
حياة هارون الرشيد
هو هارون بن محمد بن المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن المطلب الهاشمي القرشي، ويرجع نسبه إلى عبد الله بن العباس والذي يحمل لقب ترجمان كتاب القرآن، وُلد هارون الرشيد في العام 765 ميلادياً، وعاش في بيت الخلافة الموجود بمدينة بغداد، وفي عام 786 ميلادياً، توفي الخليفة الهادي أخو هارون الرشيد، ليتم مبايعة هارون على خلافة الدولة العباسية آنذاك، وقد شهدت بغداد في عهده حضارة كبيرة، ونهضة واسعة، فأصبحت البلاد عبارة عن مركزاً تجارياً ضخماً، كما عمل على توطيد العلاقات من الدول الأوروبية، الأمر الذي ساعد على ازدهار البلاد، وخاض هارون الرشيد العديد من المعارك التي قضى فيها على الثورات، مثل ثورة البربر، والثورة الخرمية، وثروة الوليد بن طريق الشاري الشيباني.
نشأة هارون الرشيد
نشأ هارون الرشيد في دار يؤهله ليكون خليفة وحاكماً للمسلمين في الدولة العباسية، فقد كبر وترعرع في كنف أبيه، وعاش طفولة مترفة، وقد حرص أبيه على أن يتلقى هارون العلم على يد كبار العلماء والأئمة في الدولة آنذاك، فكان أبو الحسن على بن حمزة الأسدي المُلقب بالإمام الكسائي النحوي يعلم الرشيد علم النحو في صباه، حتى توفاه الله عز وجل، كما تعلم الرشيد العديد من العلوم على يد الأئمة الأفاضل في عصره، فقد درس علم الفقه والحديث على يد الإمام مالك بن أنس، وقد درس الأدب على يد المفضل الضبي علامة النسب وأخبار العرب، وكان يحيى البرمكي يتولى كافة أمور الرشيد منذ صباه حتى كبر، فكان لتلك النشأة أثراً واضحاً في حياة الخليفة، ليصبح له مخزون ثقافي وعلمي كبيرة، بالإضافة إلى ذوق حضاري رفيع.
صفات هارون الرشيد
كان الخليفة هارون الرشيد إماما يحكم بالعدل بين الناس، وكانت شخصيته تتحلى بالأخلاق الفاضلة، والسمعة الحسنة، كما كان كريماً مع الناس ومعطاءً لهم، ولا يرد سائل أو محتاج، وقد ذُكر أنه كان يعطي كل يوم ألف درهم من ماله للمحتاجين، وكان يصلي في اليوم الواحد مائة ركعة، كما كان يذهب ليحج بيت الله في كل عام، ويأخذ معه الأئمة والعلماء وأسرهم، ويتكفل لهم بسكوتهم ونفقة الحج.
كما كانت له شخصية سريعة الدموع، تبكي خشية من الله عز وجل، فكان عابداً للخالق، ومتواضعاً مع الخلق، وبالرغم من رقة قلبه وشخصيته، إلا أنه كان شجاعاً وشهماً، فتظهر غيرته على الدين الإسلامي، وقد كتب الشعراء والكُتاب العديد من أبيات الشعر والكتب التي توضح أخلاق هذا الإمام.
انجازات هارون الرشيد
كان لهارون الرشيد العديد من الإنجازات في عهده، فيُذكر أنه قام بتحول عاصمة الخلافة إلى مدينة الرقة، فقد قام بتأسيس بيت الحكمة في بغداد، وزوده بآلاف من الكتب والموسوعات التي جمعها من كل بلدان العالم، فقد كان الخليفة مُحبا للعلم، وظهر هذا في إنجازاته.
وتُرجمت العديد من الكتب العلمية إلى اللغة العربية في عهده، مثل كتاب الأصول في الهندسة، وكتاب العدد لإقليدس، وتطورت العلوم المختلفة، مثل العلوم الفلكية، والفيزيائية، والتقنية، وشَجع العلماء على الدراسة والاستكشاف، ففي عهده تم صنع العديد من الاختراعات، وحرص الخليفة على بناء المساجد والقصور، وإنشاء القناديل التي تستخدم لإنارة الطرق والشوارع.
المراجع
1
