شهر رمضان رامٍ من رماة الطمأنينة والخير والمغفرة من الله على الناس، هو الشهر الذي تُقيد فيه الشياطين فلا ترى إلا النور والملائكية في كل الأجواء، هو الشهر الذي فيه ليلةً خير من ألف شهر، وقد قال الله تعالى عنه:” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، وكل رمضان يتناول الناس في أحاديثهم الكثير من التساؤلات المرتبطة بالشهر الكريم مثل فتاوى مُعينة عن أحكام هامة ومواضيع محورية تهم المسلمين، ويهتم بها الغالبية العظمي من المسلمين، واليوم في الموسوعة سوف نُجيب على أحد أهم تلك الأسئلة الهامة وهو “سؤال هل الذنوب تتضاعف في رمضان .”
هل الذنوب تتضاعف في رمضان
نعم هذا صحيح،الذنوب تتضاعف في رمضان، قبل متابعة رأى الدين وعلمائه أستفت قلبك وقل لنفسك سؤال هل الذنوب تتضاعف في رمضان، وسوف تجد الإجابة في يقينك، وسوف تقتنع أن هذا من العدل وأن رمضان شهر له النصيب الأكبر من مضاعفة الأجر والمكافآت الربانية، وواجب علينا أن نعلم أن الأمر قد يكون لنا أو علينا، وإذا ضوعفت العطايا نتيجة لأعمال الخير لقدسية رمضان، فذلك يجعل الذنوب تتضاعف نتيجة لنفس القدسية التي يختص بها رمضان.
- قد تابعنا بالأمس الكثير والكثير من الآراء الدينية لكبار علماء المسلمين عن هذا الأمر.
- رغم أنَّ بالعقل والقياس واستفتاء القلب قبل السؤال من المختصين سوف نيقن أن المعصية أشد ظُلما في رمضان عن غيره من الشهور.
- إذ أنَّ الحسنات والخير والطيبات يضاعف الله ثوابها في رمضان، ويعطي الله له المكانة بأن يكون شهر رمضان بابًا مفتوحًا لسماء الغفران.
- أي أن المعصية تستحق كذلك أن تتضاعف عقوبتها في رمضان.
رأي الإمام بن باز بموضوع هل الذنوب تتضاعف في رمضان
قام في السابق بالرد علي موضوع هل الذنوب تتضاعف في رمضان الشيخ بن باز، وهو الشيخ والذي كان رئيسًا لهيئة كبار العلماء السعودية، ورئيس إدارة بحوث الإفتاء وكذلك كان رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكانت إجابته كافية وافية لتفسير وتحليل هذا الموضوع الهام، ونُشرت الفتوي في (مجلة الدعوة) العدد 1284 في 5/ 9/ 1411هـ، {مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز.}، ونُلخص إجابته في النقاط التالية:
- يجب على المسلم في رمضان وفى غير رمضان أن يُجاهد نفسه الأمارة بالسوء حتي يطمئن وتسكن روحه للحق وتتحول نفسه إلى نفسًا آمرة بالخير والصواب.
- على الإنسان أن يكثر من التوبة والاستغفار في كل وقت وحين، وخصوصًا في رمضان حتي يسلم من شر نفسه ونزعاتها الغير سوية.
- شهر رمضان هو أفضل أشهر العام، وهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار، وإذا كان الشهر فضيلًا بكل أوقاته ضوعفت الحسنات، وعظم الله فيه إثم السيئات.
- الطاعة في رمضان أكثر ثوابًا لمنزلته عند الله وكذلك إثم المعاصي فيه أشد من إثمها في غير رمضان.
- على المسلم أن يغتنم شهر رمضان بالأعمال الصالحة والخير والطاعات.
رد كتاب أولى النهى عن مضاعفة الذنوب في رمضان
الشيخ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي الرحيبانى هو عالم من أشهر علماء المسلمين في القرن التاسع عشر، وقدم للإسلام هدايا قيمة عبارة عن كتب وأبحاث وفتاوى تعيش معنا إلى اليوم، كان الشيخ المتوفى عام 1827 من أشهر فقهاء عصره، ولاه المسلمين منصب مفتى الحنابلة في دمشق، واشتهر مؤلفه الهام” مطالب أولى النهى في شرح غاية المنتهى.”، وقام الشيخ بتسجيل رد تاريخي على سؤال هل تتضاعف الذنوب في رمضان حيث قال:
- تُضاعف الحسنة والسيئة إذا ما كانت بمكان مُقدس وفاضل في الإسلام، مثل مكة المكرمة والمدينة وبيت المقدس.
- أيضاً تُضاعف الحسنة والسيئة في الأزمنة الفاضلة المُكرمة مثل يوم الجمعة ورمضان.
- مُضاعفة الحسنة تكون كمًا وكيفا، ولكن مضاعفة السيئة يكون في الكيفية فقط..
لماذا يضاعف الله الحسنات ولا يضاعف السيئات
اجتمعت آراء علماء الدين على أن الحسنات تضاعف في الأماكن المقدسة مثل مكة والمدينة وثالث الحرمين، وأيضًا من سماحة ورحمة الله أن الحسنات أيضًا تُضاعف في كل الأماكن، فقد قال الله سبحانه وتعالى:”مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ .”[البقرة:261]، وكذلك قال الله: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا [الأنعام:160]،رمضان هو شهر الجود والخير والبركة والذكر والقرآن ومضاعفة الحسنات، وتُبرز تلك الآيات المباركة ما يلي:
- رحمة الله تعالى تفوق عدله، الله يُحب الإنسان والدليل أنه كرمه عن باقي المخلوقات، وفى الحساب سواء ثوابًا أو عقاب تظهر علامات جود الله وكرمه.
- لو عومل الناس بالعدل ستكون مضاعفة السيئة مثل مضاعفة الحسنة، لكن الله يقدم للإنسان الكثير من الفرص حتى يعود إليه بأكبر قدر ممكن من الحسنات، وأقل قدر ممكن من السيئات والذنوب.
- الله يريد تطهير قلوب الناس ويساندهم ويحضهم على ذلك ويُقدم لهم التسهيلات اللازمة ليكونوا قريبين منه مُحبين لطاعته.
- الله سهل التوبة والغفران ولم يجعل لهم شروط معقدة حتي يحصل الناس عليها، يكفى أن تفعل حسنة واحدة تتضاعف فيمحو بها الله عشر سيئات كل واحدةٍ منهن ظلت على حالتها من ناحية الكم سيئة واحدة.
أصل كلمة رمضان
مسمى شهر رمضان ليس مسمى إسلاميًا في الأصل، بل كان المسمي أقدم كثيرًا من الإسلام، فقد كان العرب في الجاهلية يسمون الشهور بحسب الموسم الذي تقع فيه، فمثلاً شهر ربيع الأول يسمى هذا الاسم لوقوعه في فصل الربيع، كذلك ذي الحجة كان مسماه بسبب وقوعه في موسم الحج، كذلك شهر رمضان الكريم كان مصدر تسميته رمضان كلمة “رمض” وهى الحر الشديد الذي يكون في أيامه، الاسم متطابق كذلك مع معناه عند المسلمين، وذلك لأن جوف الصائم تزداد حرارته بسبب الصيام والعطش.
- في بنجلاديش وتركيا وأفغانستان والعديد من البلدان ينطق”رمظان”
- يقال أيضًا أن التسمية جاءت من احتراق ذنوب البشر بصيامهم وقيامهم في هذا الشهر المبارك.
فضل شهر رمضان
فضل شهر رمضان لا نهائي، لم يجتمع المسلمون على فضل زمان أكثر ما اجتمعوا على فضل شهر رمضان المبارك، لا يمكن أن تحصر فضل رمضان في كلمات ولو جئت بصحف الأرض ومدادها جميعًا، رمضان الحبيب هو شهر ليلة القدر، شهر التكافل والنور والكرم وإجابة الدعاء، فضله على العباد عظيمًا، يكفى أن قيام رمضان يغفر للعبد ما تقدم من ذنبه.
- رمضان هو الشهر الوحيد الذي ذكر باسمه في القرآن من بين كل الشهور.
- أكثر الشهور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال على سبيل المثال من أحاديثه الشريفة: أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» (رواه النسائي وصححه الألباني).
- شهر العتق من النار، في أيامه تفتح أبواب الجنة، ويتقبل الله فيه الدعاء أكثر من غيره من الشهور.
- شهر يجود فيه الله على الناس بالخير والبركة والكرامات والراحة كمن الشياطين وهمزاتهم.
- شهر يجتمع فيه الناس على البر والتعاون والابتعاد عن الذنوب والأخلاق السيئة.
- شهر رمضان هو شهر يتعلم فيه الناس الإيثار والصبر والحكمة والتحكم في الشهوات.
مراجع
- 1