هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم

هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم ، هل يعاقب الله الأب الظالم ، هل يحاسب الْوَالِدَيْنِ على ظلم أبنائهم .

mosoah

هل يعاقب الله الآباء في أبنائهمهل يعاقب الله الآباء في أبنائهم

يتساءل الكثير هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم ؟ ليس هناك منا بلا ذنوب وخطايا، وعندما ندرك ارتكابنا للذنب؛ نسرع إلى الله عز وجل، نطلب منه المغفرة والرحمة والتجاوز عن الذنوب والسيئات، ولكننا لا نعرف ما إذا كان الله قد محى عنا تلك الذنوب أم لا، فكل ما يمكننا فعله هو الاستغفار وإخراج الصدقات حتى يمحوها الله برحمته عنا، ونجد البعض يعيش في حالة من القلق، يعتريه الخوف من أن يتحمل شخصًا آخر الذنب الذي ارتكبه هو، وأكثر ما يخيفه هو أن يكون هذا الشخص ولدًا من أولاده، فيكون ألمه أشد، لذلك يرغب الكثير في معرفة هل يُخلص الله عز وجل ذنوب العبد في شخص آخر، وهو ما سنوضحه من خلال سطور هذا المقال على موسوعة.

هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم

  • لا، لا يعاقب الله سبحانه وتعالى أي إنسان على ذنب ارتكبه في ولدًا من أولاده أو في أي شخص آخر.
  • فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الأنعام: “وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.
  • كما قال عز وجل في سورة المدثر: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ“، وجاء في قوله تعالى في سورة الطور: “كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ“.
  • ولقد استند العلماء على تلك الآيات في أن الله لا يؤاخذ عبد بذنب عبد غيره.
  • فعن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه.
  • فكل مُكلف يجازى على عمله، إذا كان خيرًا فيجازيه الله الخير، وإذا كان شرًا يجازيه الله الشر، دون أن يحمل شخصًا آخر خطيئته إذ لم يكن له يدًا فيها، فالله سبحانه وتعالى أعدل من أن يعاقب عبدًا على ذنب ارتكبه غيره.
  • ولذلك فكل إنسان منا يتحمل عواقب الذنوب التي يرتكبها، وإن أُصيب الولد بالبلاء؛ فيكون ذلك إما عقابًا من الله للولد على ارتكابه ذنبًا، أو اختبارًا منه لصبره على ما ابتلاه.
  • ولكن يتأثر الأبناء بصلاح وفساد آبائهم،؛ فإذا كان الأب رجلًا صالحًا، فإنه يُنشأ أولادًا صالحين ذوي أخلاق قويمة، أما إذا كان الأب فاسدًا؛ فيمكن أن يكون سببًا في البلاء الذي يحل بأولاده من خلال تربيته السيئة لهم.
  • والحالة الوحيدة التي يؤخذ الأبناء بذنوب آبائهم هي أن يكون آبائهم مجرمين، ويكثر الفساد في الأرض بفعلهم، فيعاقبهم الله في الدنيا في أبنائهم، وسيعوض الله الأبرياء بالخير في الآخرة.
  • فقد روى أحمد عن وهب الحديث القدسي (أنِّي إذا أُطِعتُ رَضِيتُ، وإذا رَضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عُصيت غَضِبْتُ، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابِع من الولد).

هل يعاقب الله الأب الظالم

  • نعم، فالله سبحانه وتعالى لا يترك ظالمًا إلا وعاقبه سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في الإثنين معًا.
  • فقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين عباده، وليس هناك ظالمًا لم يرجع عن ظلمه إلا أمهله الله للعدول عن ظلمه قبل أن يعجل له بالعقوبة.
  • وإذا علم الابن أن هناك ظلمًا صدر من أبيه؛ فليس عليه سوى أن ينصحه ويشجعه على التوبة، وأن يرد المظالم إلى أهلها ويرد الحقوق لأصحابها، وأن يدعو له ولأبيه بالستر، وأن يحفظه الله من أن يؤخذ بذنب أبيه، وهذه صورة من صور بر الوالدين.
  • وعلى كل حال؛ لن يُضار الولد بذنب فعله أبيه ولم يكن له يدًا فيه.
  • ولكن على كل أب أن يخاف من الظلم وارتكاب الذنوب، حتى يُثاب على أعماله الصالحة في أولاده، فقد قال الله عز وجل في سورة النساء: “وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا“.
  • وقد قال الهتيمي: “فَإِنْ كَانَ لَك خَوْفٌ عَلَى صِغَارِك وَأَوْلَادِك الْمَحَاوِيجِ الْمَسَاكِينِ فَاتَّقِ اللَّهَ فِي أَعْمَالِك كُلِّهَا لَا سِيَّمَا فِي أَوْلَادِ غَيْرِك، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْفَظُك فِي ذُرِّيَّتِك وَيُيَسِّرُ لَهُمْ مِنْ الْحِفْظِ وَالْخَيْرِ وَالتَّوْفِيقِ بِبَرَكَةِ تَقْوَاك مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُك بَعْدَ مَوْتِك وَيَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرُك، وَأَمَّا إذَا لَمْ تَتَّقِ اللَّهَ فِي أَوْلَادِ النَّاسِ وَلَا فِي حُرُمِهِمْ، فَاعْلَمْ أَنَّك مُؤَاخَذٌ فِي ذَلِكَ بِنَفْسِك وَذُرِّيَّتِك وَأَنَّ مَا فَعَلْتَهُ كُلَّهُ يُفْعَلُ بِهِمْ“.

هل يحاسب الْوَالِدَيْنِ على ظلم أبنائهم

  • نعم، حيث تتعدد صور عقوق الآباء بأبنائهم، منها التفرقة في المعاملة بين الأبناء، إطلاق الأسماء المكروهة على الأبناء، الامتناع عن الإنفاق على الأبناء، الامتناع عن منح الأبناء حقوقهم الأساسية، عدم تنشئة الأبناء على الدين.
  • ويمكن أن يعاقب الله كل من يظلم أولاده بأي صورة من تلك الصور بأن يصبح الابن عاقًا بأبيه، فيحصد الوالد ما زرعه طيلة السنوات الماضية.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا من خلاله على سؤال هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم، كما أجبنا على سؤال هل يعاقب الله الأب الظالم وهل يحاسب الوالدين على ظلم أبنائهم، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

  • 1
  • 2
  • 3
Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *