تعرف بالتفصيل على مداخل الشيطان على الإنسان فالشيطان هو عدو الإنسان الحقيقي وهو الممثل لقوي الشر في الحياة الدنيا. ويحاول الشيطان ان يضل المؤمنين عن ذكر الله سبحانه وتعالى. وقد جاء ذكر الشيطان في القراءن الكريم في عدد كبير من الايات القرانية ومنها ما جاء في قوله تعالى في سورة فاطر ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [ سورة فاطر: 6].
• كما جاء عن كون الشيطان عدو للإنسان في القراءن الكريم في قول الله تعالى في سورة الكهف قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ [سورة الكهف: 50].
• كما قد جاء في السنة النبوية الشريفة عن الشيطان ما روي عن حديث ابن مسعود الذي ورد في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ )) [ مسلم عن ابن مسعود ]
• كما أنه قد جاء في القراءن الكريم سبل التحصين والحماية من الشيطان الرجيم كما جاء في سورة الناس في قوله تعالى ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾. كما جاء من وسائل تحصين المؤمنين من الشيطان قوله تعالى ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[ سورة الأعراف: 200]. كما جاء في سورة الأعراف ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} سورة الأعراف: 201
مداخل الشيطان على الإنسان
الايقاع بين المؤمنين
• من أعمال الشيطان انه يقوم بالإيقاع بين المؤمنين ونشر العداوة والكراهية فيما بينهم حيث أن الإيقاع والتحريش بين المؤمنين هي مهمة الشيطان الأساسية في الدنيا. وقد جاء في عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يثبت قيام الشياطين بنشر العداوة والكراهية بين الناس.
• جاء من حديث صفية بينت حيي رضي الله عنها أم المؤمنين، قالت: عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا ))
• كما انه قد جاء عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: ((كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ)) [ متفق عليه وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ]
تزيين البدعة
• ومن طرق مداخل الشيطان الى المؤمنين قيامه بتزيين البدع عن طريق قيام بعض المسلمين بوضع أحاديث غير صحيحة لتخويف المسلمين من عذاب النار او لجث المؤمنين على التقرب من الله تعالى. هذا ويعمل الشيطان على تزيين ابتداع هؤلاء الأشخاص لما هو كذب وافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم وعند مواجهة هؤلاء الأشخاص يقولون إنما هو يفعلون ذلك لمصلحة الإسلام وهو برئ من كل ما يفعلون.
تقديم جانب على جانب
• هذا ومن مداخل الشيطان قيامه بتقديم بعض الجوانب الدينية على جوانب اخري حيث يقوم بإقناع الشخص بأن إتمامه لأحد الفروض يغني عن تقصيره في الفروض الاخري. فعند قيام احد المؤمنين بالوقوع في بعض المعاصي مثل حب كسب المال أو التعلق بشهوة او امرأة فيزين له الشيطان فعله ويهيئ له أن صلاته للنوافل وحفاظه عليها قد يغنيه عن التقصير في هذا الأمر مما يؤدي الى فساد عبادة هذا الرجل لأن لا يمكن تقديم فرض أو عبادة على غيرها.
الابتعاد عن اصل العقيدة
• هذا ومن مداخل الشيطان انه يقوم بشغل المسلم بأحوال المسلمين ومشاكلهم وعلاقتهم مع أعدائهم حتي يقوم بالتبحر في أحوال المسلمين واذا ساله احد عن الإسلام فانه لا يفقه شئ. فنجد في المسلمين من يقوم بتضخيم جانب العبادات على جانب المعاملات ومنهم من يقوم بتضخيم جانب المعاملات على جانب العبادات ومنهم من يقوم بتضخيم السلوك على العقيدة كما ان من المسلمين من يقوم بتضخيم التقرب من الله تعالى على كل شئ. ولكن في النهاية ما يجب تحقيقه هو التوازن بين جميع الأمور وجميع العبادات حتي تتحقق العقيدة الصحيحة والسلوك المنضبط والتقرب من الله سبحانه وتعالى.
المراجع :
- 1