نوضح في هذا المقال إجابة سؤال هل شدة البرد من زمهرير جهنم ؟ ذُكرت كلمة جهنم في عدة مواضع في القرآن الكريم والسُنة النبوية، وهي المكان الذي يلقي الله فيه الكافرين يوم القيامة ليعذبهم بكفرهم به وعصيانهم له في الدنيا، وهناك من كتُب عليه الخلود في نار جهنم، وهناك من يعذبه الله فيها بأعماله ثم يدخله الجنة، لذلك كثيرًا ما ندعو الله بأن يُدخلنا الجنة دون عذاب، والمقصود بالعذاب هو عذاب جهنم، والكثير من آيات القرآن الكريم ذكرت جهنم وعذابها ووصفته بأنه عذاب أليم وشديد لا يستطيع أحد تحمله، وتتصف نار جهنم بشدة احتراقها وسوادها الشديد وبأنها أشد حرًا من نار الدنيا، ووجود ملائكة غلاظ شداد يحرسونها، ولكن هل تُعد البرودة الشديدة من عذاب جهنم؟ هذا ما سنوضحه من خلال السطور التالية على موسوعة.
هل شدة البرد من زمهرير جهنم
- نعم، فالبرد الشديد واحدًا من أشكال العذاب في جهنم، وهو يؤذي أهل النار كما يؤذيها شدة نارها وحرها.
- قال الله تعالى في سورة الفرقان: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا”.
- فجهنم هي مأوى الكافرين في الآخرة، ممن كفروا بالله وبآياته ورُسله، وممن عصوا أوامره وارتكبوا الذنوب والمعاصي والفواحش.
- وهناك أنواعًا للعذاب في جهنم، فهناك من يُسحبون على وجوههم، وهناك من تُقلب وجوههم في نار جهنم، وآخرين يُحشرون وهم صم بكم عُمي، وآخرين يُصب فوق رؤوسهم الحميم فينصهرون، ومنهم من يصعد إلى أعلى ثم يسقط في نار جهنم.
- وطعام أهل جهنم هو غسلين وهو طعام مغلي من صديد ودماء الكافرين، طعمه مُرًا ورائحته كريهة، كما يُطعمون من شجرة الزقوم والتي تُسقى من صديد أهل جهنم، وطعام جهنم لا يُشبع جوع أهلها ولا يقوي أجسادهم.
- أما شراب أهل جهنم فهو الماء المغلي بشدة والمُسمى بالحميم، والسائل الذي ينزل من جلودهم وهو الصديد، وقيحهم والسائل الذي ينزل من دمائهم وهو الغساق، وشراب يُسمى المهل يُسقط وجوه أهل النار إذا شربوا منه.
- وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ؛ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.
- فقد قال العلماء أن الزمهرير هو البرد الشديد، وهو نوعًا من أنواع عذاب جهنم الذي يعذب به الله الكافرين مثلما يعذبهم بالنار.
- ففي سورة ص قال الله تعالى: “هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ”.
- وقال الحسن البصري أن المقصود بـ (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) أصنافًا من العذاب، وقال علماء آخرون أن أشكال العذاب في جهنم متعددة مثل شرب الحميم والزمهرير والصعود والسقوط وأكل السموم.
ما هو الزمهرير في القرآن
- كما سبق وأن ذكرنا؛ فكلمة الزمهرير المذكورة في القرآن الكريم يُقصد بها البرد الشديد.
- وقد ذُكرت كلمة الزمهرير في سورة الإنسان في قول الله تعالى “مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا”.
- وقال كعبًا رضي الله عنه: “إن في جهنم برداً هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم”.
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: “يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر”.
- وعن عبد الملك بن عمير أنه قال: “بلغني أن أهل النار يسألون خازنها أن يخرجهم إلى حَبَّانها فأخرجهم فقتلهم البرد حتى رجعوا إليها فدخلوها مما وجدوا من البرد”.
إن أشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم
- عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ؛ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ).
- فمن أشكال العذاب التي كتبها الله سبحانه وتعالى على أهل جهنم الزمهرير وهو البرد الذي يحرق الكافرين من شدته.
اللهم قنا زمهرير جهنم
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَوْ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ.
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَضوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ”. - ويُعد هذا الحديث من الأحاديث الضعيفة، ولكن ليس هناك حرج إذا دعا به المسلم ليستجير به من نار وزمهرير جهنم إذ لم ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا من خلاله على سؤال هل شدة البرد من زمهرير جهنم؟ كما أوضحنا ما هو زمهرير جهنم ومواضع ذكره في القرآن الكريم والسُنة النبوية، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.
المراجع
- 1
- 2
- 3