من خلال هذا المقال يمكنكم الإطلاع على فضل سورة الأنبياء وهي سورة مكية تبلغ عدد أياتها 112 آية، أما ترتبيها في سور القرآن الكريم فهي في الترتيب 21، أما عن الجزء الذي تبدأ فيه فهو من الجزء السابع عشر، وهي من أبرز السور التي ذُكرت فيها العديد من الأنبياء مثل سيدنا أيوب ونوح ويونس وإبراهيم وسليمان عليهم السلام لذا فكان ذلك السبب الرئيسي وراء تسميتها بهذا الاسم حيث أنها ذُكرت فيها العديد من المواقف الهامة في حياتهم، إلى جانب تسليط الضوء على دورهم في الرسالة ودعوة قومهم إلى عبادة الله وحده فأكثرهم كفر بهذه الرسالة فتوعدهم الله بهلاكهم قبل أن يلاقوه في الآخرة وهي تذكرة وإنذارًا بعقاب من يكفر برسالة الله، فما فضل هذه السورة والرسائل التي اشتملت عليها ؟، هذا ما سنعرضه لكم من خلال موسوعة.
فضل سورة الأنبياء
- من أهم المضامين التي اشتملت عليها سورة الأنبياء أنها ذُكرت فيها أجزاء هامة من سير الأنبياء الذين تعرضوا لأصعب الابتلاءات ونجاهم الله منها بعد مناجاتهم ودعائهم لله.
- وهذا بدوره يُخفف عن كل عبد يعاني من الابتلاءات حيث أن ذكر ذلك تأكيدًا على أن الله لا يعجزه شيء في السماء أو في الأرض كما أنها تأكيدًا على قوله تعالى في سورة غافر (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
حياة الأنبياء في سورة الأنبياء
- إلى جانب أنها تبرز أن حياة الأنبياء بها الكثير من الصعوبات، ومن أبرز الأدعية التي دعا بها الأنبياء في هذه السورة:
- (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)
التفسير: تركز هذه الآية على ابتلاء سيدنا أيوب عليه السلام اتصف بالصبر وشكر الله دائمًا على جميع النعم التي أنعمها الله عليه فأراد الله أن يختبره فابتلاه بفقدان ماله وأولاده وبمرضٍ مزمن أدى إلى خروجه من القرية التي كان يعيش فيها وكان أيضًا يحرص على شكر الله والصبر على هذا الامتحان، فلما أشتد عليه البلاء دعاء ربه دعوة مستجابة كانت سببًا في شفاءه من مرضه ورزقه بالمال والأولاد.
- (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
التفسير: تركز هذه الآية على امتحان الله لسيدنا يونس عليه السلام الذي مكث يدعو قومه لمدة تزيد عن ثلاثين عامًا ولكن لم يؤمن برسالته سوى شخصين فقط وهو أمر تسبب في إحباط سيدنا يونس حيث طغت عليه حالة من اليأس أدت إلى تركه للقرية التي كان يدعو فيها ولكن آمن أهل قريته برسالته عندما أخافتهم علامات عقاب الله لهم وهي السحابة السوداء، أما عن سيدنا يونس فقد ركب السفينة مع عدد من الأشخاص الذي قرروا الاستغناء عن شخص واحد فقط حتى تخف حمولة السفينة ولا تهتز وبعد إجراء القرعة جاء اختيار سيدنا يونس الذي التقمه الحوت بعد أن ألقى بنفسه في البحر فظل يسبح لله حتى أستجاب له وأغاثه من هذا الاختبار.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعوة سيدنا يونس:”دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت،”لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”.
- (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)
التفسير: يناجي سيدنا نوح عليه ربه ويدعوه أن ينصره على قومه بعد أن اتهموه بالكذب برسالته التي تتمثل في عبادة الله وحده، فقد قضى سيدنا نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عامًا ولكن آمن برسالته عدد قليل، فتوعد الله بهلاك من كفر برسالته عبر إغراقهم بالطوفان.
- (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)
التفسير: كانت أمنية سيدنا زكريا عليه السلام أن يقر الله عينه بإلإنجاب على الرغم من كبر سنه إلى جانب أن زوجته كانت عقيمة، ولكن الله أستجاب لدعوته ورزقه بحيى.
رسائل سورة الأنبياء
- من أهم الرسائل التي اشتملت عليها سورة الأنبياء التنبيه باقتراب يوم الحساب وغفلة البعض عنه بالمعصية والكفر وقد جاء ذلك في الآية الأولى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ).
- التأكيد على أن كل الأقوام السابقة التي كفرت برسالة الأنبياء على مر العصور كان مصيرها العذاب الشديد سواء في الدنيا أو الآخرة، لذا تقدم السورة رسالة تحذيرية بعدم تكفير أو تكذيب رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
- التأكيد على أن الله لا شريك له في الملك ولم يكن له ولدًا.
- التنبيه بعدل الله في حساب عباده يوم القيامة.
- التذكرة بأن الله أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً لقومه في دعوتهم لعبادة الله وحده، وأنه مثل الأنبياء الآخرون الذين أرسلهم الله إلى الأقوام السابقة.
- التذكرة بأن جميع البشر في زوال في الدنيا إلا الله، وذلك في قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ).
- ركزت السورة على أهوال يوم القيامة من أجل التذكرة بالبعث وبوجود حياة أخرى بعد الموت، ولا أنه لا مفر من هذا اليوم الذي يتوجب الاستعداد له بقوة الإيمان بالله وبالعمل الصالح.
- التنبيه والتذكرة والتأكيد بأن الله لا يعجزه شيئًا وهو الإله الواحد الأحد وجاء ذلك عبر ذكره قدرته – سبحانه – على فصل السماء عن الأرض بعد أن كانتا ملتصقتان، وذلك كما ذُكر في قوله تعالى (كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَ).



