
من هو ابو الاسود الدؤلي
مولد أبو الأسود الدؤلي
اختلف المؤرخون حول العام الذي وُلد فيه أبو الأسود الدؤلي، ولكنهم يعتقدون أنه وُلد قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام، فكانت ولادته في أيام الجاهلية في بلاد اليمن، وقد رجحت أغلب كتب التاريخ بأن مولده كان قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة بستة عشر عاماً، فيُعد أبو الأسود من الرجال المخضرمين الذين عاشوا في الجاهلية وأدركوها، وعاصروا الإسلام واعتنقوه.
إسلام أبو الأسود الدؤلي
كان أبو الأسود ينتمي إلى قبيلة بنو الديل بن بكر، وكانت تلك القبيلة من حلفاء قريش، وقد دخلت في عهد صلح الحديبية، كما أنهم من القوم الذي اعتدوا على أرض خزاعة، الأمر الذي أدى إلى فتح رسول الله عليه وسلم وجيش المسلمين لمكة المكرمة.
وكان أبو الأسود يعيش مع بني قومه في جنوب مكة، ولكنه لم يقابل النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه أعلن إسلامه في عهد النبي، ولم يدخل أبو الأسود إلى أراضي المدينة المنورة إلى بعد موت النبي، وبالرغم من كونه لم يقابل الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى أنه عاشر الصحابة وتعلم منهم تعاليم الدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم وتعلم علم الحديث على أيديهم، وبخاصة الصحابي الجليل والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
أعمال أبو الأسود الدؤلي
أشتهر أبو الأسود بفصاحة اللسان بين قومه، الأمر الذي ساعده في وضع علم النحو، ومن أبرز إسهاماته:
- قام بوضع أساسيات اللغة العربية، وذلك بعد خوف العرب من الأخطاء التي يقع فيها الناس في قواعد اللغة، فقام بوضع العديد من القواعد مثل باب حروف الجر، وباب الفاعل، وباب المضاف، وباب الجر، وباب النصب، بالإضافة إلى وضع الحركات والتنوين فوق الحروف.
- عُين أميراً على مدينة البصرة في عهد الخليفة علي رضي الله عنه وأرضاه، كما خاض معه موقعه صفين.
- كتب العديد من قصائد الشعر والدواوين.
- كما وضع العديد من العلامات لضبط كلمات القرآن الكريم، مثل استخدام الألوان في المصحف وتمييز الكلمات، ووضع الإشارات التي تدل على حركة الفتحة والكسرة والضمة، ووضع علامتين فوق الحرف للإشارة إلى التنوين، واستخدمت تلك العلامات في كتاب القرآن الكريم فقط آنذاك، حتى استخدمت فيما بعد كقواعد أساسية في اللغة العربية.
من روائع ابو الاسود الدؤلي
كتب أبو الأسود العديد من الأشعار بعد دخوله إلى الإسلام، واتصف شعره بالحكمة والنصح، وقد كتب في نُصح المظلومين:
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً
عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح
مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ
جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
فَإِن حَدَبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا
ليَستمكِنوا مِمّا وَراَءكَ فاحدَبِ
وفاة أبو الأسود الدؤلي
عانى أبو الأسود في أخر أيام حياته من مرض الفالج، والذي أدى إلى إصابته بمشكلة العرج، حتى تُوفي بمدينة البصرة بالعراق في عام 69 هجرياً في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد انتشرت الأقاويل التي تشير إلى وفاته بسبب إصابته بمرض الطاعون الذي انتشر بالبصرة آنذاك.
المراجع
1
2
3
