كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف

كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف ، تصرف أبو بكر الصديق عندما اشتد الجوع ، الصبر عند الأزمات ، علاج قضية الجوع والفقر الشديد .

mosoah

كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفافكيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف

هناك الكثير من المجتمعات والشعوب تعاني في هذا العالم، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنوضح إجابة سؤال كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف ، وكيف يمكن للمجتمع المدني الحد من حالات الفقر الشديد والمعاناة بالعالم، بعلى الكل مسؤولية مساندة المجتمعات التي تعاني من الجوع والجفاف والقحط الشديد.

كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف

مرت الكثير من البلدان الإسلامية والإفريقية بأيام طويلة من الجفاف والجوع والعطش، وكانت الشعوب تعاني بشكل كبير طوال هذه المدة الصعبة.

  • وبالنظر إلى تاريخنا الإسلامي فقد مرت العديد من اللحظات والأوقات الصعبة بالمسلمين، عانوا فيها من الجوع الشديد والعطش.
  • من أكثر الأوقات الصعبة التي مرت على المسلمين الحصار في شعب أبي طالب، وقد كان هذا الحصار بعد مرور سبع أعوام على بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • قامت قريش بفرض حصار قوي على رسول الله وعلى المسلمين الأوائل، وذلك بغرض إرهابهم والضغط عليهم، وقد كانت قريش في هذا الوقت تعتمد على الحرب النفسية ضد رسول الله حتى يعود عن معتقداته.
  • وقد كانت مقاطعة قريش لهم شديدة للغاية، اقتصاديًا واجتماعيًا.
  • اشتد الحصار بشكل كبير، حتى أنفق أبو طالب والسيدة خديجة ورسول الله كل أموالهم.
  • عانى المسلمون كثيرًا واشتد آلامهم، حتى أنهم أكلوا من نباتات الأرض، وقد كانت هذه الفترة صعبة وشديدة للغاية على المسلمين.
  • وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر حتى تمر هذه الأزمة بسلام، فبالتأكيد إذا اشتد الكرب سيأتي فرج الله في النهاية.
  • فالله لا يترك عباده هو الرحيم اللطيف بهم، وأمرهم رسول الله أن يدعوا الله كثيرًا ليفرج كربهم، وقد أجاب الله عز وجل على دعاء المضطر، ونصرهم وأعزهم.

قال الله تعالى في سورة النمل “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ‌ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْ‌ضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُ‌ونَ (62)”.

تصرف أبو بكر الصديق عندما اشتد الجوع

اشتد جوع المسلمين وضاق بهم الحال كثيرًا في عصر خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق.

  • كان هناك العديد من الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة التي مرت على المسلمين بعصر الخليفة أبو بكر الصديق.
  • وبفترة ما اشتد جوع المسلمين كثيرًا، وعانت الكثير من الفئات من الجفاف الشديد، وزاد الأمر سوءًا انعدام الأمطار تمامًا، فقد كان الجوع يسيطر على الكل، حتى أن هناك من تعرض للموت والهلاك بالفعل.
  • ولم يستطيعوا التصرف إطلاقًا بهذه الفترة الحرجة حتى ذهبوا لأبو بكر الصديق بمجلس الخليفة لينصحهم ويخبرهم بالتصرف الصحيح في هذه الأزمة.
  • وقد نصحهم أبو بكر بالدعاء طويلًا والتضرع إلى الله عز وجل، وعليهم أن يثقوا تمامًا بأن الله سميع مجيب الدعاء، وعليهم أن يدعوا وهم على يقين تام بالإجابة.
  • وذكرهم بفضل الصبر، وبمكانة الصابرين بديننا الإسلامي الحنيف.
  • وذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.

  • فالمسلم إذا صبر على البلاء، ودعا الله طويلًا أثابه الله ورزقه الخير كله.
  • ودعا أبو بكر الصديق وأصحابه طويلًا، حتى فرج الله كربهم وأنعم عليهم برزقه ورحمته التي وسعت كل شيء.
  • فقد جاء الصحابي الجليل عثمان بن عفان بقافلة كبيرة للغاية من الشام، وكان بالقافلة كل ما يحتاج إليه المسلمين، وكانت مليئة بالخيرات.
  • وقد كانت هذه القافلة رزق كبير من عند الله، لصبر المسلمين ولتضرعهم إلى الله عز وجل في السراء والضراء.

الصبر عند الأزمات

لنا في رسول الله خير قدوة وخير أسوة، فقد أمرنا بالصبر عندما يضيق الحال بنا وعندما يشتد الأمر سوءًا، فالمسلم ليس له سوى الله عز وجل يلجأ ويتضرع إليه.

  • فإذا ضاقت الأوضاع الاقتصادية والمالية على المسلم، أُمر باللجوء والتضرع إلى الله عز وجل.
  • فالله بيده الأمر كله، وهو من يقل للشيء كن فيكون.
  • والمسلم يعلم بأن الله وكيله ووليه، ولذلك لا يخشى أي شيء والله معه حتى وإن كانت المصائب والأزمات تحيط به من كل جانب.
  • فيتوكل على الله عز وجل ويأخذ بالأسباب، ويصبر حتى يأمر الله بالفرج.
  • وقد كان على رضي الله عنه يقول “الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان”.
  • وفي الصبر والتوكل على الله ثواب وفضل كبير للغاية، فالدنيا دار بلاء ومليئة بالهموم والأزمات والمسلم إذا لم يصبر ويتوكل على الله تعرض للبلاء ولكن من دون الحصول على ثواب.

قال الله تعالى في سورة الزمر “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)”.

  • فالمسلم يلجأ إلى الله عز وجل في كل الأحوال، في السراء وفي الضراء، والله يكن مع عباده في كل الأحوال.
  • وصبر المسلم يكن مصاحبًا بحسن ظن بالله، وأن يكن على ثقة تامة بأن الله سيفرج الكرب.
  • فالله يبشر الصابرين بقرب الفرج، ومن الضروري ألا ييأس المسلم من رحمته التي وسعت كل شيء، وأن يستغفر الله كثيرًا أملًا بفك الكرب بإذن الله.
  • وعندما يضيق الحال على المسلم، عليه أن يدعو دعاء الكرب “لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

علاج قضية الجوع والفقر الشديد

عالج الدين الإسلامي قضايا الفساد والفقر والجوع والبطالة بصورة جذرية، وقدم لنا رسولنا الكريم الحل النبوي لهذه الأزمات التي تشغل الكثير من المجتمعات الإسلامية.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبي الله داود: “مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ تعالى كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ”

  • العلاج الأول لكل المشكلات الاقتصادية هو العمل، فعلى المسلم أن يعمل بجد، ويأخذ بالأسباب، حتى ينال الكسب الحلال في النهاية.
  • ولنا في رسولنا الكريم خير أسوة وخير قدوة، فقد كان رسولنا يعمل بيده، وعمل برعي الأغنام وبالتجارة.
  • فالعمل في ديننا الإسلامي له قيمة ومكانة كبيرة للغاية، وظهر ذلك جليًا عندما هاجر المسلمين إلى المدينة المنورة، أمرهم الرسول بسرعة العمل والتجارة.
  • ولكن أحيانًا تمر على المجتمعات الإسلامية فترات بها ضيق شديد في الحال، فيشتد الفقر والجوع ولا يجد المسلم مهرب.
  • وعالج الإسلام هذا الحال أيضًا، فأمر بالزكاة والصدقات، حتى يتكفل المسلم الغني بالمسلم الفقير.
  • وعلى المجتمعات الإسلامية نشر الوعي بفضل الزكاة، وبحقوق الفقراء، فالإسلام عالج مشكلة الفقر بصورة جذرية.
  • فقد نهى رسولنا أن يبيت الشخص شبعًا في بيته، ويعلم أن جاره جائعًا، فالتكافل قيمة غالية وقيمة للغاية بديننا.
  • ولفرض الزكاة حكمة كبيرة، فالمسلم يشكر الله على نعمه التي وهبها إليه، وفي المجتمعات التي تُهمل الزكاة، نلاحظ أن أعداد الفقراء تزيد بشكل كبير.
  • ويكن هناك تفاوت كبير بين الطبقات الاجتماعية، مما يخلق حالة من عدم التناغم بين أفراد المجتمع الواحد.
  • فالزكاة والصدقة حق أصيل للفقراء، من الضروري الحرص على تأديته.

وهكذا نكن قد أجبنا على سؤال كيف تصرف الناس عندما أصابهم الجوع والجفاف ، وأوضحنا الطرق العلمية والدينية لمعالجة هذا المأزق الصعب.

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *