من كانت تسكن قلبي ستصبح زوجة رفيق دربي..!

أحييكم على كل الجهود المبذولة من طرفكم من خلال هذا المنبر الذي سمح لي أن أبث ما يخنقني ويقض مضجعي، أمر لم أكن أراه إلا في الأفلام، وأنا اليوم بطل له.

Share your love

من كانت تسكن قلبي ستصبح زوجة رفيق دربي..!

أحييكم على كل الجهود المبذولة من طرفكم من خلال هذا المنبر الذي سمح لي أن أبث ما يخنقني ويقض مضجعي، أمر لم أكن أراه إلا في الأفلام، وأنا اليوم بطل له.

أنا رجل في العقد الثالث من عمري، والحمد لله ناجح في حياتي، حيث أنني تمكنت بعد حصولي على الشهادة الجامعية الظفر بوظيفة ارتقيت بها وتبوأت منصبا محترما، كما أنني اعتمرت وشكرت فضل الله عليّ الذي أغدقني بالنعم، إلا أن ما سأرويه لك سيدتي قلب كياني وهزّ وجداني إلى حد بعيد.

كغيري من الشباب، كنت على علاقة بفتاة أحببتها خلال فترة دراستي الجامعية، وقد وعدتها بالزواج، ولأن عمر علاقتنا امتد على امتداد سنوات الدراسة، ولأن قلّة ذات اليد كانت عنوان حياتي آنذاك، لم أتمكن من أن أكون وفيا لفتاة أحلامي التي انصرفت بعد مللها من علاقة حسبتها عابرة، إلا أن الزمان أعادني للوراء وقلب عليّ المواجع حين أخطرني صديقي الحميم بأنه يعتزم أن يرتبط بفتاة يحبها ويثق في أخلاقها، وهو معجب بأهلها وتربيتها، ولأنني مستودع أسراره، ولأنه يعزني، فقد كنت بين أهله لما تقدم لخطبة فتاته وترسيمه علاقته الشرعية معها بالفاتحة، لأجد نفسي في بيت حبي القديم التي اختارها رفيق دربي حتى تكون حليلته.

صدمت ولم أقوَ على البقاء في حفلة كنت أتمناها لنفسي وانسحبت وسط الصخب والفرحة وانزويت بذكرياتي، فلمت نفسي أنني لم أكن رجلا مع فتاة تزفّ اليوم لغيري، وليت غيري كان شخصا لا أعرفه، إنه صديقي الحميم.

لا أخفيك سيدتي، لست أتمنى سوى السعادة لرفيق عمري، كما أنني لا يمكنني في يوم من الأيام أن أكشف سر ما كان بيني وبين من هي اليوم زوجة تحمل لقب عائلة تحملها مسؤولية صونه والحفاظ عليه، لكن ما أمر به من حيرة أقوى وأكبر مما يمكن تصوره، فما هو رأيك؟.
المحطم “ب.رياض” من الشرق.

الرد:
يعيش المرء أحداثا يعدّ المسؤول عنها، تارة يحصد ثمارها كما يجني عواقبها تارة أخرى، ولا يمكن للواحد منا أن يتملص أو يتخلص من بعض الذكريات التي ترمي بظلالها في الحياة، والتي تشدنا أحيانا نحو الجميل منها وتنفرنا من المؤلم والتعيس أيضا.

لست هنا لأحاسبك أخي على ما اقترفته في لحظات طيش في ماضٍ لم يعد حاضرك اليوم، بقدر ما أنا هنا لأحثّك على ضرورة التمسك بالستر وعدم البوح بما كان مع فتاة لم يجعلها الله من نصيبك، وهي اليوم من نصيب رجل آخر هو صديقك الحميم.

عليك أخي أن تحمد الله بأن الأمور لم تجرِ على نحو أنك ضيّعت الفتاة أو تماديت في علاقتك معها إلى الحد الذي يجعلك اليوم تعضّ أصابعك ندما، كما أنّه ولحسن الحظ، فطيبة وحسن أخلاق هذه الفتاة هي من دفعتها لقطع العلاقة التي ربطتكما في الماضي، ولولا رجاحة عقلها، لكان الحب قد أعمى بصيرتها ولكانت اليوم في الهاوية، وتأكد من أنه بعدما مزّقت حبال الوصال بينك وبينها فمن حقها أن تجد لها زوجا صالحا يليق بها ويجعلها أميرة على قلبه.

وحتى تجنب نفسك أوجع مما أنت فيه، عليك أن تبتعد عن الظهور في حياة صديقك بعد الزواج، حتى لا يكون تواجدك إلى جانبه ما يعكر صفو حياة فتاة أصبحت اليوم زوجة مسؤولة عن شرفها وشرف زوجها، كما أنه من الضروري عليك أن تغلق باب الفضول الذي سيجعلك تقتفي أثر حياة صديقك وزوجته فتنشغل بهما عن نفسك والترتيب لحياتك، خاصة وأنك لم تذكر في رسالتك إن كنت متزوجا أو تزمع الزواج.

الراحمون يرحمهم الله، كما أن الستر من صفات الله عزّ وجل، ولتحذر أن يزلّ لسانك وتسترسل في حكايات لن تجني منها سوى الندم والألم، فلوك شرف الناس بالسوء منكر عظيم ومن الغيبة المحرمة.

Source: Ennaharonline.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!