من هو رينيه ديكارت
حياة ديكارت
ولد العالم الفيزيائي رينية ديكارت في شهر مارس لعام 1596 ميلادياً في مدينة لاهاي أن تورين بفرنسا، وبالرغم من ولادته بفرنسا إلا أن أصل عائلته تنتمي إلى هولندا، ونشأ ديكارت وترعرع في وسط أسرة من النبلاء آنذاك، فكان أبوه مستشاراً برلمانياً في الدولة، كما كان طبيباً، أما عن جده والد أمه، فعمل حاكماً على إقليم بواتيه، وعندما وصل ديكارت إلى سن التعليم، التحق بأفضل المدارس في الدولة، فتعلم في مدرسة لافلشي اليسوعية، والتي تُدرس الفيزياء والرياضيات والفلسفة والأدب والمنطق، وقد درس القانون المدني والديني في الجامعة، وتخرج بشهادة في هذا المجال.
وعندما كبر سافر إلى هولندا ليقيم فيها عشرين عاماً، ولم يتزوج ديكارت أبداً، ولكنه تعرف على امرأة هولندية أنجب منها فتاة وماتت في صباها بسبب مرض الحمى، وقبل موته بعام كامل، طلبت الملكة كريستينا من ديكارت السفر إلى السويد ليعلمها الفلسفة، حتى تُوفي في عام 1650 ميلادياً بمدينة ستوكهولم، وقد مات عن عمر يناهز 54 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من الكتب العلمية التي ما زالت مرجعاً مهماً حتى يومنا هذا.
المنهج الديكارتي
كان الفيلسوف والفيزيائي ديكارت يتبع المنهج العقلاني في فلسفته، كما اهتم بالمبادئ العليا والحقائق الميتافيزيقية، واختلف ديكارت في منهجه عن الفلاسفة الذيم سبقوه في اعتماده على العقل بصورة كبيرة، فقد اعتمد الفلاسفة على الجزئيات المادية.
وكان ديكارت يقول أن الفلسفة هي شجرة كبيرة، جذور تلك الشجرة هي الميتافيزيقيا، وتخرج لنا ثماراً وهي علوم الميكانيكا والطب والأخلاق، وقد اعتمد ديكارت على علوم الأخلاق في وضع منهجه، كما أكد على أهمية منهج الشك للتحقق من مختلف الأمور بواسطة البحث، وقد قال العلماء أن ديكارت بالغ في الاعتماد على الشد للوصول إلى الحقيقة، فكان يعتقد أن إدراك وفهم العلوم المختلفة والمبادئ الفلسفية يعتمد على الحدس في المقام الأول، ومن ثم يتبعه الاستنتاج العقلاني لحمض النتائج المنطقية، وكان ديكارت لا يؤمن بالتجربة، ويراها أخر مبدأ يساعد على الوصول إلى الحقيقة واليقين في عملية البحث.
مؤلفات ديكارت
قام الفرنسي رينيه ديكارت بكتابة العديد من المؤلفات الفلسفية والتي ما زالت تُدرس في كليات ومدارس الفلسفة، ومن أشهر كتاباته:
- التأملات في الفلسفة الأولى: يحتل هذا الكتاب المركز الأول من أهم الكتب الفلسفية التي كتبها العلماء، ففيه يقوم العالم بكتابه كافه أفكاره، والذي يوضح فيها وجود الله، وأن هناك اختلاف كبير وفرق واضح بين الجسد وبين النفس الإنسانية، وقدم العديد من البراهين والأدلة الصحيحة ليثبت أفكاره.
- انفعالات النفس: قام الفيلسوف رينيه ديكارت بتأليف هذا الكتاب ليتحدث فيه عن المشاعر والانفعالات والأهواء التي تصدر من النفس، كما فسر ظهور تلك المشاعر، وتحدث عن كيفية التحكم بالعقل البشري وتسخيره لجلب السعادة لصاحبه، وتحدث عن أهمية الإرادة في التحكم بالانفعالات العصبية، وقد وضح العلاقة بين النفس البشرية والجسد، ومتطلبات كلاً منهم.
- مقال عن المنهج: تحدث ديكارت في كتابه عن الحياة العقلية والروحانية، وتكلم عن فلسفة الديانات القديمة، وكيف كانت تلك الديانات تقدم المعاني الروحية والفلسفية والخلقية.
المراجع
1