مصادر تلوث المياه
١١:٢٨ ، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠
‘);
}
ما هي أبرز مصادر تلوث المياه؟
ما تأثير تلوث المياه على الكائنات الحية؟
يعد تلوث المياه أحد أكبر المشاكل التي تواجهها البشرية، حيث تتطلب هذه المشكلة التقييم المستمر ومراجعة سياسة الموارد المائية على جميع المستويات، إذ قد يتسبب تلوث المياه في موت البشر في أماكن عديدة في العالم، ومن الجدير بالذكر أن تلوث المياه لا يقتصر على إحداث أضرار للبشر فقط، بل يمكن أن يتسبب بأضرار وخيمة لكافة الكائنات الحية التي تستهلك المياه الملوثة، وعادةً ما يكون المصدر الأساسي لتلوث المياه هو بعض الأنشطة البشرية، ويحدث ذلك عن طريق تسرب بعض المواد الملوثة إلى المياه[١]، وفيما يأتي أبرز مصادر تلوث المياه:
‘);
}
المياه العادمة (Domestic sewage)
تعرف المياه العادمة أيضًا باسم مياه الصرف الصحي، حيث تعد المياه العادمة هي المصدر الأساسي لمسببات الأمراض والمواد العضوية المتعفنة، وعادةً ما تنتقل هذه المياه العادمة إلى مختلف المسطحات المائية عبر أنابيب الصرف الصحي القادمة من منازل المدن، كما تعد المواد العضوية المتعفنة الموجودة في المياه العادمة من أكبر تهديدات نوعية المياه وجودتها، حيث تتسبب هذه المواد بخفض مستوى الأكسجين، وبالتالي التأثير على إمكانية عيش الأسماك والكائنات البحرية الأخرى في مثل هذه الظروف.[٢]
يمكن أن تؤثر مياه الصرف الصحي على جودة المياه عن طريق توفير مصدر تغذية كالنترات والفوسفات لنمو الطحالب، مما قد يتسبب إلى نمو كثيف للطحالب، وعند موت هذه الطحالب سيتم استهلاك كميات كبيرة من الأكسجين لتحللها، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى الموت المبكر للجسم المائي، ومن الجدير بالذكر أن عملية معالجة مياه الصرف الصحي، يمكن أن تساهم في تخفيض تلوث هذه المياه إلى أنها لا تقضي عليها تمامًا.[٢]
المخلفات الزراعية (Agricultural waste)
يتم استهلاك ما يقارب 70 % من إجمال استهلاك المياه في الزراعة في جميع أنحاء العالم، كما وتعد المخلفات الزراعية واحدة من أكبر المصادر التي تؤثر في تلوث المياه، حيث تؤثر الأنشطة الزراعية على تلوث المياه عن طريق عمليات التسميد وعمليات تكثيف الزراعة لزيادة الإنتاجية، وذلك عن طريق زيادة تآكل التربة والملوحة ونقل الرواسب إلى المياه، كما يمكن أن تتسبب مبيدات الآفات التي تستخدم في الزراعة بتلويث المياه الجوفية والسطحية.[٣]
من الجدير بالذكر أن المياه الملوثة يمكن أيضًا أن تتسبب بأضرار وخيمة على صحة الإنسان عند استخدامها في الزراعة، وذلك عن طريق تراكم الملوثات الميكروبيولوجية والكيميائية في المحاصيل والمنتجات، وبالتالي ستؤثر على مستهلكي هذه الأغذية.[٣]
الانسكابات النفطية (Oil spills)
يدخل استخدام المشتقات النفطية في مجموعة مختلفة من التطبيقات اليومية؛ كتدفئة المنازل وإنتاج الكهرباء وتزويد العديد من القطاعات بالطاقة، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يمكن أن يؤدي تسرب المشتقات النفطية إلى المياه إلى إحداث أضرار كبيرة في جودتها ونوعيتها، كما تلحق التسربات بإحداث أضرار بالكائنات البحرية، وبالتالي تجعل المأكولات البحرية سامة وغير آمنة، حيث تحدث الانسكابات النفطية في المياه الأمريكية آلاف المرات كل عام.[٤]
عادةً ما تكون معظم الانسكابات النفطية صغيرة تنتج عن تزويد السفن بالوقود، بينما تعد الانسكابات النفطية الكبيرة خطيرة جدًا على تلوث المياه، وعادةً ما تحدث الانسكابات الكبيرة عند كسر خطوط أنابيب النفط أو غرق سفن ناقلات النفط الكبيرة أو عندما تسوء عمليات الحفر، حيث يمكن أن تؤثر الانسكابات الكبيرة على المياه والنظام البيئي ككل ولعقود طويلة، وعادةً ما تحدث هذه الانسكابات في أماكن الحفر للبحث عن النفط أو عند نقله لاستخدامه.[٤]
المواد المشعة (Radioactive Substances)
المواد المشعة أو ما يعرف باسم التلوث الإشعاعي، وهي مجموعة من النويدات المشعة المنبعثة في البيئة، وتعرف النويدات المشعة بأنها ذرات ذات نواة غير مستقرة تمتلك طاقة زائدة، فعند تحللها تنبعث منها أشعة جاما والتي تكون مضرة في المياه والبيئات المختلفة، وعادةً ما تتسبب هذه المواد في تلوث المياه من خلال؛ تجارب الأسلحة النووية، انهيار الغواصات النووية، إلقاء النفايات النووية في أعماق المحيط، التسريبات من محطات الطاقة النووية ومحطات إعادة المعالجة النووية، بالإضافة إلى بعض الحوادث مثل حادث تشيرنوبيل التي حدثت عام 1986.[٥]
يمكن أن تكون المواد المشعة إما غازية أو سائلة أو صلبة، وقد تستمر في التأثير من بضع ساعات إلى مئات الآلاف من السنين، ومن الجدير بالذكر أن هنالك أكثر من 16 عنصر كيميائي مشع موجود في المحيطات والذي يؤثر على تلوث المياه، ونظرًا لخطورة المواد المشعة ظهرت اتفاقية منع التلوث البحري والمعروفة باسم اتفاقية لندن والتي تنص على منع إلقاء النفايات بما في ذلك النفايات المشعة في البحر، ولقد بدأ تنفيذ هذه الاتفاقية في 30 أغسطس من عام 1975.[٥]
المخلفات الصناعية (Industrial Waste)
هنالك العديد من المصانع التي تقوم بالتخلص من نفاياتها عن طريق إلقائها في المياه، وتشمل هذه النفايات؛ الأوساخ، الحصى، القمامة، المذيبات، الزيوت، الكيماويات، المنظفات، الدهانات، مواد البناء والخرسانة، خردة المعادن، الأعشاب الضارة، والخشب والخردة الخشبية وغيرها، ويمكن أن تكون هذه النفايات إما صلبة أو سائلة أو غازية.[٦]
يتم تصنيف المخلفات الصناعية اعتمادًا على الضرر الناتج عنها، إذ يمكن القول بأن بعض النفايات ضارة في المياه، كالدهانات ومبيدات الآفات، وبعضها الآخر غير ضار، ويمكن أن تكون النفايات الصناعية سامة أو تفاعلية أو قابلة للاشتعال، وبالتالي فإن التخلص من المخلفات الصناعية في المياه سيتسبب في تلويثها وإحداث ضرر على الحياة المائية وعلى صحة الإنسان.[٦]
رواسب الغلاف الجوي (Atmospheric deposition)
وهي عملية نقل الرواسب والغازات من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض عن طريق الأمطار والثلوج، ويعد الترسب الحمضي أهم مصدر لتلوث المياه عن طريق رواسب الغلاف الجوي، حيث يساهم في تأثيرات كبيرة على البحيرات والجداول والغابات، كما يمكن أن تكون هذه الترسيبات معادن نادرة ومركبات عضوية سامة، ومن أبرز الأمثلة على رواسب الغلاف الجوي النيتروجين المفرط والذي يدخل على خليج تشيسابيك الواقع في ولاية ماريلاند، والتي تعد من أوائل المناطق التي تتلقى كميات كبيرة من الترسيب الحمضي والذي يتركز من الكبريتات والنترات، حيث إن ثلث مياه هذه الولاية تعد مياه حمضية.[٧]
تؤثر رواسب الغلاف الجوي على المياه بخفض مستويات الأكسجين، وتكاثر الطحالب، وموت النباتات تحت الماء، وانخفاض أعداد الأسماك والمحار، وتشمل رواسب الغلاف الجوي كلًا من؛ الزرنيخ، الكادميوم، الكروم، النحاس، الزئبق، الموليبدينوم، النيكل، الرصاص، السيلينيوم، الفاناديوم، الزنك.[٧]
التلوث الحراري (Thermal pollution)
تعد الحرارة أحد أهم مصادر تلوث المياه، حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة في تقليل كمية الأكسجين المذاب في المياه، ويمكن أن يكون تلوث المياه عن طريق الحرارة إما طبيعيًا أو ناتج عن أنشطة بشرية، إذ تعد الينابيع الساخنة والبرك الضحلة في الصيف تلوث حراري طبيعي، بينما يشمل التلوث الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية تصريف المياه التي تم استخدامها لتبريد محطات الطاقة أو غيرها من المعدات الصناعية، ومن الجدير بالذكر أن بقاء الأسماك والنباتات البحرية على قيد الحياة يتطلب درجات حرارة ومستويات أكسجين معينة، وبالتالي فإن التلوث الحراري للمياه يحد من تنوع الحياة المائية.[٨]
رواسب التعرية (ٍSedimentation)
تتم عملية نقل الرواسب إلى المياه عن طريق تعرية المعادن والصخور والمواد ذات الأصل العضوي ونقلها بفعل الرياح أو الماء أو الجاذبية إلى المسطحات المائية، كما تساهم بعض الأنشطة البشرية في كمية الرواسب المنقولة إلى المياه، وتشمل هذه الأنشطة الزراعة والتحضر والتعدين، ومن الجدير بالذكر أن تلوث المياه عن طريق رواسب التعرية يكون ذو تأثير محلي أو تأثير عابر للحدود، وفيما يأتي أبرز تأثيرات رواسب التعرية على المياه:[٩]
- اختناق المجتمعات البحرية أو الدفن الكامل.
- انخفاض كمية ضوء الشمس والذي يحد من نمو الطحالب والنباتات.
- تدهور موائل الأسماك وموتها.
- إغلاق مجاري المياه ومصارف مياه الأمطار.
هنالك العديد من المصادر التي تساهم في تلوث المياه ومن أبرز هذه المصادر؛ المياه العادمة، المخلفات الزراعية، الانسكابات النفطية، المواد المشعة، المخلفات الصناعية، رواسب الغلاف الجوي، التلوث الحراري، رواسب التعرية.
أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا عام 2017 بما يتعلق بتنمية المياه العالمية، حيث ذكر أنه يتم إلقاء حوالي 80% من مياه الصرف الصحي في العالم دون معالجة.[١٠]
المراجع[+]
- ↑“Types and Causes of Water Pollution”, madhavuniversity, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“Water pollution”, britannica, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“Water pollution from and to agriculture”, wateractiondecade, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“Oil spills”, noaa, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“Radioactive Substances”, unenvironment, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“INDUSTRIAL WASTE”, safewater, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ^أب“Atmospheric Deposition”, maryland, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑“Water Pollution”, safewater, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑“Sedimentation and Erosion”, unenvironment, Retrieved 2020-11-25. Edited.
- ↑“The United Nations world water development report 2017: wastewater: the untapped resource; facts and figures”, unesco, Retrieved 2020-11-25. Edited.