‘);
}

مقدمة

جاءَ الإسلام بعدلهِ الذي ملأ الأرض وبرحمتهِ التي وسِعت العالمين، ولكنَّ شياطين الإِنس والجنَّ لم يدعوا للحقَّ طريقاً إلاّ أوصدوه ولا منفذاً لتبليغ الرسالة إلاّ اعترضوه واعترضوا أصحابه بالأذى والتنكيل، ومَع ذلك فقد صبَرَ الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومعهُ أصحابه على مرارة العدوان وضيق مساحة الدعوة، فكانوا ينشرون الدين سرّاً بين الناس، وما عندهُم من هدفٍ دنيويٍّ يرجونه إلاّ أن يرضى الله عنهم وينتشر دينهُ العدل القويم في أرجاء الأرض.

ومَع نهاية الدعوة السريّة بدأ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بإعلان الدعوة إلى الله جهراً في مكّة امّ القُرى، فكانّ أهل مكّة من قُريش وغيرهم من أشدّهم عداوةً للدعوة وأكثرهم وقوفاً في وجهها، وقد آذوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشدَّ الأذى، واستمرّت فترة الدعوة في مكّةَ المكرّمة مدّةَ 13 سنة، منها 3 سنوات في الدعوة السريّة و10 سنوات في الدعوة الجهريّة، حتّى أذِنَ الله لنبيّه في الهجرة من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة حيث كانت أولى دعائم الدولة الإسلاميّة ومهد الخلافة ودار الهجرة والسنّة، وقد أذِنَ الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالجهاد في سبيله لصدِّ الأعداء عن طريق الدين وأهله، حيث كانت أولى هذهِ الغزوات التاريخيّة هي غزوة بدر الكُبرى، وفي هذا الموضوع بإذن الله سنتحدّث عن غزوةٍ أخرى غزاها النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم وهيَ غزوة تبوك، فما هيَ غزوة تبوك ومتى وقعت.