1. الاهتمام بهويتها الذاتيه أو بتعريفها بين الأمم.
2. توطين المعرفة وإنتاجها لا الاكتفاء باستيرادها واستهلاكها.
3. العمران في كل مجالات الحياة (مباني ونظم تسيير).
4. القدرة الدفاعية للأمة على حماية إنجازاتها واستمرار النهضة.
وكلما استوفيت الشروط كلما كان طريق النهضة أمتن واقوى. أما عن مساري الاحتشاد والتراكم فيمكن التمييز بينهما كالتالي:
مسار التراكم:
يتسم المسار التراكمي بأنه يتم عبر مدى زمني طويل، فالزمن المتوقع لإحداث التحولات غير محدد ولو بشكل تقديري، كما أن أداة الفعل الرئيسة التي ستحدث التحول غير محددة، وهو يتم عبر مشاركات قوى متعددة كل في مجاله، وعبر مبادرات متنوعة تصب كلها في إحداث تغيير في الأفكار السائدة في المجتمع وطبيعة المشاريع القائمة فيه. أي يمكن القول بأن السمة الأساسية له هي جزئية الفعل، إذ لا ينبع من تخطيط مركزي، وإن كان بعض الفاعلين يمتلكون تصوراً شاملاً لكيفية حدوث النهضة. والتاريخ الأوروبي شاهد على هذا المسار والتحولات التدريجية فيه التي استغرقت قروناً.
مسار الاحتشاد:
هو مسار تحشد فيه الدولة كل مواردها لتنطلق في اتجاه النهضة، ومن سماتها أن لها شريحة بدء محددة كأن يكون حزباً سياسياً مُمَكَّناً يسعى لدفع الدولة إلى تبني مشروعاً للنهضة، أو حزباً غير مُمَكَّن يقرر الوصول إلى السلطة لتنفيذ برنامجه، مثلما فعل ماوتسي تونج في الصين. وبذلك يكون التحرك نحو امتلاك أداة التغيير (الدولة) محدداً بمدى زمني تقديري، ومسار تحويل هذا التمكين إلى إنجاز جذري محدد بمدى زمني تقديري، ويتميز هذا المسار بأن الوقت الذي ينجز فيه المشروع مختصر جداً قياساً بمسار التراكم، ويمكن التمثيل له أيضاً في احتشاد المشروع الإسلامي في الأربعين سنة الأولى من عمر المجتمع الإسلامي، قل نفس الشيء على ماليزيا والهند وإيران وغيرها من الدول اليوم. ومسار الاحتشاد تم التنظير له بشكل جيد مقارنة بمسار التراكم، إذ نجد الكتابات والدراسات الكثيرة حول التجارب الثورية التي أحدثت تغييرات جذرية، لكننا لا نجد الخدمة العلمية لمسار التراكم، وهو المسار الطبيعي في غياب عنصر الاحتشاد.
بل نستطيع أن نقول أن تراكماً إيجابياً في جوانب معينة من مجتمع ما، يجعل المجتمع مرشحاً أكثر للإنخراط في مسار احتشادي، ويجعل الوصول إلى نتائج جيدة أمراً أقرب زمناً… والعكس صحيح، فمسار الاحتشاد بعد أن يقوم بإحداث النقلة يبدأ العمل التراكمي في مسار التراكم.. وهكذا..