يفصل عن شهر رمضان أيام قليلة ليبدأ المسلمين في الاستعداد والتجهيز لدخول أهم الشهور، يلاحظ أن الدول العربية تحتفل بدخول الشهر الكريم بصورة مبهجة تزيد الفرح في قلوب العباد، لكن يجب عدم التكاسل عن الفروض والعبادات بل ينبغي على المسلم الإكثار من عمل الخير وقيام الليل والدعاء، فإن الشهر مقسم ما بين الرحمة والمعفرة والعتق من النار وعلي العبد الحرص على أداء المناسك والشرائع في أوقاتها حتى يفوز بالحسنات والثواب، وحرصاً من المسلم على أن لا يرتكب أمر خاطئ خلال أيام رمضان تساءل الكثيرين عن هل يجوز تزيين البيت في رمضان وتعليق الزينة والفوانيس ومن خلال مقالنا اليوم عبر موقع موسوعة سوف نذكر آراء كبار العلماء وأحكام الاحتفال والتهنئة بشهر رمضان، كل هذا من خلال السطور التالية.
هل يجوز تزيين البيت في رمضان وتعليق الزينة والفوانيس
يهل علينا شهر رمضان المبارك بالبركة والخير ويبدأ المسلمين في جميع دول العالم الاستعداد لأفضل شهر في العام، وطرح بعض الأفراد سؤال عن حكم زينة المنزل ونذكر آراء الفقهاء في الفقرة التالية.
- يقول الله عز وجل عن شهر رمضان في الآية رقم 185 من سورة البقرة” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ” فقد اصطفاه الله من بين باقي الشهور لينزل به القرآن وعلى هذا يتمتع بمكانة وفضائل كثيرة يجب على المسلم أن يغتنمها.
- يستعد المسلمين لدخول أهم شهور السنة وهو شهر رمضان الكريم، وبدأ الجميع في شراء الاحتياجات الأساسية للمنزل من أطعمة ومشروبات حتى يتفرغ الكل لعبادة الله سبحانه وتعالي.
- يأتي شهر رمضان بالبركة والفرح ويفضل أغلب الأشخاص استقبال الشهر بالزينة والفوانيس والأوراق الملونة، وعلى هذا تساءل عدد من الأشخاص حول حكم تزيين المنزل في الدين الإسلامي.
- يوضح علماء الدين إن إظهار مشاعر السرور والفرح من الأمور الجائزة، وعلى هذا يباح للعباد وضع فوانيس وزينة فرحاً ببداية شهر رمضان المبارك.
- يشير الفقهاء إن المبالغة في الاحتفالات أمر غير مقبول ولا يجوز الإسراف في شراء الأوراق المزينة والفوانيس، فإن الاعتدال هي الطريقة الصحيحة للتعايش.
- يجب أن يحرص المسلم على الإنفاق بشكل سليم حتى لا يقع العبد في دوامة التبذير التي نهى الله عنها فقد أمرنا بالوساطية والابتعاد عن كل ما هو غالي وغير ضروري.
ما حكم تزيين البيت في رمضان ابن باز
يعد العالم أبن باز رحمه الله عليه من أهم العلماء العرب، حيث أجتهد في تفسير آيات القرآن الكريم وتعريف المسلمين لأحكام الدين والأمور المباحة والمحرمة حتى يتقرب المسلم من ربه بكل عبادة ودعاء ويبتعد عن الوقوع بالحرام.
- إن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر فقد جعل الاحتفال بالأعياد وإظهار الفرح والسعادة هي شريعة من أبرز شعائر الدين، وينتظر المسلمين قدوم شهر رمضان مثل العيد حيث ينال العبد على كل عمل صالح حسنات مضاعفة ويغفر الله لجميع عباده الكبائر و الذنوب خلال ذلك الشهر الفضيل.
- أشار العالم أبن باز بأنه يجوز للمسلم تزين المنزل بالفوانيس للاحتفال بقدوم شهر رمضان، لكن يجب أتباع الأحكام الشريعة وعدم التركيز وتضييع الوقت في تعليق الزينة فإن اللهو بتلك الأمور والابتعاد عن الله يجعلها محرمة.
- أجمع العلماء إن الأمر الذي يبعد العبد عن ربه يصبح غير جائز لأنه بذلك أندرج ضمن الأمور التي تلهي المسلم عن واجباته من طاعة وعبادة وفروض فإذا أنشغل الفرد في شراء الفوانيس والزينة وأسرف الوقت والجهد والنقود فإن في تلك الحالة أصبح التزيين غير جائز وعلى العبد الاستغفار.
- يجب أن يقسم المسلم وقته ما بين شراء احتياجاته وما بين طاعة الله ولا يجعل أمر يأخذ ذهنه ويبعده عن الله سبحانه وتعاله.
- ينبغي على المرء جعل شهر رمضان هي بداية لنهاية كل ذنب وإثم، فهو فرصة لبداية حياة ترضى الله عز وجل وينال العبد مرتبة الصالحين.
حكم الفوانيس في رمضان
مع أقتراب شهر رمضان المبارك نجد الشوارع والمنازل مزينة بالأوراق الرمضانية والفوانيس وهي من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر الرحمة والمغفرة.
- قال الفقهاء إن شراء الفوانيس لا يوجب به إثم مع عدم المغالاة في الأسعار سواء من البائعين أو المستهلكين فإن شهر رمضان للعبادة وليس لتزيين المنزل وإذا أهدر العبد أمواله ووقته لجلب الفانوس الرمضاني فلا يجوز.
- على المسلم أن ينتهز شهر رمضان فرصة للاستغفار والتوبة عن الآثام، فيجب أن ينوي العبد بترك المحرمات والتقرب من الله بالصلاة والدعاء حتى يخرج من الشهر نقي خالي من الذنوب بإذن الله.
حكم الاحتفال برمضان ابن باز
جعل الله شهر رمضان هي الجائزة التي ينالها المسلم الصالح في كل عام، حيث تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ويتضاعف الأجر والثواب فعلي العبد أن يحسن استهلاك هذا الوقت الثمين المبارك في الاستغفار من كل المعاصي والآثام مع المواظبة على الصلاة والدعاء حتى يصبح من العباد الصالحين
- إن الاحتفال بشهر رمضان من الأمور الواجبة على كل مسلم ففي ذلك الشهر أنزل القرآن الكريم وبه ليله القدر التي يقبل فيها دعاء المسلمين فعلي العبد إظهار البهجة بقدوم الشهر المبارك.
- بالرغم من أن الفقهاء أشاروا أن الاحتفال بشهر رمضان جائز إلا أنه يجب الالتزام بضوابط الإسلام فهذا الشهر ليس لإعداد وليمة طعام باهظة الثمن أو الاحتفال بإسراف مبالغ طائلة فالأفضل أن يساعد المسلم المحتاجين ويدخل السرور على قلوبهم فهذا من أهم الاحتفالات بشهر رمضان.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان” إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ”.
- يفسر الفقهاء الحديث النبوي بأن ليالي رمضان هي الأعظم من بين باقي الأيام لإن فيه عتق من النار وبركة في الرزق ويتطهر العبد من الذنوب والوساوس والقلق فيحل محله السكينة ويصبح القلب مطمئن وهذا ما يجعل شهر رمضان هو شهر العبادات ونيل الحسنات.
حكم التهنئة بشهر رمضان قبل دخوله
هل يجوز التهنئة بشهر رمضان بين المسلمين؟ هذا السؤال طرحه أحد الشباب على الفقهاء في إحدى الندوات الدينية ونذكر إجابة العلماء في الفقرة التالية.
- يقول الفقهاء إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يستقبلون شهر رمضان بالسرور والفرح فكانت التهنئة تنتشر بين صفوف المسلمين لذا يجوز أن يهنئ المسلم أخيه بقدوم الشهر الفضيل.
- تمحى الخطايا وتتقبل التوبة ويتعظم الأجر في شهر رمضان لذا يتسابق العباد في عمل الخير ومساعدة المحتاجين وتقديم العون للمحيطين من أهل وأقارب فذلك يزيد الألفة بين المسلمين وينال المسلم الثواب.
- يجب استغلال شهر رمضان بصورته الحقيقية وهي الحرص على الصلاة في أوقاتها والاعتكاف للعبادة وختم القرآن الكريم فلم يأتي الشهر حتى يسهر المسلم أمام التلفاز والانشغال بالوليمة وترك العبادات المفروضة، فيحذر الفقهاء من الخروج بدون تطهير النفس من المعاصي والشرور فقد خاب وخسر من لم يُغفر له الذنوب.