ من عائلته، إذ قد يعتقد الصديق أنَّ الشخص الذي يختار إخباره السر، سيحتفظ به أيضاً؛ ولكنَّ هذا نادراً ما يحدث.
تذكر أنَّ الأشخاص الذين يثق بهم صديقك قد لا يكونون موالين لك، لذا فإنَّ أسرارك ليست آمنةً معهم؛ وإذا حدث هذا، فعلى الأرجح أنَّ صديقك لم يكن يقصد إيذاءك، لكنَّ الضرر وقع على أيِّ حال.
الطريقة الوحيدة لمنع إفشاء أسرارك تماماً هي الاحتفاظ بها لنفسك، وهناك مكانٌ آمنٌ آخر يمكنك اللجوء إليه من أجل السرية التامة، حيث لا داعي للقلق بشأن إفشاء سرك إذا أخبرته لطبيبك المُعالج.
2. تحدَّث إلى معالج، وليس إلى أصدقائك:
قد يكون من المستحيل أحياناً الاحتفاظ بسرٍّ لنفسك، لذا من الجيد التحدث عمَّا يزعجك، خاصةً إذا كان يسبب مشاعر سلبية لك؛ وعندما يحدث هذا، فكر في التحدُّث إلى طبيبٍ مُعالج.
عندما تبوح بأمرٍ للمعالج، يمكنك أن تضمن أنَّهُ يحفظ الأسرار، لكونه مُطالب قانونياً بالحفاظ على سرية ما تقوله له؛ والأفضل من ذلك أنَّه يمكن للمعالج مساعدتك في التعامل مع الأشياء بطريقةٍ لا يستطيع الصديق فعلها.
أفكار ختامية:
إنَّه لمن الصعب التعامل مع صديقٍ لا يحفظ الأسرار، فمن المُحتمل أن تتأذى وتشعر بالخيانة، ولكن كُلُّ ما يُمكنك القيام بهِ هو الشرحُ لصديقك كم يُزعجكَ هذا؛ وإذا كانت الصداقة هامةً لك، فاحرص على أن تكون ودوداً عِند المُواجهة.
فكر في المرةِ القادمة التي يكون لديكَ فيها سر تُريدُ الاحتفاظ بهِ، في طرائق أخرى يمكنك التعاملُ من خلالها؛ إذ يُمكنكَ اختيار صديقٍ آخرَ لتثقَ بهِ، أو يُمكنكَ الاحتفاظ بالسر لنفسك؛ وإذا لم يكن الاحتفاظُ بهِ لنفسكَ خياراً ممكناً، فيُمكن للمُعالج مُساعدتك أيضاً.
لن يكون عليك حينها القلق بشأنِ صديقٍ يحتفظ بأسرارك؛ وستتمكَّن من إزاحةِ السرِّ عن كاهلِكَ، والشعور بالأمانِ لمعرفةِ أنَّه بأمان.
المصدر