‘);
}

الدولة العباسيّة

قامت الدولة العباسيّة بعد سقوطِ الدولةِ الأمويّةِ، وكانت الجهود التي بذلها العباسيون من أهمِّ العواملِ التي أدّت إلى سقوطها، ومن ثمَّ تمّ تأسيس الدولة على يد موالي خراسان؛ حيثُ خطّط سكان خراسان من العربِ، والفرسِ، والتركِ بشكلٍ سريٍّ لإنشاءِ الدولة العباسيّة، وقد كان أغلبُ سكان خراسان يحتلّون مراكز كبيرة في الدولةِ، كما ظهرت جماعة من الفرسِ ظنّت أنَّ الدولة العباسيّة أصبحت مِلكاً لهم، وسرعان ما حدث نزاع بينهم وبين الخلفاءِ العباسين الذين لم يرغبوا أن يُشاركهم أحد بالسلطةِ أيّاً كان أصله، وما لبثوا أن تخلّصوا من أبي مسلم الخراساني، ومن عبد الله بن علي بن العباس قائد الدولة.[١]

بدأت الدولة العباسية بعصرِ التأسيس، وكان أوّل خليفة في هذا العصر هو أبو العباس السفاح، ثمَّ تلاه أخوه أبو جعفرِ المنصورِ، والذي انشغل بتوطيدِ أركانِ الدولةِ وترسيخها، وقضى على بعضٍ من العناصرِ التي سارت مع الفتنةِ، وأرادت تمكين نفسها على حسابِ العباسيين، مثل أبو سلمة الخلال، وأبو مسلم الخراساني، أمّا مكان انطلاق الدعوة العباسيّة، فكان من مدينةِ الكوفة؛ حيثُ جعل العباسيون مدينةَ الكوفة مركزاً للدولةِ؛ بسبب كثرةِ أنصار الدولةِ العباسيّةِ فيها، كما أنَّه من الكوفة يمكن التوجّه إلى خراسان والتركيز على الدعوة فيها؛ حيث يكثُر فيها الفرس والترك، كما أرادَ العباسيون الاستفادة من الصراعِ القائمِ بين القيسيّةِ واليمنية من العربِ، وكسب الأطراف المحايدة إلى صفهم، وقد كان هناك عداء واضح بين اليمنيّة التي تشكّل نسبةً كبيرةً في خراسان ووالي خراسان نصرُ بن سيار الذي كان يتعصّب للقيسيّةِ، والجديرُ بالذكرِ أنَّ العباسيين كانوا قد وجدوا من يناصرهم في خراسان حقاً، ولم تختلف بقيّة الأمصار الإسلامية عن خراسان بهذا الصدد.[١]