هناك مجموعة من الأعمال هي من هدي النبي في رمضان ، فأصبح لا يفصلنا عن قدوم شهر رمضان المبارك سوى أيام قليلة، ليأتي شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار، الشهر الذي يفتح الله عز وجل فيه أبوابه لجميع خلقه، فيستجيب دعائهم ويقضي حاجاتهم ويغفر لهم ذنوبهم، ويمنع عنهم شرور الشياطين طوال أيام الشهر الكريم، لذلك يحرص كل مسلم على اغتنام هذا الشهر، فيتم الإخلاص في العبادات والإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة، عل الله يتقبلها ويكون صاحبها ممن رحمهم الله وعتق رقابهم من النار، وحتى يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان واستغلاله على النحو الأمثل؛ لن يجد خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في أفعاله خلال الشهر الكريم، تلك الأفعال التي نوضحها من خلال سطور هذا المقال على موسوعة.
من هدي النبي في رمضان
قال الله تعالى في سورة الأحزاب: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير الأعمال، لذلك أمرنا الله عز وجل أن يكون عليه الصلاة والسلام هو قدوتنا في كل شؤون حياتنا، وفي العبادات والطاعات خلال شهر رمضان، وهي كالآتي:
- كان عليه الصلاة والسلام لا يصوم رمضان إلا بعد رؤية حقيقية أو شهادة شاهد مسلم عدل، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: (تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه)، وفي حال وجود غيوم تمنع رؤية الهلال؛ فكان يكمل شهر شعبان 30 يومًا، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين).
-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يتأكد من قدوم رمضان يبشر أصحابه بذلك، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: “كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه يقول: قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم”.
- كان صلى الله عليه وسلم ينوي الصيام ليلًا قبل الفجر، وأمر المسلمين بذلك، ولقد توجب ذلك على كل مسلم في صيام الفريضة.
- حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على السحور وحث أمته عليه وعلى تأخيره، وأن يكون السحور على تمر، فعن أنس بن مالك قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة”، وعن أبي هريرة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم سحور المؤمن التمر”.
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه”، لذلك كان من أحرص الناس على قيام الليل في رمضان، فكان يصلي منه 11 ركعة أو 13 ركعة.
- كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء في رمضان لأن فيه دعوة مستجابة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.
وقت سحور النبي
- كلمة السحور مأخوذة من كلمة السحر، وهي الجزء الأخير من الليل.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر سحوره في رمضان، فكان يتسحر قبل الفجر بوقت قليل.
- وما بين سحور النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه لصلاة الفجر وقتًا قدر بوقت قراءة 50 آية، فعن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- قال: “تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية”.
هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام
- كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب أن يعجل في الإفطار، فكان يفطر بعد أن تغرب الشمس مباشرة وقبل أن يصلي المغرب، فقد وروى البخاري من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر“.
- لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم ويمسك عن أي مفطرات إلا بعد أن يرى الفجر الصادق.
- كان عليه الصلاة والسلام عند الإفطار يقول: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى”.
- كان صلى الله عليه وسلم يدعو للقوم الذين يفطر عندهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة”.
- من الأمور التي كان يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام هو مواصلة الصيام إلى اليوم التالي، ولكنه لم يوجب ذلك على المسلمين، وكان يرى أن الأحب هو عدم فعل ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني “. فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما، ثم يوما، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم . كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا”.
- عند السفر، كان عليه الصلاة والسلام يصوم تارة ويفطر تارة، وتارة يصوم في بداية النهار ثم يفطر، فعن ابن عباس: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ الكَدِيد أفطر، فأفطر الناس”.
- إذا أصبح عليه الصلاة والسلام جنبًا بعد الفجر خلال شهر رمضان؛ كان لا يصوم إلا بعد أن يغتسل، فمن حديث عائشة وأم سلمة قالتا: “إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان، ثم يصوم“.
كان النبي يفطر على
- كان النبي عليه الصلاة والسلام يفطر على رطب، وإذ لم يجد الرطب فكان يفطر على التمر، وإذ لم يجد التمر فكان يحسي حسوات من الماء، فقد وروى أبو داود من حديث أنس بن مالك قال: “كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”.
- ومن حديث سلمان بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإنه طهور”.
حال النبي في رمضان
- عُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل أبناء أمته أخلاقًا، ولقد حث المسلمين على حُسن الخلق، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ”.
- كان عليه الصلاة والسلام يستخدم السواك في تطهير فمه طوال شهر رمضان.
- كان النبي من أجود الناس وأكرمهم طوال أيام شهر رمضان.
- من عادات الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان الجهاد في سبيل الله، ففي تسع سنوات صيام شارك في 6 غزوات كانت جميعها في رمضان، وكان يأمر أصحابه بالإفطار، حتى تكون لديهم القوة على ملاقاة أعدائهم.
- كان عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان حريصًا على الاجتهاد في العبادة، وكان يلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر، فعن عائشة- رضي الله عنها-، قالت: “كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
- رخص عليه الصلاة والسلام الإفطار في رمضان للمريض والمسافر والحامل والنفاس والمرضع.
- زاد النبي من اجتهاده في العبادة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، فكان يعتكف وهو صائمًا، وفي عام وفاته وصل عدد أيام اعتكافه إلى 20 يومًا، فعن عائشة- رضي الله عنها-: “أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله- تعالى-، واعتكف أزواجه من بعده”.
- كان صلى الله عليه وسلم أفضل من يُحسن عشرة أهله في شهر رمضان، وهو ما أمر به المسلمين.
- لأن شهر رمضان هو شهر القرآن؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يجتهد في دراسة القرآن على يد سيدنا جبريل عليه السلام.
- على الرغم من أن النبي قد علم ليلة القدر؛ إلا أنه لم يذكرها، حتى لا يجتهد الناس في العبادة فيها عن غيرها، فدعاهم بتحريها وتر العشر الأواخر من شهر رمضان.
- أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بإخراج صدقات الفطر بعد غروب شمس اليوم الأخير من رمضان وقبل صلاة العيد، لإطعام المساكين وتطهيرًا للصائمين من اللهو والرفث.
المراجع
- 1
- 2
- 3
- 4