مدير الرعاية المركزة بـ”سانفورد”: ريمديسيفير أفضل علاج لفيروس كورونا

مدير الرعاية المركزة بـ"سانفورد": ريمديسيفير أفضل علاج لفيروس كورونا

د.مازن خيرالله

حوار – أمنية قلاوون:

قال الدكتور مازن خير الله، استشاري الأمراض المعدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة، المدير الطبي لخدمات العناية المركزة في مركز “سانفورد” الطبي بأمريكا، إن هناك أدوية لعلاج فيروس كورونا أظهرت نتائج مقبولة مبدئيًا، إلا أنه حتى الآن أكثر الأدوية فاعلية هو ريمديسيفير، وتمت تجربة الدواء خارج التجارب السريرية على المرضى.

وأضاف خيرالله في حواره لـ”المقال”، أن اللقاح عمومًا مازال بحاجة إلى دراسات لإثبات سلامته وفعاليته، وإمكانية إعطاء مناعة للأشخاص على فترة طويلة، ثم تأتي مرحلة الموافقة عليه من FDA، وإلى نص الحوار:

-هناك ولايات ظلت متراجعة في اتخاذ الإجراءات، حتى أن بعض الولايات الأمريكية، لم تتخذ جميع الإجراءات إلا بنهاية شهر مارس، وبداية شهر إبريل.

أما العامل الثاني هو تأخر كبير في الفحوصات، على سبيل المثال في شيكاغو ينتظر المريض من 4 إلى 5 أيام حتى تظهر نتيجة التحليل، وهذه الفترة كفيلة بإرباك المنظومة العلاجية، خلال تلك الفترة يستهلك الطبيب أجهزة وقائية أكثر، ولا يعرف المريض حجم انتشار الفيروس بسبب المخالطة وانتقال العدوى للآخرين.

**ما السبب وراء ارتفاع أعداد الوفيات في أمريكا؟

-وصلت نسبة الوفيات في أمريكا إلى 5.7% وهذا الرقم قابل للزيادة بسبب خطورة الفيروس، وهذه النسبة تعادل 3,269 حالة وفاة لكل مليون شخص، هناك 3 أسباب لارتفاع نسب الوفيات في أمريكا والدول الأخرى:

أولًا: بسبب عملية الانتقاء للمرضى نظرًا لانخفاض أعداد اختبارات “PCR”، وبالتالي ينتقل المريض إلى الرعاية المركزة في حالة حرجة.

ثانيًا: زيادة أعداد كبار السن المصابين بأمراض مزمنة ويعيشون في دور الرعاية، ما يجعلهم أكثر عُرضة للاختلاط.

ثالثًا:حالات الوفاة بين الشباب قليلة نسبيًا، لكنها بسبب الأمراض المزمنة مثل السرطان أو تناول أدوية كثيرة تؤدي إلى نقص المناعة.

-الفريق الطبي في مركز سانفورد أجرى خطة اعتمادًا على المخطط الوبائي الذي أظهر الوباء مسطحًا، ما يعني أن أن عدد الحالات قليلة نسبيًا، ما أعطانا المزيد من الوقت للتخطيط، فقمنا على مستوى المؤسسة بزيادة القدرة الاستيعابية للحالات شديدة الخطورة، وقُسمت إلى 4 مراحل، ومُيزت بالألوان، وهم: أخضر وأصفر وبرتقالي وأحمر، نحن الآن في الأصفر، لذا قمنا بزيادة القدرة الاستيعابية، ومضاعفة عدد الأسرة وعدد الغرف وعدد الأجهزة.

-أثرت بعض الوسائط التي تبث أخبار غير علمية، على زيادة مقاومة الأشخاص لإجراءات الوقاية، وبالتالي التعرض للإصابة، والتي من بينها الاعتقادات الخاطئة مثل تناول السوائل بكثرة والاعتماد على مثل هذه الإجراءات، أثر على زيادة أعداد المصابين، وشكل ضغطًا على النظام الصحي.

-من المبكر القول بأن هناك دولة قادرة على احتواء الوباء، بسبب ديناميكية الرقم حيث لا يوجد عدد نهائي حتى الآن، وهناك حالات كثيرة في الرعاية المركزة، إلا أن كوريا الجنوبية تعاملت بشكل جيد، وذلك بمراجعة الأرقام التي وصلت إلى 10.765 آلاف إصابة، والوفيات 247 شخص، وأظهر المخطط الوبائي لكوريا الجنوبية، الوصول إلى الذروة ثم انخفاض حالات الوفيات، وحاليًا الحالات قليلة جدًا، ويرجع ذلك إلى:

(1) شملت الفحوصات قطاع كبير وواسع.

(2) اتخذت كوريا الجنوبية الإجراءات الوقائية مبكرًا.

(3) الوعي الاجتماعي كان جيدًا.

وحتى الآن النمسا كانت من أفضل الدول الأوروبية، حيث أظهر المخطط الوبائي حالة الانحسار للإصابات بالفيروس، أما ألمانيا بذلت جهد في الفحوصات.

-بالنسبة للفحوصات فهي لم تساهم بشكل كبير، لأنه يجب اعتمادها، أما بالنسبة لأجهزة التنفس الصناعي، فإن العديد من شركات السيارات استعانت بالمادة العلمية لصناعة الأجهزة، إلا أنها كانت لصالح ولاية نيويورك في مقابل بعض الولايات الأخرى، والتي من بينهم داكوتا الجنوبية، التي مازالت تعاني من عجز شديد في أجهزة التنفس الصناعي.

-يواجه أعضاء الفريق الطبي بمختلف مستشفيات العالم، ضغوط مستمرة لم تشهدها من قبل، حيث كان الوضع قبل كورونا أن أطباء الرعاية المركزة يعملون أسبوعين فقط في الشهر، لكن مع كورونا أصبحنا نعمل طوال الوقت، أما النقطة الثانية نحن نشعر بالعجز عند وفاة أحد المصابين بكوفيد 19، فهدفنا هو منع الإصابة، لذا نتعامل مع حالات الوفاة وكأنها درس مستفاد حتى نَحول في المرات المقبلة بين الوفاة والمريض.

-كشفت دراسة إيطالية عن عدد الإصابات في أعضاء الفريق الطبي والتي بلغت 10% من نسبة المصابين بكورونا، وتتوقع الدراسة إلى أن نسبة الإصابة ستصل إلى 30%، هذه الإصابات في أغلب البلدان حدثت بسبب عدم توفير أجهزة وقائية بشكل كافٍ، يجب توفير الكمامة N95 ذات الكفاءة العالية، أو جهاز الرأس وفاعليته أعلى من 99.9%.

-ربما يكون التوقيت غير مناسب في الوقت الحالي، لأن هذا وقت تضافر الجهود، ورغم هذا يجب مراجعة الإجراءات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية، لأن دورها الأساسي هو حماية سكان الكرة الأرضية من احتمالات تفشي الأوبئة، منذ بداية ظهور الحالة صفر، وكيف تم إخبار المنظمة، وكيف تعاملت معها، والتدابير الوقائية التي اتُخذت في ذلك الوقت لمنع تفشي الوباء.

**هل من الطبيعي اكتفاء منظمة الصحة العالمية بالأرقام المُعلنة؟.. وما الخطوة التي كان يجب أن تفعلها منذ البداية؟

-يجب أن يكون لمنظمة الصحة العالمية في مثل هذه الكوارث دورين أساسين، هما: التأكد من حقيقة الأرقام المُعلنة، وهنا يأتي دور الحكومات في التعاون مع المنظمة، أما الدور الثاني، وهو اكتشاف الحالات سريعًا في الدول المختلفة، ربما هذا أيضًا له اعتبارات لوجيستية تتوقف على إمكانيات كل دولة، إلا أن المنظمة بإمكانها تأمين الدول الفقيرة في التحاليل ثم بعد ذلك يكون لها دور في تأمين اللقاح.

-هناك أدوية أظهرت نتائج مقبولة مبدئيًا من خلال دراسات صغيرة أو نتائج أولية، إلا أنه حتى الآن من أكثر الأدوية فاعلية ريمديسيفير، وتمت تجربة الدواء خارج التجارب السريرية على المرضى، وأثبت تحسنًا لدى الحالات الشديدة وصل إلى 68%، وكانت نسبة الوفيات 18% على التنفس الصناعي بالمقارنة بنسبة 50 % من الوفيات، هذا بالإضافة إلى دراسة موسعة من جامعة شيكاغو أثبتت تحسن مرضى كوفيد 19 بدرجة شديدة بعد إعطاء ريمديسيفير.

أما المرشح الثاني هو دواء الهيدروكسي كلوروكين، رغم نتائجه المتضاربة، إلا أنه حقق نتائج إيجابية.

-يوجد لقاح قيد التجربة يعتمد على مضادات للفيروس، خاصة بالنتوءات الشوكية، وهذا اللقاح مصنع من جامعة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهناك لقاحات أخرى مبنية على أساس الحمض النووي للفيروس التاجي، لكن اللقاح عمومًا مازال بحاجة إلى دراسات لإثبات سلامته وفعاليته، وإمكانية إعطاء مناعة للأشخاص على فترة طويلة، ثم تأتي مرحلة الموافقة عليه من FDA، ثم تصنعيه على مستويات أكبر حتى يغطي 60% من الأشخاص على مستوى العالم، ما يتطلب وقت من 12 إلى 18 شهرًا، وبالتالي لا أتصور وجود لقاح قبل منتصف 2021.

-من المبكر معرفة إذا كان فيروس كورونا سيصبح موسمي، لمعرفة مدى تأثير المضادات على الجهاز المناعي وإذا كان الفيروس غير شكله في المستقبل، لكن كل الفيروسات المكونة من الحمض النووي الريبوزي RNA قادرة على تغيير شكلها، وبالتالي هذا التخوف في محله، لكننا نحتاج إلى دراسات معمقة.

**متى ينتهي فيروس كورونا برأيك؟

-غير مثبت حتى الآن أن الفيروس ينتهي بحلول فصل الصيف، ما يعني أنه قد ينتهي باتباع مناعة القطيع أولًا ثم وجود اللقاح، وذلك لأن الفيروس يمر بالعديد من التغيرات، هذه التغيرات قد تظهر مستضدات جديدة “الهيكل الداخلي له الذي يحفز الجهاز المناعي لمحاربته”، إذا تغير مستضد الفيروس يصبح وباء ثاني، يهاجم الأجسام المضادة التي كونها الجهاز المناعي.

وبالتالي من المحتمل أن نرى موجات من فيروس كورونا، تصيب أشخاص مختلفين، وهذا يعرف بموجة ثانية للفيروس نفسه.

-كشف الوباء عن ضعف القدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية في جميع بلدان العالم، ما أدى إلى وجود 10 أضعاف الحالات العادية، على سبيل المثال في شيكاغو تتوفر 15 سرير داخل القسم الواحد، إلا أن عدد المرضى كان 18، وبشكل عام تواجه ولاية شيكاغو عمومًا عجز في أجهزة التنفس الصناعي، لكن هناك دروس مستفادة للأنظمة الصحية للتعامل فيما بعد مع الكوارث الصحية، وهي:

(1) الوضع بكورونا يعتبر أسوأ من الحروب العالمية، لذا يجب تخصيص ميزانية أكبر للمستشفيات، وألا تترك المؤسسات الطبية لمواجهة الأوبئة بمعزل عن الحكومات، زيادة موازنة الصحة في جميع الدول، وإعداد خطط استراتيجية لاحتواء مثل هذه الكوارث سواء كانت أمراض مُعدية أو طبيعية.

(2) الشفافية مع منظمة الصحة العالمية، لاتخاذ الإجراءات المبكرة وتخفيف الحالات واحتواء الفيروس.

(3) من الضروري أن يكون للحكومات قنوات للتعامل مع الأشخاص وبث نصائح صحية للناس، ما يؤثر على زيادة الوعي الصحي والمجتمعي بالإجراءات، لأن مايحدث في بعض البلدان كان مقاومة للإجراءات الوقائية، والتقليل من أهميتها مثل التجمعات والأعراس التي أقيمت في بعض بلدان العالم.

-فائدة الإجراءات الحالية من حظر تجوال وإغلاق جوي، هو عدم الضغط على الأجهزة الصحية لوقت كبير، وهو ما يُعرف بإبطاء تفشي الوباء، وهذه الإجراءات بها خطورة على المجتمع والأفراد الذي يعيشون بقوت يومهم، لكنها عبارة عن عملية موازنة، بالنظر إلى التأثير الاقتصادي والقدرة الاستيعابية للجهاز الصحي للمرضى، وعدد الحالات في المجتمع، وفي حال توافر العوامل الآتية يمكن أن تقوم بالدول بتخفيف الإجراءات:

1-انخفاض كبير في عدد الحالات.

2-استمرارية انخفاض الحالات على فترة محددة، على سبيل المثال تم تحديدها في أمريكا على 14 يوم.

3-توفير فحص فيروس كورونا بصورة موسعة لعلاج المصابين مبكرًا.

4-وجود استراتيجية لحماية الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة مثل كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.

Source: elconsolto.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *