فلماذا نخشى من النظر الى الغد واعداد العدة لذلك ؟
وأجيب بأن هناك أسباب تجعلنا نحجم عن التخطيط ووضع الأهداف وهى :
اولا : الخوف :
الخوف والرهبة هما أعدى أعداء المرء .. فما ان يتملك منه ذلك الشعور البغيض الا ويصاب بحالة من الشلل فى التفكير والتركيز والانسان قد يخاف من الفشل أو الغد أو الرفض أو حتى النجاح .
والخوف يكون عادة ناتجا من خبرات سابقة مؤلمة فتعمل عملها فى تدمير النفس وبث الرسائل السلبية المحيطة .
فالفشل السابق ينمى شعورا بالخوف من فشل مستقبلى مما يدفع الانسان الى عدم خوض التجربة مرة ثانية كى يتجنب مشاعر الألم التى شعر بها فى المرة الأولى .
يقول زج زجلر فى كتابه ( فوق القمة ) :
الخوف هو بر الأمان الوهمى الذى يبدو وكأنه واقع والخائف انسان مسجون فى اطار من الأوهام والشكوك وعدم الثقة فى الذات لذا كانت الخطوة الأولى فى سبيل تحقيق أهدافك أن تحارب خوفك وأن تتسلح بالشجاعة فى مواجهة أخطاء
الماضى وتصحيحها والاستفادة منها بدلا من الوقوع في أسرها .
ثانيا : النظرة المشوشة للذات :
هناك حكمة تقول بأنه لا يمكن للمرء أن يؤدى عملا ما باستمرار .. ان لم يتوافق هذا العمل مع رؤية المرء لذاته فالرؤية المهزوزة للذات تنعكس على المرء فى كل شؤونه مما يشعره بأنه غير كفء للنجاح والتميز وأن النجاح قد خلق للآخرين فقط لذا نراه سائرا مع القلة الضالة فى الحالة .. لا يدرى شىء عن أهدافه ولا يستطيع تحديد ما يريد .
ولعل الشىء الجيد فى هذا المقام أن الرؤية المهزوزة أمر يكتسبه الانسان من تعامله مع البشر وتتكون لديه من خبرات حياتية سابقة .. لذا فليس من المستحيل تغييرها شريطة أن يكون لديه العزيمة والاصرار لذلك والا فسيكون امعة على هامش الحياة يقبل ويرضى بأى شىء .. يقتنع ويوافق على أى قرار ولن يرى بد ولا أهمية لتحديد أهداف الحياة أما ان كنت من الذين يتمتعون بروح تواقة .. تشتاق دائما الى الجلوس على القمة وتأنف من المراكز المتدنية فلا بد أن تنسى دائما أن هناك مركز ثان ويجب أن تكون عينيك ثابتة على المركز الأول ..
فكما يقول كنيدى:
بمجرد أن ترضى بالمرتبة الثانية فلن تصل الى أقصى من ذلك .
ثالثا : التأجيل والتسويف
وهذا هو السبب الثالث أو اللص الثالث الذى يسرق عمر المرء فيضيع دون أن يضع لها الخطط والأهداف .
والتأجيل ببساطة هو تأخير عمل اليوم الى الغد فتسوف وتؤجل وتؤخر ما لا يجب تأخيره الى أن يمر العمر منك وحياتك خاوية الا من أمنيات لا تجدى نفعا .
المسوف يعشق كلمة ( فيما بعد )
ويسجل أرقام قياسية فى قول ( سأفعل )
وهو شخص مبدع فى استدعاء الحجج والمبررات التى تمنعه من القيام بعمله وقد يستدعى الشىء وضده فمرة تراه يقول : الجو سىء جدا .. انه ليس الجو الذى يشجع على العمل ويقول فى موضوع آخر : الجو ممتع يساعد على الاسترخاء والراحة !!والمسوف قد يؤمن بأهمية الأهداف لكنه ليس بالايمان حار .
هى أقرب للأمنية منها اللا الايمان وللأسف التسويف عادة اذا فعلها مرة وثانية وثالثة وترك للنفس مساحة ترتع فيها من التسويف .. يصعب التحكم فيها بعد ذلك اننا لا نعيش الا حياة واحدة وبالرغم من أن كلنا يعلم ذلك الا أن القلة فقط هى من تعمل من أجل ذلك .. القلة فقط هى التى تهم في الحال لتؤمن لنفسها أقصى فائدة في تلك الحياة .
رابعا : عدم الايمان بأهمية الأهداف :
فكما أسلفنا أن هناك من البشر من لا يؤمن بقوة وأهمية أن يحدد أهدافه فى الحياة .. بل ويرى أنها مضيعة للوقت وترى فى جعبته حجج كثيرة وقنعة – له على الأقل – بعدم تحديد أهداف له فى الحياة وقد يفاجئك بمثال لشخص لم يكتب أهدافه فى الحياة لكنه ناجح ومتميز وهذا بالضبط نفس ما يجيبك به الشخص المدخن عندما تحدثه عن الأضرار الصحية للتدخين فيقول لك : هل ترى فلان الذى بلغ من الكبر عتيا .. انه يدخن بشراهة .
الشخص الذى لا يخطط قد ينجح لكن الصعوبات والعقبات والمشاكل التى تواجهه تكون أكثر وأشد من التى تواجه الشخص الذى لديه خطة وهدف واضحين .. وليس من الحنكة أو الذكاء أن نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير .
خامسا : عدم المعرفة :
هناك أشخاص قد يعجبوا بما نقول وقد تتوفر لديهم الرغبة فى تحديد أهداف لهم فى الحياة لكنهم لا يملكون الذخيرة المعرفية التى تؤهلهم لذلك وللأسف لا يعملون على امتلاك تلك الذخيرة ليس هناك أعجب من شخص يطمح فى شىء ثم لا يتسلح بالمعرفة كى يحقق هذا الشىء أحد أصدقائى أخبرنى ذات يوم بأن حلمه فى الحياة أن يكون ممثلا متميزا لكننى لم أره ولو مرة واحدة يحضر دورة عن فن التمثيل أو يقرأ كتاب يتحدث عن التمثيل .. لا يأخذ أى خطوة نحو تحقيق هدفه .. لذا يظل مجرد حلم وعندما سألته : ولماذا لا تقوم بعمل خطوات لتحقيق حلمك قال لى : لا أدرى كيف أبدأ !
فاذا لم يحاول المرء أن يتعلم كيف يمكن أن يكون لديه خطة واضحة لتحقيق أهدافه ويضع لذلك الوقت المحدد لتنفيذ تلك المهمة سيظل أسيرا مع بلك الفئة التى تردد مع صاحبنا الحالم بالتمثيل ( لا أعرف كيف )
يقول زج زجلر
قد يمنعك الآخرين عن فعل شىء لبعض الوقت لكن أنت الذى تمنعها كل الوقت