لماذا قد يصاب الاطفال بحرقة المعدة؟

5%من الاطفال يصابون بحرقة المعدة نتيجة ارتجاع العصارة المعدية في المريء .. فكيف يعرف الآباء بتفاصيل هذه الحالة و كيف يمكنهم مساعدة أطفالهم؟؟ تعرفوا على ذلك من خلال هذا المقال.

تعد حرقة المعدة من أكثر الشكاوى التى يعانى منها البالغين خاصة بعد تناول وجبات حارة وبالرغم من ذلك فإن بعض الأطفال يشعرون أيضا بهذه الحرقة فى الصدر, فطبقاً لبعض التقديرات ,يعانى 2% من الأطفال مابين 3-9 سنوات و 5% من الأطفال مابين 10 -17 عاماً من حرقة المعدة.

فهذا الارتجاع غير مريح لكنه مع الأسف يصيب نحو نصف الأطفال الذين لم يتعدوا الثلاثة أشهر ويسبب لهم البصاق.

إذن ما الذى يحدث حرقة المعدة عند الأطفال؟

عادة ماتكون حرقة المعدة علامة لأرتجاع العصارة المعدية الى المرئ تلك الأنبوب التى تصل مابين الفم والمعدة والتى تحتوى بأسفلها عضلة تسمى الصمام السفلى للمرئ والذى بدورة يمنع إرتجاع العصارة المعدية من المعدة الى المرئ وبذلك يحافظ على تواجد الحمض المعدى بداخل المعدة ولكن ما أن يحدث إرتخاء متزايد فى هذا الصمام , يندفع هذا الحمض المعدى إلى المرئ مهيجاً الغشاء الرقيق المبطن للمرئ مسبباً ذلك الأحساس بالحرقة المعدية .

وبسبب عدم إكتمال نمو الجهاز الهضمى فإن الحرقة تظهر لدى الصغار أما الأكبر قليلاً فإن زيادة الوزن  والتعرض للتدخين وتناول الإطعمة الحارة والشلل الدماغى هى بعض عوامل الخطورة المتسببة فى ظهورها.

والسؤال هنا ماهى الأعراض التى تظهر عند الإصابة بهذا الإرتجاع ؟

الحرقة فى حد ذاتها هى إحساس يظهر فى الصدر والحلق والرقبة وفى حالة حدوث الإرتجاع تظهر أيضا بعض الأعراض .

مثل : ألم الصدر وإحتقان الحلق وبحة فى الصوت والكحة وإنخفاض الشهية وتقوس الظهر أثناء الأكل وألم أثناء البلع وترجيع وأزيز فى الصدر وصعوبة  فى زيادة الوزن وأيضا تتكون بعض التقرحات بجدار المرئ بسبب الإرتجاع المستمر لذلك الحمض المعدى والتى أن لم تعالج قد تتسبب فى تضييق جدار المرئ لياخذ شكل القارورة وأيضا قد تؤدى إلى النزيف وصعوبة التنفس.

إذاً, كيف نشخص إرتجاع  العصارة المعدية عند الأطفال ؟

هناك بعض الصعوبة فى تشخيص حرقة المعدة لدى الأطفال حيث أنهم لا يحسنون التعبير عن شكواهم بدقة .
فعند شعور طفلك بأى من أعراض الإرتجاع يمكنك الذهاب لطبيب الأطفال والذى بدوره يقوم بتحويل الطفل إلى طبيب الجهاز الهضمى والذى سيقوم بالسؤال عن كافة أعراض الإرتجاع ومن ثم أختباره ليتاكد من تواجده .

وذلك عن طريق الاتى:

1- أن يشرب الطفل سائل طباشيرى والذى يحتوى على مادة صبغية تسم الباريوم وتقوم أشعة Xبتصوير الجزء العلوى من الجهاز الهضمى والذى يضم المرئ والعدة والجزء العلوى من الأمعاء الدقيقة .

2- المنظار : حيث يوضع الطفل تحت التخدير ونقوم بادخال انبوبة صغيرة قابلة للإلتواء من الفم الى المرئ والمعدة وبذلك نسمح برؤية الانسجة المبطنة لكل منهم وايضا اخذ عينة إذا لزم الأمر.

3- مجس لدرجة حموضة المرئ: حيت تدخل انبوبة رفيعة وقابلة للألتواء من الأنف إلى المرئ لإختبار درجة حموضة المرئ.

4- دراسة حركة خروج الطعام من المعدة : حيث يشرب الطفل لبن يحتوى مواد مشعة خاصة يقوم الطبيب بتصويرها بكاميرا جاما ليتسنى له فحص حركة خروج المواد خلال القناة الهضمية.

بعد التشخيص ماذا عن العلاج ؟

يعتمد علاج الحرقة على سن الطفل وسبب هذه الحرقة , فبالرغم من انها تتحسن مع مرور الوقت وبلوغ الطفل عامه الأول إلا أن علاج الحرقة تشمله بعض الصعوبات .

فبعض الوسائل العلاجية التى تنفذ فى البيت لا تؤتى ثمارها مثل : أن ينام الطفل فى وضع رأسى أو زيادة كثافة غذاء الطفل أو استخدام المصاصة .

يمكنك جعل طفلك يتجشأ أو جعله فى وضع رأسى لمدة 30 دقيقة بعد اطعامه ليساعد فى التقليل من أعراض الحرقة .

هناك بعض الأدوية التى تساعد فى علاج الحرقة التى لا تتحسن من تلقاء نفسها وتشمل :

1- مضادات الهيستامين 2 ( تاجاميت، زانتاك ، بيبسيد).

2- مضادات مضخة البروتون (ديكسيلانت ، بريلوسيك ، نيكسيم ، بريفاسيد) .

فهذه الأدوية تقلل من كمية الحمض لذى ينتج من المعدة وبالتالى تقل كمية إرتجاعة إلى المرئ.

وأخيراً بعض النصائح :

1- إعطى طفلك وجبا صغيرة متكررة خلال اليوم بدلاً من وجبات كبيرة الحجم .

2- لا تدع طفلك ينام بعد الأكل بأقل من ساعتين .

3- جنبى طفلك الأطعمة الآتية : الشوكولاتة ، القهوة المضافة إلى الصودا، النعناع ،المأكولات المتبلة والمقلية ، البرتقال والمأكولات الحمضية الأخرى .

4- إرفعى رأس الطفل عن سريره 10-12 سم بوضع أقمشة من الصوف تحت رأسه لأن زيادة الوسادات لن تفيد كثيراً .

إن لم تنجح هذه الأدوية والإرشادات قد يلجأ الطبيب فى نهاية الأمر إلى الجراحة والتى تتضمن ربط الجزء العلوى من المعدة بالصمام السفلى للمريء لينتج ما يشبه حزاما يحول دون ارتجاع العصارة المعدية إلى المرئ .

الخاتمة:

لا يمكننا أن نتجاهل إنتشار الحرقة المعدية لدى أطفالنا ولذلك وجب علي الأطباء توعية الأمهات بضرورة إتباع الوسائل اللازمة لمنع حدوث الحرقة عند طفلها أو التقليل من أضرارها على الأقل ليعيش أطفالنا بصحة وعافية .

إعداد د.جهاد السحراوي
فريق كل يوم معلومة طبية

Source: dailymedicalinfo.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *