‘);
}

الفقر

يطلق الفقر على الحالة التي تكون فيها الموارد لا تكفي حاجة صاحبها، ويطلق أيضاً على الحاجة والعوز والضعف، والفقير هو الشخص الذي لا يملك أقلّ قوت يومه، كما ويطلق عليه درويش،[١] ومن حكمة الله -تعالى- أنْ جعل النّاس متفاوتين في الأرزاق والنعم، كما أنّ التفاوت من مبادئ الحياة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)،[٢] فالحكمة من ذلك تتمثّل بالحدّ من تنازع طبقات المعيشة بين الناس، وتحقيق الرضى بقضاء الله -تعالى- وقدره على عباده، كما أنّ الفقر يُعدّ نوعاً من أنواع الابتلاءات التي تصيب العباد، وكذلك لغَيرهم من الأغنياء، ولذلك نصّت الرسالات السماوية على العديد من المبادئ والقيم التي تحذّر من طغيان وسلطة الأغنياء على الفقراء، والحثّ على التعاون والتعايش بين الطبقتين على حدٍ سواءٍ، فالحكمة من التفاوت أنّ فيه إصلاحٌ للمجتمعات، وتنظيمٌ للحياة، وإعمارٌ للكون، ودليل ذلك قول الله عزّ وجلّ: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[٣] فإن كانت جميع فئات المجتمع ذات سعة وغنى؛ لانتشر البغي والظلم في الأرض، إلّا أنّ الإسلام حارب الفقر، وحدّ منه بالعديد من الوسائل والطرق.[٤]

معالجة الإسلام لمشكلة الفقر

أولى الإسلام اهتماماً خاصاً بالحدّ من الفقر، وحثّ على محاربته وذلك بالعديد من الوسائل والأساليب والطرق، وفيما يأتي بيان بعضها:[٥]