لماذا ماري كوري رفضتها الجامعة ، ماري كوري هي عالمة من الرواد في مجال الفيزياء والكيمياء، استطاعت بما قامت به من أبحاث أن تثري المجال العلمي بالكثير، عانت الكثير في حياتها ومرت بكثير من المحطات الصعبة حتى وصلت إلى أن تصبح أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، تحمل قصتها الكثير من العظة لكل من يعتقد أن حياته مليئة بالصعاب التي تعيقه وتحول بينه وبين تحقيق أحلامه، فتحقيق الأحلام يتطلب عزيمة وإرادة والتحلي بالصبر، والأهم أن تؤمن بأن أحلامك ستحقق حتماً ولكن يجب أن تعمل بجد أكثر، وهذا ما فعلته العالمة ماري كوري حتى جعلت من أحلامها حقيقة.
موقع موسوعة في هذا المقال سيقدم لك كل ما تريد أن تعرفه عن عالمة الفيزياء والكيمياء ماري كوري.
لماذا ماري كوري رفضتها الجامعة
ربما تتعجب من هذا العنوان قليلاً بعد أن علمت أنها كانت عالمة رائدة في الفيزياء والكيمياء، فتتساءل لماذا قد ترفض الجامعة طالبة متفوقة وذكية من الانضمام لصفوفها، ولكن عندما تتعرف على السبب ستصيبك الدهشة أكثر.
فقد رفضت الجامعة انضمام كوري لصفوفها فقط لأنها امرأة، فلم تكن تقبل الجامعات في ذلك الوقت انضمام المرأة للتعلم فيها، ولا نندهش إذا من تسمية ذلك العصر بعصر الظلام.
نشأت ماري كوري
- ولدت ماري كوري في بولندا، في السابع من شهر نوفمبر لعام 1867م.
- نشأت في أسرة تتكون من أب وأم و5 أشقاء كانت أصغرهم.
- كان والدتها تعمل كمديرة لإحدى المدارس الداخلية، وعمل والدها مدرساً للرياضيات مما أثر في نشأتها.
- توفيت والدتها وهي في عامها الثاني عشر من عمرها، ثم لم يلبث أن مضى الكثير من الوقت حتى توفيت إحدى شقيقاتها فكان لهاتين الفجيعتين أثراً بالغا في حياة ماري.
- عقب وفاة والدتها فقد والدها ثروته التي أنفقها على العمل الوطني، مما اضطر ماري لأن تعمل لتتمكن من أن تنفق على تعليمها.
حياة ماري كوري
- تفوقت ماري في الثانوية ولكنها لم تتمكن من الالتحاق بجامعة وارسو فقد كانت مخصصة للذكور فقط، التحقت بجامعة غير رسمية أطلق عليها في ذلك الوقت ” الجامعة العائمة” فكانوا كثيراً ما يغيرون أماكن تجمعهم خوفاً من الإمساك بهم فقد كانت مولعة بالتعلم.
- لكن ماري كانت تريد بشدة الحصول على شهادة رسمية، ومع العائقة المالية التي تمر بها ورفض الجامعة التحاق الإناث بها جعل ذلك الأمور معقدة للغاية، لكنها توصلت لعقد اتفاق هي وشقيقتها التي كان تريد دراسة الطب، وهو أن تعمل ماري لمدة عامين وتساعدها في الإنفاق على دراستها ثم يتبادلا الأدوار.
- عملت ماري كمربية عند أحد المحامين ووقعت في حب ابنهم الأكبر لكن توجت قصة حبهم بالفشل، لرفض العائلة الغنية ماري الفتاة الفقيرة وقامت بطردها، في ذلك الحين أرسلت شقيقتها لها من باريس دعوة لكي تأتي وتلتحق بالجامعة خاصة بعد تحسن أوضاعها هناك كثيراً.
- سافرت ماري إلى باريس والتحقت بجامعة “السوربون” عام 1891م ، وعملت في التدريس حتى تتمكن من تدبر أمر نفقاتها.
- على الرغم من الظروف الصعبة التي عانت منها في باريس، فكثيرا ما كان يغشى عليها من شدة الجوع إلا أنهان تمكنت من الحصول على درجة الماجستير في الفيزياء عام 1893م ، ثم تلقت منحة دراسية لتفوقها وحصلت على درجة علمية في الرياضيات عام 1894م.
- التقت ماري بزوجها “بيير كوري” بعد تخرجها، فكانا زميلين في مختبر للأبحاث وكان أكبر منها بعشر سنوات وقع في حبها وعرض الزواج عليها لكنها أرادت العودة لتكمل أبحاثها في بولندا، ولكن عقب تخلي جامعة “كراكوفيا” عنها ورفضها لان تكمل دراستها بها لأنها امرأة جعلها تعود لباريس مرة أخرى وتم زواجها “ببيير” عام 1895م.
- كان لديها طفلتان هما “إيف” و “آيرين”.
إنجازات ماري كوري
- لم تتوقف ماري عن متابعة أبحاثها ودراستها عقب زواجها فانكبت على دراسة عنصر اليورانيوم لمعرفة مصدر الأشعة التي تنبعث منه، على الرغم من معاناتها من قلة الإمكانيات إلا أنها في غضون شهرين اكتشفت أن مصدر الأشعة غير ناتج عن تفاعل الجزيئات إنما ينبعث من الذرة وبذلك أثبتت خطأ الافتراضات القائلة بأن الذرة غير قابلة للانشطار.
- أثبتت بالتعاون مع زوجها “بيير” بأن عنصر “البتشبلند” مشع أكثر من عنصر “اليورانيوم” بأربعة أضعاف وعنصر “التوربرنايت” أكثر نشاطاً بضعفين.
- اكتشفت أيضا أن “الثوريوم” عنصر مشع.
- وفي عام 1898 أعلنت عن اكتشاف عنصر مشع جديد أطلقت عليه هي و”بيير” “بولونيوم” نسبة إلى موطنها الأصلي بولندا.
- وبعد مرور شهرين اعلن الزوجان عن اكتشفاها لعنصر جديد أسمياه “راديوم”.
- حصلت عام 1898 على درجة الدكتوراه من جامعة باريس، ودعي الزوجان للحديث عن أبحاثهما في مجال النشاط الإشعاعي من قبل المعهد الملكي لكن لم يسمح لماري بالحديث لأنها امرأة.
- توفي “بيير” إثر تعرضه لحادث سيارة، وعرضت الحكومية الفرنسية على ماري مبلغاً شهريا لسوء أحوالهم المادية فلم يسجلا براءة لإنجازاتهم التي قامت عليه العديد من الصناعات ذلك الوقت إيماناً منهم بأن العلم للجميع، لكنها رفضت وطلبت تعيينها أستاذاً للفيزياء في جامعة “السوربون”.
- قدمت أبحاث تفيد بإمكانية استخدام عنصر “اليورانيوم” في الأمور الطبية.
- اقترحت ماري في الحرب العالمية الأولى إنشاء مراكز إشعاعية بالقرب من خطوط المواجهة الأمامية لسرعة مساعدة الجرحى.
- تمكنت من تطوير وحدات للتصوير الصناعي المتنقلة عرفت ب”كوري الصغيرة”.
- أشرفت على إنشاء 200 منشأة في كل من فرنسا وبلجيكا للأشعة السينية.
- قامت بالتعاون مع ابنتها ” آيرين” بتطوير استخدام عنصر اليورانيوم في التطبيقات الطبية.
- عام 1921 قامت ماري بتأسيس مركز لإجراء أبحاث لمقاومة مرض السرطان.
جوائز ماري كوري
- حصلت على جائز نوبل في الفيزياء عام 1903م.
- حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911.
وفاة ماري كوري
- أصيب ماري كوري بسرطان في الدم نتيجة لتعرضها لكميات هائلة من الإشعاعات على مدى سنين طويل، وتوفيت متأثرة بمرضها عام 1934.
- لا يمكن الإطلاع على أوراق الأبحاث الخاصة بماري دون أن ترتدي بدلة واقية من الإشعاع، فيعتبر كل ما تركته من أوراق بالغ الخطورة ويتم الاحتفاظ به في صندوق مصنوع من الرصاص لمنع تسرب الأشعة منه.
مقولات لماري كوري
- كن أقل فضولا بالناس، أكثر فضولاً بالأفكار .
- لا يوجد في العالم ما قد يُخشى منه، هناك فقط ما قد لا يفهم جيداً .
- أنا امرأة تفكر مثل نوبل، بأن البشرية تكتسب الخير بدلا من الشر من الاكتشافات الجديدة .
- لا شيء في الحياة ينبغي أن نخاف منه بل ينبغي فقط أن نفهمه .. لقد حان الوقت ليزداد فهمنا، لكي يقل خوفنا .
- في العلم يجب أن نكون مهتمين بالأشياء وليس بالأشخاص .
- الطريق إلى التقدم ليس سريعاً وليس سهلا .
- إننا نخاف فقط ما نجهله، ولا يوجد ما يخيفنا على الإطلاق بعد أن نفهمه .
- أنا لا أرى أبدا ما تم إنجازه، بل أرى ما لم يتم إنجازه بعد .
- العلم بالضرورة عالمي، ونحن ننسب العلم للأمم فقط من باب الجهل التاريخي .