من هي رابعة العدوية

في الفقرات التالية نوضح لكم من هي رابعة العدوية وسنعرض سيرتها، فقد ورد في التاريخ الإسلامي العديد من أسماء المتصوفين الذين أفنوا حياتهم في عبادة المولى عز

mosoah

من هي رابعة العدوية

في الفقرات التالية نوضح لكم من هي رابعة العدوية وسنعرض سيرتها، فقد ورد في التاريخ الإسلامي العديد من أسماء المتصوفين الذين أفنوا حياتهم في عبادة المولى عز وجل، ومن ضمن أبرز الأسماء التي خلدها التاريخ هي رابعة العدوية، أو ما تسمى بأم الخير، والتي ولدت في العام المائة من الهجرة، ورابعة هي شخصية لها مكانة كبيرة وقيمة عالية في عالم التصوف الإسلامي، كما يعتبرها الكثيرون مؤسسة مذهب الحب الإلهي، وهو أحد مذاهب التصوف في الدين الإسلامي، وسنعرض لكم من خلال مقال موسوعة التالي نشأتها بالإضافة إلى أبرز الكتابات الشعرية التي كتبتها وخلدها التاريخ.

من هي رابعة العدوية

مولد رابعة العدوية ونشأتها

هي رابعة بنت إسماعيل العدوية، وكنايتها أم الخير، وُلدت في العام المائة من الهجرة بمدينة البصرة، وكان أبوها عابداً فقيراً، وقد أطلق عليها أبوها هذا الاسم لأنها كانت في الترتيب الرابع من بناته، وعندما بلغت الفتاة عامهاً العاشر، تُوفي أبيها، وبعد مرور فترة زمنية قصيرة، تُوفيت أمها، فعاشت الفتاة طفولتها بدون عائل يهتم بها، وعانت أياماً طويلة من الفقر والجوع والمرض واليتم، ولم يترك لها والدها أي إرث غير قارب صغير الحجم يتنقل به الناس في أحد أنهار البصرة مقابل أجر قليل للغاية، لا يكفي لأساسيات العيش.

وعندما انتشر الجفاف والقحط في مدينة البصرة وانتشرت المجاعات، غادرت الفتاة المدينة مع إخوتها، لتفرق الأيام بينهم، وتصبح الفتاة شريدة في الشوارع بلا مأوى، وفي تلك الفترة انتشر اللصوص في الشوارع، وتم اختطافها ذات مرة من قبل لص، فقام اللص ببيعها بستة دراهم إلى تاجر من آل عتيق البصرية، وكان هذا التاجر قاسياً في معاملته لها، فعذبها وألحق الأذى بها، لتعيش الفتاة طفولتها في حرمان من حنان الأب والأم، وفي حرمان من إخوتها الذي باعد الزمن بينهم.

شخصية رابعة العدوية

انتشرت الكثير من الأقاويل التي تشير إلى أن رابعة كانت في شبابها فتاة تحب حياة اللهو والخمر وتتبع الشهوات، وقد نقلت العديد من الأفلام السينمائية تلك الصورة، ولكن قال المؤرخون أن تلك الصورة خاطئة تماماً وعارية من الصحة، فكانت رابعة عابدة لله عز وجل، فحفظت القرآن الكريم وتدبرت الآيات، ودرست الحديث، كما كانت مواظبة على أداء الصلاة في وقتها منذ صباها، وقضت كل حياتها في عبادة الله عز وجل والتصوف، حتى أنها ماتت بتولاً بدون زواج، بالرغم من طلب أثرياء القوم الزواج بها، ولكنها فضلت أن تعيش أيامها في طاعة الله عز وجل.

وقد قال الكاتب والفيلسوف عبد الرحمن البدوي في كتاب شهيدة العشق الإلهي، أن جيران رابعة كانوا يطلقون عليها اسم العابدة، وعاشت تلك المرأة رسالتها في الحياة هي حب الله عز وجل أولاً وقبل كل شيء، فكانت تحمل في قلبها حباً خالصاً لله.

شعر رابعة العدوية في الحب

كتبت رابعة العدوية العديد من الأبيات الشعرية في حب الله عز وجل، والتي خلدها التاريخ إلى يومنا هذا، وتقول في أجمل الأبيات التي كتبتها:

عرفت الهوى مذ عرفت هواك ..

وأغلقت قلبي عمن سواك ..

وكنت أناجيك يا من ترى ..

خفايا القلب ولسنا نراك ..

أحبك حبين حب الهوي ..

وحب لأنك أهل لذاك ..

فأما الذي هو حب الهوى ..

فشغلي بذكرك عمن سواك ..

وأما الذي أنت أهل له ..

فكشفك للحجب حتى أراك ..

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ..

ولكن لم المد في ذا وذاك ..

اقوال رابعة العدوية

هناك العديد من الأقوال التي وردت عن رابعة العدوية والتي خلدها التاريخ إلى يومنا هذا ومنها:

  • “محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه”، والمحبوب تشير به غلى الله عز وجل.
  • “اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم”.
  • سأل أحدهم رابعة العدوية إذا كانت تحب الله عز وجل، فردت عليه بأنه تحبه بالفعل، وعندما سُئلت هي تكرهين الشيطان، فكان ردها “إن حبي لله قد منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان”.

وفاة رابعة العدوية

اختلفت أراء المؤرخين حول العام الذي ماتت فيه رابعة العدوية، ولكن كان الرأي الأغلب أنها تُوفيت في العام المائة وثمانين من الهجرة، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وقد قيل أنه تم دفنها في مدينة البصرة.

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *