‘);
}

الجزائر ما قَبل الإسلام

يُشكِّل الأمازيغ الغالبيّة العُظمى من سُكّان الجزائر، بل من سُكّان المغرب العربيّ، وإلى جانب الأمازيغ، فقد سكن المنطقة أقلِّية من البيزنطيِّين، والأفارقة، وذلك قَبل فتوحات العرب المُسلِمين لها، حيث ينقسم الأمازيغ إلى: البرانيس؛ وهم من الحَضَر الذين سَكنوا السهول الساحليّة، واشتغلوا بالزراعة، وكان يُطلَق عليهم (الرومان الموريطانيِّين)، كما كانوا يدينون بالديانة المسيحيّة، وشديدي التمسُّك بها، أمّا القسم الآخر، فيُسمَّى البتر، ومن أشهر قبائلهم: الزناتة، والبورغواطة، والنفوسة، واللواتة، والهوارة، حيث كانوا يسكنون الجبال، والبوادي، واشتُهِروا بكثرة الترحال والتنقُّل؛ للبحث عن مناطق تتوفَّر فيها أساسيّات الحياة.[١]

وقد اختلفَت أراء المُؤرِّخين حول أَصْل الأمازيغ؛ فمنهم من قال إنّهم قد نشأوا في المغرب، ومنهم من قال إنّهم من بحر إيجة، وهناك فِرقة تقول بأنّهم ساميّون من أنساب العرب، إلّا أنّهم اختلفوا فيما بعد، فقد ذَكَر أحد مُؤرِّخي الدولة البيزنطيّة، وهو بروكوبيوس أنّ الأمازيغ من العبرانيِّين، والبونيقيِّين، وهذا ما وافَقَه عليه الطبرانيّ عندما ذَكَر نَسل الأمازيغ الذي يعود إلى يقشان بن إبراهيم عليه السلام، كما قِيل بأنَّهم حاميّون، وبعضهم قد رَجَع في أصولهم إلى الفُرس، وقال المُؤرِّخ سترابو إنّهم من الهند، بينما رجَّح آخرون أنّهم من أصول مُختلَطة.[٢]


كان سُكّان الجزائر من الأمازيغ القدماء يعتقدون بوجود إله يُسمَّى عمون، وهذا الإله موجود في بعض الكائنات، كالكواكب، والحيوانات، وغيرها؛ لذلك كان الأمازيغ يعبدون الشمس، والقمر من الكواكب، والثور، والكبش، والأفعى، والحمام، والطاووس، والقرد من الحيوانات، كما كانوا يعتقدون بوجود الجنّ في الأحجار، والأشجار، فيعبدونها ويتقرَّبون إليها؛ لنيل ما يريدون، ولمّا كانت منطقة الأمازيغ مسكونة بأُمَم مُتعدِّدة، نتجَ عن هذا تعدُّدٌ في الطوائف، والديانات، حيث كانت ديانة بعضهم مُشابِهة لديانة القدماء المصريِّين، ومنهم مَن أخذ جزءاً من ديانة الفينيقيِّين، والرومان، إذ كانت هذه الديانات جميعها وثنيّة.[٢]