عزيزة علي

عمان- نظم منتدى الرواد الكبار أول من أمس ندوة بعنوان “شاعرية الكاميرا”، وهي أول نشاط ثقافي للمنتدى شارك فيها كل من د. يوسف أبو أصبع، د. راشد عيسى، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وبحضور جمهور من المهتمين بالشأن الثقافي ورواد المنتدى.
أشارت مديرة المنتدى هيفاء البشير إلى أن هذا هو النشاط الأول في موسم البرنامج الثقافي لمنتدى الرواد الكبار، نستضيف فيه د. يوسف أبو أصبع استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، د. راشد عيسى في لقاء نحلق معا في عالم الجمال من خلال مشاهدة العديد من الصور، التي رصدتها عدسة الكاميرا عند د. أبو أصبع لتكشف لنا عن فنان مبدع، كما يقدم لنا الشاعر والناقد راشد عيسى قراءة حول هذه الصور المدهشة.
قدم د. رشيد عيسى بطاقة تعريف الدكتور أبو اصبع قائلا: هو طبيب مشهور وقامة علمية عالية في مجال تخصصه، عاشق للحرية والجمال والطفولة، هادئ مثل بحيرة تخجل ان يرى الناس اسماكها، وكالمطر الناعم يعطي ولا يفكر ان يأخذ ولا ينتظر ردا لجميل صنعه ولا يتوقع من احد شكرا.
ورأى عيسى أن أبو اصبع صاحب موهبة في التصوير الفوتوغرافي، فهو يجعل آلة التصوير تتحدث بشكل رسمي باسم الجمال، كما انه يحمل بين اضلاعه كاميرا اخرى خفية سرية تزود الكاميرا الخارجية بالأفكار والتوجيهات الروحانية الشفافة ومن هنا تأتي براعته وتصويره.
وأضاف عيسى أن ابو اصبع لا يصور الوردة تصويرا خارجيا، إنما يصور نواياها الحسنة، كما انه لا يصور ألوان الزهرة، إنما يصور دلالات الألوان ويخرجها باتجاه الفكرة الجديدة والمعنى المراوغ والتشخيص الذكي، مشيرا الى أن كل صورة يلتقطها تكشف لنا ما وراء الصورة من أسرار جميلة بعيدة لا يعرفها إلا أصحاب البصيرة والرؤية، فيجعل للصورة مغزى ومعنى جديدا.
وقال عيسى أن أبو اصبع صاحب رؤيا عميقة في تحولات الضوء وتشكيلات النور ومزايا الظل، فتصبح الكاميرا بين يديه شاعرة وفنانة وعازفة موسيقي فيجعلنا نسمع الموسيقا، ونرى الألوان، ونشم المعنى في صورة، فهو يدرك كما يدرك الفنانون العظماء أن العبرة ليست في النقل الحرف لما هو كائن وإنما في اعادة انتاج الكائن في شخصية فنية جديدة تحقق الادهاش والجمال، وهذا امر ينطبق على جميع الآداب والفنون.
ورأى عيسى انه يوجد عند أبو اصبع صورة قيمة وطنية وتاريخية وتراثية تجسد أجمل معاني الانتماء لجماليات المكان، فهو حين يلتقط صورا نادرة لأنواع من الازهار التي تنبت في الأردن، فإنما يكسب التصوير مشاركة فاعلة في محبة الوطن، ويمنح النباتات والمكان هوية تاريخية لا تمحي، مثلا زهرة السوسنة التي تأخذ في صورة ودلالات متنوعة، فمرة تحسبها راقصة بالية، وتحسبها منقار صقر، وتظنها صبية باكية، وتحسبها طفلا في حضن امه.
وخلص عيسى الى أن ابو صبع يتناول في تصويره زوايا لا تخطر على بال الزهرة نفسها، فكل صورة يلتقطها قصيدة او قصة قصيرة، كما يحول الصورة الى نص مفتوح على التأويل والتوقع، ويلمس المتأمل للصور ان المصور مشغول بتصوير اعماق الزهرة من الداخل، كأنه يصور الاجنة في بطون الازهار تماما مثل عنايته الطبية بالأطفال الاجنة وحديثي الولادة.
من جانبه شكر د. يوسف ابو اصبع منتدى الرواد على هذه الامسية كما شكر المحاضر على كلماته وكذلك الحضور، ثم قام من خلال (الداتا شو)، بعرض مجموعة من الصورة التي تم التقاطها على مدار “40” عاما كما قال، من ضمنها اول صورة التقطها كانت لوالده في مدينة سلمه بفلسطين المحتلة، في العام 1956، اول معرض صور اقامه كان للأزهار البرية في الاردن.
وقال أبو اصبع انه التقط مجموعة من الصور من فلسطين والأردن، ثم قام بعرض مجموعة من صور للأزهار مختلفة والتي يتميز بها الاردن مثل زهرة “السوسنة السوداء”، تلك الزهرة التي تشتهر بها الاردن.
ويذكر أن الدكتور يوسف أبو اصبع استشاري طب الاطفال-وحديثي الولادة والخداج، بدا في نشر اعماله الفتوغرافية في العام 2004، وأقام العديد من المعارض الاول شخصي بعنوان “الوجه الاخر”، ومعرض الاطباء الفنانين، معرض فتوغرافي مشترك في جاليري الاورفلي، معرض منفرد “ازهار من الأردن”، ومعرض “زهور من بلادي”، وشارك في معرض الازهار والحدائق، وشارك في مهرجان المصورين العربي في اوروبيا هامبورج المانيان ومعرض “انت في عيوني”.