نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين غربيين قولهم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر مواصلة التصعيد والاتجاه لقصف كييف، وإن رد حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تهديدات بوتين سيكون فورا، فيما يتوقع انطلاق الجولة الثانية من المحادثات بين موسكو وكييف الخميس، وسط تواصل فرض العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وأضاف المسؤولون أن دعم أوكرانيا بطائرات مقاتلة قيد الدراسة وأن هناك خلافا داخل الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن بسبب المخاوف من المدى الذي قد يصل إليه الدعم العسكري.
وقالت الصحيفة إن بوتين سيحاول قطع خط الإمداد العسكري لأوكرانيا عبر عزل غرب البلاد، وإن تهديده بالتأهب النووي لم يترجَم فعليا وإن الغرب مستعد للرد فورا، وسيكون الرد بوضع قوة الردع النووي لدول الناتو في حالة تأهب.
كما نقلت الصحيفة عن المصدرين قولهما إن العقوبات على روسيا ستشدد حتى انهيار البنوك الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الناتو قوله إن بوتين اختار التصعيد وإن خيار مواجهته يعني الدخول في حرب عالمية ثالثة.
شروط روسية
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مسألة السيادة على شبه جزيرة القرم ليست موضوعا للنقاش كونها جزءا من روسيا.
وحدد لافروف الشروط الروسية للتسوية بالاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك من حدودهما الإدارية وتحديد مستقبل الحدود مع أوكرانيا وفق محددات يجب التوافق عليها بحيث لا تسمح بوجود أي أسلحة تهدد أمن روسيا.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى أوكرانيا الإمكانيات والتكنولوجيا لتصنيع سلاح نووي، وقال -في حديث خاص للجزيرة- إن لدى القوات الروسية مهمة واضحة في أوكرانيا وهي نزع سلاحها وعدم نشر أو تصنيع أي أسلحة تهدد أمن روسيا، حسب قوله.
وردا على سؤال للجزيرة عن خطر وقوع حرب عالمية ثالثة، قال لافروف إن قادة الدول الخمس دائمة العضوية وقّعوا على إعلان بأنه يجب ألا تشتعل الحرب العالمية لأنها ستكون نووية ولا منتصر فيها.
وأشار لافروف إلى أن الرئيس بايدن هو من قال إن العقوبات ضد روسيا كانت البديل الوحيد للحرب العالمية الثالثة.
قرار أممي
وفي الأثناء اعتمدت الدورة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يستنكر الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويطالب القرار روسيا بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا، معتبرا ما وصفه بالعدوان الروسي بأنه مخالف للقانون الدولي.
كما يطالب القرار روسيا بسحب جميع قواتها بشكل فوري وكامل وغير مشروط من الأراضي الأوكرانية، وبإلغاء قرارها بشأن منطقتي دونيتسك ولوغانسك فورا.
كما يدعو القرار -الذي جاء بموافقة 141 دولة ورفض 5 دول وامتناع 35- إلى توفير عبور آمن خارج أوكرانيا وتيسير وصول المساعدة الإنسانية.
مفاوضات
وأعلنت موسكو اليوم أن الجولة الثانية من المفاوضات مع كييف ستنطلق على الحدود البيلاروسية البولندية غدا الخميس، حيث أعلنت وكالة الأنباء البيلاروسية أن الوفد الروسي توجه إلى مكان عقد المفاوضات.
من جهتها قالت إنترفاكس إن الجولة الثانية من التفاوض بين روسيا وأوكرانيا ستعقد في بريست على الحدود البيلاروسية البولندية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تأكيده الأنباء عن الجولة الثانية، وذلك خلال حديثه على قناة أوكرانيا 24 التلفزيونية.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أن التحضيرات لا تزال جارية لعقد الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في تسجيل مصور اليوم الأربعاء إن روسيا “تهدف إلى محو أوكرانيا وتاريخها وشعبها”.
وأضاف زيلينسكي أن رد الغرب على روسيا ليس كافيا، ودعا إلى مزيد من الدعم الدولي، بما في ذلك دعم مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا في وقت لا تزال فيه الأنباء متضاربة بشأن حدوث اللقاء من عدمه، ففي حين أكد الكرملين جاهزية الوفد الروسي وأنه سينتظر نظيره الأوكراني في المكان المحدد، أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية أن فريق المفاوضات لا يزال في انتظار حسم القرار بشأن موعد استكمال المحادثات مع موسكو في ظل مطالبة كييف بأجندة واضحة للقاء.
وكشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي (الناتو) فرض منطقة حظر طيران ولا تزال تنتظر الرد.
وقال كوليبا، في تصريحات صحفية، إن موعد إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا لم يحدد بعد.
وأضاف أن كييف مستعدة للتفاوض لكنها ليست مستعدة لقبول الإملاءات الروسية، معتبرا أن مطالب موسكو لم تتغير عما أعلنه بوتين قبل بداية الحرب من أن بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي (الناتو) فرض منطقة حظر طيران ولا تزال تنتظر الرد.
وبشأن أي دور محتمل لبيلاروسيا في الحرب، حذر كوليبا أن مينسك ستواجه العقوبات ذاتها التي واجهتها روسيا إذا دخلت قواتها أوكرانيا.
جرائم حرب
وتعليقا على التطورات في أوكرانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء إنه يعتقد أن أعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك تعدّ بالفعل جرائم حرب.
ودعا جونسون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا و”المطالبة” بانسحاب خلال تصويت في الجمعية العامة مرتقب اليوم الأربعاء.
وقالت الحكومة الكندية إنها قررت إحالة الوضع في أوكرانيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية من جانب القوات الروسية.
تصعيد أميركي
وفي ظل تصعيد الغرب ضد روسيا التي تواصل حربها في أوكرانيا لليوم السابع، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة “منفتحة للغاية” على فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي، وأضافت أن بلادها تبحث في التأثيرات المحتملة لذلك على الأسواق العالمية وأسعار الطاقة في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال في خطابه عن “حالة الاتحاد” أمام الكونغرس إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أطلق العنف والفوضى بشنّه حربا على أوكرانيا، وسيدفع ثمنا باهظا ومستمرا على المدى البعيد، حسب تعبيره.
ورأى بايدن أن بوتين أخطأ التقدير عندما ظن أن الغرب وحلف شمال الأطلسي لن يردّا على ذلك.
وشدد الرئيس الأميركي على أن قوات بلاده لن تدخل في معارك مع القوات الروسية في أوكرانيا، وأوضح أن القوات الأميركية في أوروبا ستدافع فقط عن أعضاء الناتو، وأن مهمتها هي الحيلولة دون تقدم القوات الروسية في غرب القارة الأوروبية إذا ما قرر الرئيس الروسي ذلك.
ضغوط غربية متنوعة
ودخل قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وسائل الإعلام الروسية حيز التنفيذ، ويشمل القرار وكالة سبوتنيك وقناة روسيا اليوم التابعتين للحكومة.
من جهة ثانية، أعلنت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن العقوبات المتعلقة باستبعاد 7 مؤسسات مالية روسية من نظام سويفت دخلت حيز التنفيذ.
وقالت المفوضية الأوروبية إن فصل البنوك الروسية الرئيسة عن سويفت رسالة واضحة من الاتحاد الأوروبي لبوتين والكرملين.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد فرض عقوبات على بيلاروسيا لدورها في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وطالت العقوبات 22 من كبار الضباط البيلاروسيين.
وقال المسؤول الأوروبي إن العقوبات تشمل أيضا حظر تصدير أي بضائع من بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المسؤول أن العقوبات الأوروبية ستستهدف أيضا قطاع الغاز والبنك المركزي في مينسك وحجب البنوك البيلاروسية من نظام سويفت الدولي.
وضمن توالي فرض العقوبات الغربية، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس حظر بريطانيا السفن الروسية من دخول موانئ المملكة المتحدة.
وفي تغريدة على تويتر، قالت تروس إن لندن ستفرض مزيدا من العقوبات على البنوك الروسية لعزلها أكثر عن النظام المالي البريطاني.
وعلقت مجموعة “بوينغ” الأميركية العملاقة في مجال صناعة الطائرات الخدمات اللوجستية التي تقدمها لشركات الطيران الروسية.
وقد أغلق أكثر من 36 بلدا في العالم مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية، وهو قرار يهدف إلى زيادة عزلة روسيا ويمثّل ضغطا إضافيا على اقتصادها.
كما علقت شركة “آبل” بيع منتجاتها في روسيا، وقالت الشركة الأميركية إنها أوقفت منذ الأسبوع الماضي تصدير منتجاتها إلى مندوبيها داخل روسيا.
وفي سياق متصل، انضمت شركة تويتر إلى فيسبوك وغوغل ويوتيوب وتيك توك في قرارها حظر الوصول إلى وسيلتي الإعلام الروسيتين التابعتين للدولة “آر تي” (ART) و”سبوتنيك” في الاتحاد الأوروبي.
كذلك أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” خفض ترتيب المحتوى الخاص بوسائل الإعلام الحكومية الروسية على صفحات فيسبوك وحسابات إنستغرام على مستوى العالم.
من جهة أخرى، يصوّت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) اليوم الأربعاء على مشروع قرار خاص بالعمليات العسكرية الروسية الدائرة حاليا في أوكرانيا.
كما أقرّ البرلمان الأوروبي مشروع قرار يطالب بتوسيع دائرة العقوبات على روسيا، وذلك لإضعاف اقتصادها و”الحد من تهديدها للسلم” في المستقبل.