نوضح في هذا المقال ما هو العلاج البيولوجي ، هناك العديد من الأمراض المناعية المزمنة التي لم يتم التوصل إلى وسائل علاجية تساعد على الشفاء منها، وتؤدي تلك الأمراض إلى مهاجمة البروتينات المناعية لخلايا الجسم وأنسجته لتمييزها الخاطئ بأنها جسم دخيل، وهو ما ينتج عنه تخريب الجهاز المناعي لأنسجته ومهاجمته لنفسه، حيث تتضرر أنسجة أجهزة حيوية في الجسم مثل الكلى والجهاز الهضمي، وتتأثر بشكل مباشر العظام والمفاصل وغيرها، وقديمًا كان يتم الاعتماد على الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي وأدوية الكورتيزون، إلى أن ظهرت عدة وسائل علاجية متطورة أبرزها العلاج البيولوجي والذي سنوضح معلومات عنه من خلال السطور التالية على موسوعة.
ما هو العلاج البيولوجي
- ظهر العلاج البيولوجي خلال السنوات الأخيرة ليكون العلاج الفعال للعديد من الأمراض المزمنة والروماتيزمية والمناعية بعد فشل الوسائل العلاجية الأخرى.
- ويتم اللجوء إلى استخدام العلاج البيولوجي من أجل إيقاف مهاجمة أنسجة الجسم ومفاصله.
- وفي هذا النوع من العلاج يتم استخراج السكريات أو البروتينات أو الأحماض النووية من خلايا الجسم، ثم استخدام أحدث الأجهزة الطبية في زراعة تلك المركبات المُستخرجة، وذلك بدلًا من استخدام الأدوية الكيميائية.
- من مميزات العلاج البيولوجي أنه لا يثبط عمل الجهاز المناعي، ولكن يحد بعض الخلايا المناعية من التسبب في الإصابة بأمراض والتهابات، ويزيد من قدرة الجهاز المناعي من العمل بشكل أفضل بالمواد التي ينتجها الجسم طبيعيًا.
- كما يتميز باستجابة المريض له وتحقيقه نتائج إيجابية، على الرغم من أن النتائج الإيجابية الأولية لا تظهر إلا بعد مرور عدة أسابيع.
- ويمكن إنتاج العلاج البيولوجي عن طريق تحفيز الجسم على إنتاجه، أو إنتاج تلك المادة في المختبرات صناعيًا، أو إنتاجه عن طريق استخدام خلايا المريض.
- ومن خلال أدوية المعالجة البيولوجية يمكن الحد من الإصابة بمرض السرطان، لأنها تركز على أجزاء محددة بالخلايا السرطانية، مما ينتج عنه موت الخلايا السرطانية والحد من انتشارها.
- وبخلاف مرض السرطان؛ يتم استخدام أدوية العلاج البيولوجي في علاج أمراض أخرى مثل الروماتويد ومرض كرون الذي يصيب الجهاز الهضمي، والصدفية ومرض بهجت.
- ويصف تلك الأدوية الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي والروماتيزم وسرطان الدم، حيث يصفونها لأن آثارها الجانبية أقل حدة من الأدوية الأخرى، وتوصف لمرضى الحساسية والأمراض المناعية.
- لا يُستخدم العلاج البيولوجي للمرضى الذين يعانون من انتشار الالتهابات الميكروبية بشدة مثل مرضى التهاب الكبد الوبائي ومرض السُل، كما أن هناك بعض من تلك الأدوية لا توصف للحوامل أو لمرضى السرطان.
- أما عن الشكل الدوائي لأدوية العلاج البيولوجي فهو حقن تؤخذ في الوريد أو تحت الجلد، ويمكن أن يأخذها المريض بنفسه دون الاضطرار إلى الذهاب إلى المستشفى.
- تتراوح فترة العلاج البيولوجي ما بين سنة إلى 5 سنوات، وتختلف الفترة حسب كل حالة ونوع العلاج نفسه، فهناك جرعات تُعطى كل أسبوع وأخرى كل أسبوعين وأخرى كل عدة أشهر.
هل العلاج البيولوجي هو الكيماوي
- يظن الكثير أن العلاج البيولوجي هو نفسه العلاج الكيمياوي الذي يتم استخدامه لعلاج الأورام السرطانية.
- ولكن في الواقع ليس هناك علاقة بين العلاجين، فالعلاج الكيمياوي يركز على القضاء على الخلايا السرطانية، بينما العلاج البيولوجي يعزز من عمل الجهاز المناعي في القضاء على مرض السرطان، من خلال دوره في تثبيط نمو الخلايا السرطانية بما يسمح للجهاز المناعي للقيام بدوره في القضاء عليها قبل انتشارها وتكاثرها.
- أي أن العلاج البيولوجي يحمي من الإصابة بعدة أمراض، ويمنع انتشارها عند الإصابة بها.
أضرار العلاج البيولوجي
رغم تعدد مميزات العلاج البيولوجي إلا أن هناك عدة أضرار ناتجة عنه تتمثل فيما يلي:
- التكلفة العالية لهذا النوع من العلاج، وهو ما يتطلب لجوء أغلب المرضى للتأمين الصحي لتحمل تلك التكاليف.
- عند استخدام هذا العلاج تطرأ على جسم المريض العديد من التغيرات، ويمكن أن يُصاب بعدوى مثل التهاب الكبد الوبائي أو السعال، لذلك على المريض مراقبة أي جروح أو خدوش تصيب جسده لأنها قد تكون مدخلًا للجراثيم.
- استخدام العلاج البيولوجي قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان على المدى البعيد.
- من الممكن أن ينتج عن استخدام العلاج البيولوجي إصابة الجهاز التنفسي بالتهابات، فتظهر على المريض أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل التقيؤ والإسهال وارتفاع درجة الحرارة وتشنج العضلات، أو ينتج عنه إصابة الجهاز العصبي بخلل.
- يزيد العلاج البيولوجي من فرص الإصابة بالفشل القلبي لمرضى القلب، لذلك لا يُنصح باستخدام أدوية علاج بيولوجي معينة للمصابين بالفشل القلبي.
- من الآثار الجانبية لبعض أدوية العلاج البيولوجي ظهور بعض الآفات الجلدية.
- قد يؤدي العلاج البيولوجي إلى الإضرار بالكبد، ويمكن أن تصل تلك الأضرار إلى الإصابة بالفشل الكبدي خاصة لمرضى الكبد.
- من الأضرار التي يتسبب فيها العلاج البيولوجي الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، حيث ينتج عنه تحلل الخلايا فتنطلق فضلاتها في مجرى الدم، فيطلق الجسم أجسام مضادة واستجابات مناعية للتخلص من تلك الفضلات.
- عند أخذ حقن أدوية العلاج البيولوجي يمكن أن يُصاب المريض في مكان أخذ الحقنة بحرقة وألم وارتفاع في درجة حرارة الجلد، ويتم علاج تلك الأعراض بتناول مضادات الهستامين.
وبشكل عام وفي أغلب الحالات لا تشكل الآثار الجانبية للعلاج البيولوجي خطورة على حياة المرضى الذين يتلقون هذا العلاج بإشراف طبي، كما أن تلك الآثار تختفي بالتدريج عند التوقف عن تناول أدوية العلاج البيولوجي.
ما هو العلاج البيولوجي للصدفية
- الصدفية هو مرض جلدي يؤدي إلى ظهور بقع حمراء قشرية على فروة الرأس والركبتين والمرفقين والأذن وأسفل الظهر تجعل المريض يرغب في الحكة.
- وهناك عدة وسائل علاجية تساعد على السيطرة على الأعراض المزعجة للصدفية ومنها العلاج البيولوجي والذي يثبط النشاط المفرط للخلايا في الجهاز المناعي فيحد من الالتهاب.
- ويتم اللجوء إلى العلاج البيولوجي في حال عدم استجابة الجسم للعلاج التقليدي، حيث يتمثل في شكل حقن مثل حقن انفليكسيماب التي تؤخذ عن طريق الوريد، حقن إتانرسبت، حقن أداليموماب.
- وتساعد تلك الحقن على تثبيط نشاط عامل نخر الورم ألفا وهو سيتوكين والذي يحفز الجسم لحدوث الالتهاب، كما تعمل الحقن على التخفيف من أعراض الصدفية خلال بضعة أسابيع.
ما هو العلاج البيولوجي للذئبة الحمراء
- الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية هو واحدًا من الأمراض المزمنة التي تصيب النساء أكثر من الرجال، ويؤدي هذا المرض إلى إصابة مختلف أجهزة الجسم بالالتهاب، ويؤثر في مفاصل الجسم والجلد.م
- وينتج عن مرض الذئبة الحمراء ظهور أعراض مثل الطفح الجلدي، الإرهاق الشديد، آلام المفاصل، أمراض القلب، عدم القدرة على التنفس.
- ومن الوسائل العلاجية لمرض الذئبة الحمراء العلاج البيولوجي والذي يقلل من تورم المفاصل ويحد من تيبسها ويحسن من حالتها ويزيد من قدرة المريض على الحركة.
- ومن الأدوية البيولوجية التي تؤخذ في حالات الإصابة بالذئبة الحمراء دواء بيليموماب، وهو عبارة عن حقن تؤخذ عن طريق الوريد تركز على البروتين المحفز للخلايا الليمفاوية البائية فيقل عدد تلك الخلايا.
- وهناك دواء ريتوكسيماب والذي يقضي على الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة المتسببة في ظهور أعراض المرض، وهو عبارة عن حقن تؤخذ عن طريق الوريد.
ما هو العلاج البيولوجي لمرض بهجت
- مرض أو متلازمة بهجت هو عبارة عن اضطراب نادر يصيب الجسم، حيث تُصاب كرات الدم البيضاء بخلل يجعلها تهاجم الفم والعين والجلد بدلًا من مهاجمة الميكروبات.
- ويؤدي مرض بهجت إلى إصابة الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم بالالتهابات فتظهر أعراض مثل قرح في الجهاز التناسلي، قرح في الفم، التهابات في العين.
- ويُعد العلاج البيولوجي من العلاجات المُستخدمة عند الإصابة بمرض بهجت، ولقد أثبت هذا العلاج نجاحًا في التقليل من الالتهابات التي تصيب المرضى.
- ومن أدوية العلاج البيولوجي المُستخدمة في علاج مرض بهجت مثبطات عامل نخر الورم مثل سرتوليزوماب، إيتانيرسيبت، أداليموماب، انفليكسيماب.
- بالإضافة إلى دواء الإنترفيرون ألفا ب2 والذي يعالج الالتهابات وينظم عمل جهاز المناعة.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله ما هو العلاج البيولوجي وفوائده وأضراره، وكيفية استخدامه لأمراض الصدفية والذئبة الحمراء ومرض بهجت، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.
المراجع
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5