كشفت دراسة جديدة أن مشاهدة التلفاز لأكثر من 4 ساعات يوميًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وأوضحت أن الثبات على وضعية معينة لمدة طويلة هو أحد أكبر أسباب الإصابة.
وتوصلت دراسة جامعة كامبريدج البريطانية إلى أنه يمكن الوقاية من أكثر من حالة واحدة بين كل 10 من أمراض القلب إذا قلل الشخص الوقت الذي يقضيه أمام التلفاز.
وأفاد فريق الدراسة وآخر من جامعة هونغ كونغ، بأن خطر الإصابة قائم بغض النظر عن التركيب الجيني للفرد، وأن أمراض القلب التاجية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة المتحدة، وفقًا لمؤسسة القلب البريطانية.
وأظهر الباحثون في دراسة نُشرت في (بي ام سي ميدسين) في وحدة علم الأوبئة أنه يمكن الوقاية من 11% من حالات أمراض القلب إذا شاهد الشخص التلفاز أقل من ساعة كل يوم.
في بريطانيا يموت واحد من بين كل 8 رجال وواحدة من كل 15 امرأة بسبب أمراض القلب، وأفادت جامعة كامبريدج أن الأشخاص المصابين بالمرض عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بسكتة دماغية بمقدار الضعف.
وأوضح الباحثون أن السلوكيات المستقرة أمام الشاشات مثل مشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر، تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، مضيفين أن هناك عدة أسباب محتملة قد تفسر الارتباط بين أمراض القلب ومشاهدة التلفاز.
وقال الدكتور يونغون كيم، الأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ، والباحث الزائر في وحدة علم الأوبئة في مركز البحوث الطبية، إن “الأفراد الذين يشاهدون التلفزيون مدة تقل عن ساعة واحدة في اليوم كانوا عرضة للإصابة أقل من غيرهم، بغض النظر عن المخاطر الجينية”.
وأفاد بأنه يمكن أن يكون الحد من مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص أمام التلفاز تغييرًا لنمط الحياة يساعد الأفراد مع استعداد وراثي عالٍ على تجنب الإصابة بأمراض القلب التاجية وإدارة مخاطرها.
وقالت الدكتورة كاترين ويغندايل من وحدة علم الأوبئة بمركز البحوث الطبية، إن “مرض القلب التاجي هو أحد أبرز أسباب الوفاة المبكرة، لذا فمن المهم إيجاد طرق لمساعدة الأشخاص على إدارة مخاطره من خلال تعديل نمط الحياة”.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتقليل مقدار السلوك الخامل والقيام بنشاط بدني للحفاظ على الصحة.
وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج تدعم إرشادات منظمة الصحة العالمية، وإن كان لا يمكن الجزم بأن مشاهدة التلفاز أثناء الجلوس يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، بسبب عوامل مربكة محتملة مختلفة وخطأ في القياس.
وذهبت إلى أن هناك عدة أسباب محتملة قد تفسر الارتباط بين أمراض القلب ومشاهدة التلفاز، ووصل الفريق إلى أن ذلك قد يكون بسبب عادة المشاهدة في المساء بعد وجبة العشاء التي تكون عادة أكثر الوجبات سعرات حرارية.
وقالت إن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز والدهون مثل الكوليسترول في الدم، كما يميل الناس أيضًا إلى تناول وجبات خفيفة أكثر عند مشاهدة التلفزيون مقارنة بتصفح الإنترنت، على سبيل المثال.
ورجّحت أن الناس يتصفحون الإنترنت فترات متقطعة مقارنة بفترات المشاهدة المطولة أثناء مشاهدة التلفزيون.
وأنشأ الفريق ما يسمى “درجات المخاطر المتعددة الجينات” للأفراد، وهذا يعني أن الخطر الجيني للإصابة بمرض الشريان التاجي للقلب يعتمد على 300 متغير جيني معروفة بتأثيرها في تطور الحالة.
وكان الأشخاص الذين لديهم درجات أعلى من المخاطر المتعددة الجينات معرضين أكثر للإصابة بهذه الحالة، وكان الذين شاهدوا التلفزيون أكثر من 4 ساعات في اليوم هم الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالمرض، بغض النظر عن عامل الوراثة.