من عجائب النوم

Share your love

عملية لا إرادية :

والنوم من أهم ما أنعم الله به على الكائن الحي، وهو في الواقع دليل لا يقاربه شك على وجود الله وقدرته. فالنوم عملية تتم دون أن يكون للإنسان دخل بها، ولا سيطرة له عليها، فهو في وقت معين تبدأ قواه في التناقص، وتعتريه حالة من الاستعداد للنوم، ثم لابد بعد ذلك من أن ينام. وأهمية النوم يمكن إدراكها بالتجارب التي أجريت على الحيوان، واتضح منها أن النوم أهم للحياة من الطعام والشراب. وقد قرر بعض العلماء الروس أن التجارب التي أجريت على صغار الكلاب أثبتت انها لم تستطع الحياة لأكثر من خمسة أيام بلا نوم، بينما عاشت مثيلاتها التي تنام عشرين يوماً بلا أكل.

 

ولتأكيد ذلك قام العلماء بإجراء بعض التجارب على الحيوانات.. فعرضت لضوء مستمر، ونهار دائم، فاختلت “توتراتها اليومية” وتأثرت تأثراً بالغاً!.. ورغم أن “الساعة البيولوجية” حاولت التكيف مع هذا الضوء المتصل إلا أن كل الأبحاث الحديثة، أشارت إلى عطب في تنظيم الحرارة، وتأثر الجهاز التناسلي لهذه الحيوانات، كما لوحظ عدم انتظام الدورات التناسلية، وقصرها عند البط الذي عرّض للضياء الصناعي المستمر !.. كما وجد، عند الثدييات عديدات الدورات النزوية أن التعرض الطويل، أو المستمر للضوء ، يغير في الوظيفة المبيضية أو الخصيوية على السواء وصدق الله العظيم إذ قال: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليْلَ وَالنهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص:73).. وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِالليْلِ وَالنهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِن فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم:23).. وقال عز وجل: ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلي يوم القيامة، من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه؟ أفلا تبصرون) [سورة القصص: 72].

 

الغدة الصنوبرية :

تقول الدكتورة نعمت صدقي في كتابها: “معجزة القرآن”: إن النوم يعيد هذه التغييرات الكيميائية إلى ما كانت عليه قبل الحركة، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: “وابتغاؤكم من فضله” أي العمل والتفكير والنشاط والحركة في سبيل ال**ب، بعد النوم بالليل والنهار. فلولا النوم بالليل والنهار ما ابتغى من فضل الله حي من إنسان وحيوان.. إذ في النوم ليلا أو نهارا يسترد الحي ما بذله من قوى وما فقده من بدنه في سبيل العمل والسعي من أجل العيش.. فما النوم إذن إلا تجديد يعيد إلى الجسم نشاطه وقوته، كما يعيد إلى العقل الإنساني صفاءه وقدرته. قال تعالى في سورة الفرقان: “وهو الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورًا”.

 

وحتى تتحقق نعمة النوم للإنسان، شاءت إرادة الله أن يزود جسمه بالغدة الصنوبرية التي تفرز هرمونا يسمى (الملاتونين) يفرز ليلا لمساعدة الإنسان على النوم والسبات الذي يزيل كل ألم بجسده من متاعب ومشاق السعي والكدح بنفس مستريحة وقوة ونشاط متجددين.. كما أن لها دوراً مهماً في عملية الإخصاب وتلعب هذه الغدة دورًا مهما في حياة السكان في بلاد الاسكيمو فهؤلاء الناس يعيشون أكثر من ستة أشهر في الشتاء في ظلام، وستة أشهر في ضوء الشمس في الربيع والصيف.

 

واكتشف العلماء أن الغدة الصنوبرية تفرز خلال شهور الظلام هرمون الملاتونين.. ووظيفته أن يثبط أو يقلل من الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية التي تعمل على تنشيط الخصية لإفراز الهرمون المذكر الذي يساعد على تكوين الحيوانات المنوية.. والإقلال من هذه الهرمونات يمنع الإخصاب طيلة شهور الظلام.. وعندما تنتهي شهور الشتاء المظلمة ويبدأ إشراق الشمس يأمر الضوء الغدة الصنوبرية، بعدم العمل فيقل إفرازها، ومن ثم تنشط الغدة النخامية، وبنشاطها تنشط الخصية.. ما يؤدى إلى كثرة الحيوانات المنوية، وتكون جاهزة للإخصاب أثناء المباشرة الزوجية.

 

وهكذا كانت الغدة الصنوبرية، ذلك الجزء البسيط من جسم الإنسان، إعجازًا إلهيا في خلقها وفى الوظائف التي تؤديها.. فالنوم آية من آيات الله سبحانه، حيث جاء قوله في سورة الروم: “ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون”. والإخصاب آية أخرى من آيات الخالق تتمثل في كل ذرة من ذرات جسدنا البشرى.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!