من خلال هذا المقال من موسوعة نوضح لك متى نزلت سورة الفتح حيث تندرج ضمن السور المدنية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها 29 آية، وهي السورة الثامنة والأربعين في المصحف الشريف حيث نزلت قبل سورة الحجرات، أما عن السورة التي سبقتها فهي سورة محمد، وهي في الجزء السادس والعشرين.
وسورة الحجرات هي من السور المدنية ويبلغ عدد آياتها 18 آية كما أنها تندرج ضمن السور المثاني، بينما سورة محمد فإنها تُعرف بسورة القتال حيث ورد فيها القتال ضد الكفار، وتندرج ضمن السور المدنية.
متى نزلت سورة الفتح
- كان وقت نزول سورة الفتح بعد انتهاء صلح الحديبية وعودة الرسول صلى الله عليه وسلم منه، وقد نزلت حيث كان في طريقه بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- كان عام نزول السورة في السنة السادسة من الهجرة النبوية، ويُقال أنها نزلت في وادي كراع الغميم الذي يقع بين مكة والمدينة المنورة.
- قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عنها أن السورة أحب إليه من الدنيا وما فيها، فعن المعتمر بن سليمان قال :”سمعت أبي يحدث عن قتادة =، عن أنس قال : لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة – أنزل الله عز وجل : (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها كلها ”
سبب نزول سورة الفتح
- كان نزول سورة الفتح عند حدوث صلح الحديبية، وقد نزلت الآية الأولى من السورة (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) في طريق عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزو الحديبية، وذلك وفقًا لما ذكره كل من المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم.
- كما نزلت الآية الأولى على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن منع الكفار المسلمين من أداء شعائرهم الدينية في مكة المكرمة فشعروا بالحزن، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا).
- وقد نزلت الآية الأولى والثانية من سورة الفتح (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2))، بعد أن أساء اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وعندما تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للإساءة أخبر الكفار بأنه لا يعرف ما يُفعل به فرد عليهم الكفار مستهزئين بأنهم لا يتبعون من لا يعرف ما يُفعل به.
- بعد نزول الآية الأولى والثانية من سورة الفتح هنأ الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بما أعطاه الله له من مغفرة وهداية للصراط المستقيم.
- وقد سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا أنعم الله عليهم فكان الرد نزول الآية الخامسة من سورة الفتح (لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّـهِ فَوْزًا عَظِيمًا).
- يعود السبب وراء نزول الآية الرابعة والعشرون من سورة الفتح بعد أن تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته للهجوم من من 80 رجل من كفار مكة في جبل التنعيم، ولكن النبي انتصر عليهم واستحياهم بعد أن أسرهم فنزلت الآية (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا).
مقاصد سورة الفتح
- كانت سورة الفتح بشرى للرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح والمغفرة، وبشرى للمؤمنين بدخول جنات النعيم.
- التذكرة بأن الله أنعم على المؤمنين بإنزال السكنية في قلوبهم
- تذكرة المنافقين بعقابهم في الآخرة بدخول النار والعذاب فيها.
- ذكر بيعة الرضوان التي ناصر المؤمنين فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.
سبب تسمية سورة الفتح
فسر العلماء سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم لأنها بشرى للرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح، كما أن لفظ الفتح ورد في الآية الأولى من السورة (إنا فتحنا لك فتحا مبينا).
وفي ختام هذا المقال نكون قد أوضحنا لك متى نزلت سورة الفتح ، إلى جانب سبب نزول سورة الفتح وتحديدًا سبب نزول الآية الأولى والثانية والخامسة والرابعة والعشرين، فضلاً عن مقاصد السورة وسبب تسميتها بهذا الاسم.