موسكو تعلن قصف مركز لتدريب القوات الأوكرانية ينشط فيه مدربون أجانب وكييف تصد التقدم الروسي في سيفيرودونيتسك

أعلن حاكم لوغانسك أن القوات الأوكرانية تمكنت من صد التقدم الروسي بمدينة سيفيرودونيتسك، في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت مركزا لتدريب القوات الأوكرانية في سومي ينشط فيه مدربون أجانب.
Russia's invasion on Ukraine continues
القوات الأوكرانية تعاني لصد التقدم الروسي في سيفيرودونيتسك (رويترز)

أعلن سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك (شرق) أن القوات الأوكرانية تمكنت من صد التقدم الروسي بمدينة سيفيرودونيتسك، في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بالصواريخ مركزا لتدريب القوات الأوكرانية على مدافع هاوتزر الأميركية في سومي.

وأضاف غايداي أن القوات الأوكرانية استعادت حوالي 20% من الأراضي التي فقدتها في مدينة سيفيرودونيتسك، قائلا إنه ليس من الواقعي أن تتم السيطرة على المدينة في غضون أسبوعين.

كما أعلنت القوات الأوكرانية أنها صدت 9 هجمات روسية في الجبهة الشرقية خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقد حاولت القوات الروسية اقتحام عدد البلدات بالضواحي الشمالية لسلوفيانسك انطلاقا من مواقعها في ليمان وإيزيوم اللتين تبعدان عن وسط المدينة بنحو 20 كيلومترا.

ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الأوكراني القول إن القوات الروسية عززت من وجودها، واستخدمت المدفعية لشن عمليات هجومية في سيفيرودونيتسك.

وأضافت أن القوات الروسية تراجعت بعد محاولات وصفتها بفاشلة للتقدم في بلدة باخموت القريبة منها، وقطعت الوصول إلى المدينة.

وفي دونيتسك المجاورة، قال حاكم الإقليم إن القوات الروسية كانت على بعد 15 كيلومترا فقط خارج مدينة سلوفيانسك .

وأكد أن دونيتسك لن تسقط بسهولة، لكنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة لإبقاء من سماهم المهاجمين الروس بعيدا.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت إن النشاط الجوي الروسي لا يزال مكثفا فوق منطقة دونباس الأوكرانية، حيث شنت الطائرات الروسية ضربات باستخدام ذخائر موجهة وأخرى غير موجهة.

وأضافت الدفاع البريطانية، في تغريدة على تويتر، أن الاستخدام المتزايد للذخائر غير الموجهة أسفر عن دمار واسع النطاق بالمناطق كثيفة المباني في دونباس، ومن شبه المؤكد أنه تسبب في أضرار جانبية كبيرة وسقوط ضحايا مدنيين.

غارات روسية

جنوب أوكرانيا، أعلنت قيادة العمليات إسقاطها صاروخا مجنحا في سماء أوديسا و3 صواريخ أخرى فوق منطقة ميكولايف جنوبي البلاد أطلقت من غواصة قرب شبه جزيرة القرم.

من جهته، أعلن سيرغي براتشوك المتحدث باسم القيادة العسكرية بمقاطعة أوديسا، إصابة شخصين نتيجة تعرض منشأة خاصة للاستهداف بصاروخ كروز.

وتعرضت منطقة أوديسا صباح اليوم لضربة بصاروخ كروز إكس 59 (X 59) أطلق من طائرات روسية، واستهدف منشآت خاصة مما أدى إلى اندلاع حريق وتدمير مستودعات في المنشأة، كما أصيب شخصان.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت طائرة عسكرية أوكرانية تحمل أسلحة قرب أوديسا، مؤكدة أن قواتها قصفت بالصواريخ مركز تدريب للمدفعية في منطقة سومي الأوكرانية حيث ينشط مدربون أجانب.

كما نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لضربات جوية استهدفت آليات عسكرية وناقلة جند أوكرانية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت صورا كذلك لمروحياتها القتالية “كيه 52” (K52) وهي تنفذ ضربات جوية بأسلحة صاروخية موجهة وغير موجهة.

وقالت الوزارة نفسها إن المروحيات نفذت عمليات تدمير دبابة وناقلة جند مصفحة وأسلحة في مواقع القوات المسلحة الأوكرانية.

بدوره، أعلن الكرملين أن العملية العسكرية في أوكرانيا حققت عددا من النتائج بعد 100 يوم من إطلاقها، ومؤكدا مواصلة العمل من أجل تحقيق جميع الأهداف.

وأضاف الكرملين أنه لا يوجد حتى الآن تصور بشأن توقيت حل المسائل المرتبطة بمستقبل دونباس وزاباروجيا وخيرسون.

تواصل مع الأسرى

وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي في وقت متأخر مساء أمس إن أجهزة المخابرات على اتصال بالمقاتلين الأسرى الذين كانوا في مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول، مضيفا أن كييف تبذل قصارى جهدها لضمان إطلاق سراحهم.

وقال موناستيرسكي للتلفزيون الأوكراني “من خلالها أجهزة المخابرات نتعرف على ظروف الاعتقال والتغذية وإمكانية الإفراج عنهم.. ونعلم جميعا أنهم سيكونون هنا، في كييف. نبذل قصارى جهدنا للقيام بذلك”.

وكانت روسيا قالت في مايو/أيار إن ما يقرب من ألفي أوكراني استسلموا بعد آخر محاولة للمقاومة بين أنقاض ماريوبول، حيث صمدوا لأسابيع في المخابئ والأنفاق أسفل مصانع الصلب في آزوفستال.

وتريد كييف عودة المقاتلين في صفقة تبادل أسرى، وفي حين طالب بعض كبار المشرعين الروس بمحاكمة بعض الجنود، قال الكرملين إن المقاتلين الذين استسلموا سيعاملون وفقا للمعايير الدولية.

تحذير مدفيديف

وفي لقاء خاص مع الجزيرة، أكد ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن قرار واشنطن تسليم كييف راجمات صواريخ بعيدة المدى يهدد الأمن الروسي.

وقال مدفيديف إنه في حال استهداف الأراضي الروسية بهذه الصواريخ، لن يبقى أمام بلاده سوى استهداف مراكز صنع القرار في أوكرانيا.

كما قال إن العالم تغير فعليا بعد بدء بلاده عمليتها الخاصة في أوكرانيا، مشددا على أن أهداف العملية العسكرية الروسية يجب أن تقود في النهاية إلى ظهور ما وصفه بهندسة جديدة للأمن العالمي.

وفي سياق متصل، أفادت أسوشيتد برس أن موسكو بدت على نحو متزايد غير راغبة في التخلي عن الأراضي التي سيطرت عليها خلال الحرب على أوكرانيا.

وأضافت الوكالة أنه تم افتتاح مكتب لخدمات الهجرة الروسية في ميليتوبول لاستقبال طلبات الحصول على الجنسية الروسية من سكان المناطق الجنوبية التي تم الاستيلاء عليها.

كما أشارت إلى أن كبار المسؤولين الروس بدؤوا جولات بالمناطق التي تمت السيطرة عليها للتعريف بآفاق الاندماج، وأن أحد كبار المسؤولين في حزب روسيا الموحدة الحاكم بالكرملين قال في اجتماع مع سكان خيرسون إن روسيا هنا إلى الأبد.

كييف والغرب

وفي العاصمة الأميركية، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن الرئيس جو بايدن، قوله إنه لن يقول للأوكرانيين ما ينبغي وما لا ينبغي فعله.

جاء ذلك في معرض رده على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا بحاجة إلى التنازل عن جزء من أراضيها لتحقيق السلام، مؤكدا أن البلدين سيكونان بحاجة إلى تسوية في مرحلة ما.

وقالت هذه الشبكة الإخبارية إن مسؤولين أميركيين اجتمعوا الأسابيع الأخيرة مع نظرائهم الأوروبيين لبحث أطر محتملة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أوكرانيا، عبر تسوية عن طريق التفاوض.

ونقلت “سي إن إن” عن مصادر قولها إن إيطاليا اقترحت أواخر الشهر الماضي إطار عمل من 4 نقاط لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وبحسب المصادر، فإن المقترح الإيطالي يتضمن التزام أوكرانيا بالحياد بشأن حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية.

كما يتضمن المقترح مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بشأن مستقبل شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.

الموقف الأوكراني

من جانبها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن المعارك الحالية مع القوات الروسية تجعل أي مفاوضات مستحيلة.

وأضافت ماليار، في مقابلة مع الجزيرة، أن معارك طاحنة تدور شرق البلاد حيث يقع جزء كبير منه تحت الاحتلال الروسي، وفق تعبيرها.

بدوره، أكد المفاوض الأوكراني ديفيد أراخامية أن بلاده ترغب في تعزيز مواقعها العسكرية على الأرض بمساعدة شحنات الأسلحة الجديدة التي تسلمتها من الغرب قبل استئناف محادثات السلام مع روسيا.

وقال في تصريحات للتلفزيون الوطني “إن قواتنا المسلحة جاهزة لاستخدام الأسلحة الجديدة، ومن ثم أعتقد أنه يمكننا بدء جولة جديدة من المحادثات من موقف قوي”.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تترك خلفها “الخراب والدمار” لكن الناس في النهاية يحتاجون إلى مكان ما للعودة إليه.

أما عن كيفية ضمان الأمن العالمي، فقد صرح مستشار الرئيس الأوكراني بأنه يجب أن يمر عبر نزع السلاح الروسي.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *